(سورةالاعراف)المقاصدالنورانيه التي لاغني عنها لكل مسلم
[size=32][/size]
[size=32]
[/size]
[size=48]سورة الاعراف[/size]
[size=32] [/size][size=32]
[/size]
احسم موقفك في الصراع بين الحق والباطل
[size=32]
[/size]
[size=32]
عرضت السوره بالتفصيل قصص الأنبياء
من بداية خلق آدم عليه السلام
إلى نهاية الخلق مروراً بنوح، هود، صالح، لوط، شعيب
موسى عليهم وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام. والسورة تجسد الصراع الدائم بين الحق والباطل وكيف أن الباطل يؤدي إلى الفساد في الأرض
وفي قصص كل الأنبياء الذين ورد ذكرهم في السورة تظهر لنا الصراع بين الخير والشر وبيان كيد إبليس لآدم وذريته لذا وجه الله تعالى أربعة نداءات متتالية لأبناء آدم بـ (يابني آدم)
ليحذرهم من عدوهم الذي وسوس لأبيهم آدم حتى أوقعه في المخالفة لأمر الله تعالى.
كما تعرضت السورة الكريمة
إلى أصناف البشر فهم على مرّ العصور
ثلاثة أصناف
المؤمنون الطائعون، العصاة ، والسلبيون الذين هم مقتنعون لكنهم لا ينفذون إما بدافع الخجل أو الامبالاة وعدم الإكتراث ,والسلبية هي من أهم المشاكل التي تواجه الفرد والمجتمع والأمة. وجاءت الآية لتحذرنا أنه علينا ان نحسم مواقفنا في هذه الحياة ونكون من المؤمنين الناجين يوم القيامة ولا نكون كأصحاب الأعراف الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم وينتظرون أن يحكم الله فيهم...
سورة الأعراف (مكية) نزلت بعد سورة (ص) وهي في المصحف بعد سورة الأنعام وعدد آياتها 206.
[/size]
قذائف الحق على الباطل
[size=32]
نزلت السورة في وقت كان الصراع فيه على أشده بين المسلمين والكفار. وبالتحديد في الوقت الذي أمر به النبي (r) بالجهر بالدعوة. إنها مرحلة جديدة، مرحلة فيها الإعلان والمواجهة، وقد يخجل البعض أو يخاف الأذية.. أنزلت السورة في هذا الظرف وهذا الجو، لتتحدث عن الصراع بين الحق والباطل وأن هذا الصراع سنّة كونية دائمة ومستمرة منذ خلق الله الخلق إلى نهاية يوم القيامة.
فبدأت السورة بالصراع بين آدم وإبليس مع بدء الخليقة وأتبعته بالحوار بين أهل الجنة وأهل النار، وكأن المعنى: هذه هي نتيجة الصراع: فريق في الجنة وفريق في النار. وبعد ذلك رسمت خطاً بيانياً يظهر الصراع في تاريخ البشرية بين كل نبي وقومه، ويظهر أن نهاية الصراع دائماً هي هلاك الظالمين بسبب فسادهم. وبين كل مقطع من هذه المقاطع تسألك السورة: أين أنت من هذا الصراع؟ حدّد موقفك.
[/size]
[size=32]
وهذا المحور لمناسب جداً لجو الصحابة في المرحلة المكية كما أنه ينعكس على الناس جميعاً في كل زمان ومكان. ففي كل عصر سيعيش الناس مواقف صراع بين الحق والباطل على مستوى الدول والأمم وعلى مستوى الحياة الشخصية أي بين الإنسان ونفسه.
[/size]
ربما أنت السبب..!
[size=32]
والهدف الذي تدور حوله أحداث السورة ومعانيها هو ضرورة تحديد الموقف وسط الصراع..
حدد موقفك يا مسلم.. في أي الفريقين أنت؟
لا تكن من المتفرجين.
وهذا المعنى يبدو واضحاً في قصص الأنبياء الواردة في هذه السورة، والتي ركّزت على الفصل بين المؤمنين الذين أنجاهم الله تعالى وبين الكفار، مع عدم ذكر أي فئة سلبية أو متفرجة، لأن الأصل أن يكون للإنسان موقف محدد في حياته. ففي قصة نوح مثلاً نرى أن ختام القصة كان:
]فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَـٰهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـئَايَـٰتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ[
(64)
[size=48]وفي قصة هود:[/size][/size][size=32][size=32]
[size=24][/size][/size]
]فَأَنجَيْنَـٰهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـئَايَـٰتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ[ (72).
[size=48]وفي قصة لوط:[/size][/size][size=32][size=48][size=32]
[size=24][/size][/size][/size]
]وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ[ (82) ]فَأَنجَيْنَـٰهُ
وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَه[ُ.
[size=48]وفي قصة شعيب:[/size][/size][size=32][size=32]
[size=24][/size][/size]
]قَالَ ٱلْمَلاَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ... فِي مِلَّتِنَا[ (88).
[size=48]وفي قصة صالح:[/size][/size][size=32]
]قَالَ ٱلْمَلاَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ... لِمَنْ ءامَنَ مِنْهُمْ[ (75).
وكأن المعنى في هذا كله إما أن تكون مع
(الذين آمنوا معه)
وإما أن تكون مع
(الذين كذبوا بآياتنا)
فلا وجود للفئة المتفرجة في هذه القصص.
[/size]
(فَلاَ يَكُن فِى صَدْرِكَ حَرَجٌ مّنْهُ)
[size=32]
[/size]
[size=32]
بداية السورة تعلن هذا المعنى بوضوح ]كِتَـٰبٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِى صَدْرِكَ حَرَجٌ مّنْهُ[ (2) مطلوب منك الجهر بتعاليم الإسلام، لا تستح من نظر أحد أو انتقاده. فأحياناً من قوة الباطل أو انتشاره قد يخجل البعض من إظهار الحق. لا تخجلي من حجابك ولا يخف مسلم من إيذاء أحد له.. المسلم الحق يحزم أمره ويحسم قضاياه لأن الله قال له في افتتاح السورة ]فَلاَ يَكُن فِى صَدْرِكَ حَرَجٌ مّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ[. هذه الآيات كما أشرنا سابقاً كانت عنواناً لبداية مرحلة الدعوة الجهرية.
[/size]
[size=32]
الآية الثالثة تلح على نفس المعنى: ]ٱتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مّن رَّبّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء[ فهنا طلب جازم باتباع الحق فوراً بلا تردد أو سلبية أو تطلع للطرق الأخرى.
[/size]
آدم وإبليس: فدلاهما بغرور
[size=32]
ومنذ بداية البشرية يبدأ الصراع بين آدم وإبليس الآيات (20 - 22)، فكيف كان إغواء إبليس لأبوينا؟ ]فَدَلَّـٰهُمَا بِغُرُورٍ[ (22) أي أن طريقة الإغواء كانت بتركهما في حيرة وعدم استقرار، فكان استعمال كلمة (فدلاهما) لتشبيهها بمن يدلو دلوه في البئر ثم يتركه معلقاً وسطه دون أن يحسم مكانه. ولذلك فإن الإيجابية وحسم الأمر من أقوى جند الحق والسلبية والتردد طريق المعصية وإن كان صاحبهما مؤمناً.
[/size]
العري: سلاح إبليس
[size=32]
لاحظ تركيز إبليس على نوع من أنواع الإفساد: العري، وهذا واضح في الآيات:
]فَوَسْوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيْطَـٰنُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءتِهِمَا[ (20) فماذا كانت النتيجة ]فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءتُهُمَا...[ (22).
لذلك كان الأمر الإلهي بالستر والتحذير من كل مظاهر كشف العورات: ]يَـٰبَنِى آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوٰرِى سَوْءتِكُمْ وَرِيشًا[ (26).
]يَـٰبَنِى آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مّنَ ٱلْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءتِهِمَا...[ (27).
]يَـٰبَنِى ءادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ[ (31).
[/size]
[size=32]
تعلّموا من هذه السورة، أرأيتم كثرة الآيات المحذّرة؟ تعلّموا ستر العورات وغض الأبصار، تعلّموا يا فتيات العفة والحشمة، واحسموا موقفكن من الحجاب بدون تردد، لأن العري سلاح إبليس منذ بدء الخليقة، وانتشاره يساعد على نشر الرذيلة وسهولة المعصية، لذلك كان التعقيب على قصة آدم قوله تعالى: ]قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبّيَ ٱلْفَوٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ...[ (33).
[/size]
لا ثالث بينهما
[size=32]
وبعد ذلك تقسم السورة الناس إلى صنفين: أهل الجنة وأهل النار، وتأخذك السورة بعيداً إلى يوم القيامة، حتى كأننا نسمع النداءات بين الطرفين: ]وَنَادَى أَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَـٰبَ ٱلنَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ ٱلله عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ[ (44).
فهما داران لا ثالث لهما، لذلك تأتي كلمة حاسمة في الآية 46 ]وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ[ لتفصل بين الفريقين بشكل نهائي. أما زلت متردداً؟ ألم تحسم موقفك بعد؟ اسمع إذاً نداء الاستغاثة: ]وَنَادَىٰ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ أَصْحَـٰبَ ٱلْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱلله قَالُواْ إِنَّ ٱلله حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ[ (50)
واختر لنفسك أي المصيرين، وأي الدارين؟!
[/size]
[size=32][/size]
[size=32]
[/size]
[size=48]سورة الاعراف[/size]
[size=32] [/size][size=32]
[/size]
احسم موقفك في الصراع بين الحق والباطل
[size=32]
[/size]
[size=32]
عرضت السوره بالتفصيل قصص الأنبياء
من بداية خلق آدم عليه السلام
إلى نهاية الخلق مروراً بنوح، هود، صالح، لوط، شعيب
موسى عليهم وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام. والسورة تجسد الصراع الدائم بين الحق والباطل وكيف أن الباطل يؤدي إلى الفساد في الأرض
وفي قصص كل الأنبياء الذين ورد ذكرهم في السورة تظهر لنا الصراع بين الخير والشر وبيان كيد إبليس لآدم وذريته لذا وجه الله تعالى أربعة نداءات متتالية لأبناء آدم بـ (يابني آدم)
ليحذرهم من عدوهم الذي وسوس لأبيهم آدم حتى أوقعه في المخالفة لأمر الله تعالى.
كما تعرضت السورة الكريمة
إلى أصناف البشر فهم على مرّ العصور
ثلاثة أصناف
المؤمنون الطائعون، العصاة ، والسلبيون الذين هم مقتنعون لكنهم لا ينفذون إما بدافع الخجل أو الامبالاة وعدم الإكتراث ,والسلبية هي من أهم المشاكل التي تواجه الفرد والمجتمع والأمة. وجاءت الآية لتحذرنا أنه علينا ان نحسم مواقفنا في هذه الحياة ونكون من المؤمنين الناجين يوم القيامة ولا نكون كأصحاب الأعراف الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم وينتظرون أن يحكم الله فيهم...
سورة الأعراف (مكية) نزلت بعد سورة (ص) وهي في المصحف بعد سورة الأنعام وعدد آياتها 206.
[/size]
قذائف الحق على الباطل
[size=32]
نزلت السورة في وقت كان الصراع فيه على أشده بين المسلمين والكفار. وبالتحديد في الوقت الذي أمر به النبي (r) بالجهر بالدعوة. إنها مرحلة جديدة، مرحلة فيها الإعلان والمواجهة، وقد يخجل البعض أو يخاف الأذية.. أنزلت السورة في هذا الظرف وهذا الجو، لتتحدث عن الصراع بين الحق والباطل وأن هذا الصراع سنّة كونية دائمة ومستمرة منذ خلق الله الخلق إلى نهاية يوم القيامة.
فبدأت السورة بالصراع بين آدم وإبليس مع بدء الخليقة وأتبعته بالحوار بين أهل الجنة وأهل النار، وكأن المعنى: هذه هي نتيجة الصراع: فريق في الجنة وفريق في النار. وبعد ذلك رسمت خطاً بيانياً يظهر الصراع في تاريخ البشرية بين كل نبي وقومه، ويظهر أن نهاية الصراع دائماً هي هلاك الظالمين بسبب فسادهم. وبين كل مقطع من هذه المقاطع تسألك السورة: أين أنت من هذا الصراع؟ حدّد موقفك.
[/size]
[size=32]
وهذا المحور لمناسب جداً لجو الصحابة في المرحلة المكية كما أنه ينعكس على الناس جميعاً في كل زمان ومكان. ففي كل عصر سيعيش الناس مواقف صراع بين الحق والباطل على مستوى الدول والأمم وعلى مستوى الحياة الشخصية أي بين الإنسان ونفسه.
[/size]
ربما أنت السبب..!
[size=32]
والهدف الذي تدور حوله أحداث السورة ومعانيها هو ضرورة تحديد الموقف وسط الصراع..
حدد موقفك يا مسلم.. في أي الفريقين أنت؟
لا تكن من المتفرجين.
وهذا المعنى يبدو واضحاً في قصص الأنبياء الواردة في هذه السورة، والتي ركّزت على الفصل بين المؤمنين الذين أنجاهم الله تعالى وبين الكفار، مع عدم ذكر أي فئة سلبية أو متفرجة، لأن الأصل أن يكون للإنسان موقف محدد في حياته. ففي قصة نوح مثلاً نرى أن ختام القصة كان:
]فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَـٰهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـئَايَـٰتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ[
(64)
[size=48]وفي قصة هود:[/size][/size][size=32][size=32]
[size=24][/size][/size]
]فَأَنجَيْنَـٰهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـئَايَـٰتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ[ (72).
[size=48]وفي قصة لوط:[/size][/size][size=32][size=48][size=32]
[size=24][/size][/size][/size]
]وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ[ (82) ]فَأَنجَيْنَـٰهُ
وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَه[ُ.
[size=48]وفي قصة شعيب:[/size][/size][size=32][size=32]
[size=24][/size][/size]
]قَالَ ٱلْمَلاَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ... فِي مِلَّتِنَا[ (88).
[size=48]وفي قصة صالح:[/size][/size][size=32]
]قَالَ ٱلْمَلاَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ... لِمَنْ ءامَنَ مِنْهُمْ[ (75).
وكأن المعنى في هذا كله إما أن تكون مع
(الذين آمنوا معه)
وإما أن تكون مع
(الذين كذبوا بآياتنا)
فلا وجود للفئة المتفرجة في هذه القصص.
[/size]
(فَلاَ يَكُن فِى صَدْرِكَ حَرَجٌ مّنْهُ)
[size=32]
[/size]
[size=32]
بداية السورة تعلن هذا المعنى بوضوح ]كِتَـٰبٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِى صَدْرِكَ حَرَجٌ مّنْهُ[ (2) مطلوب منك الجهر بتعاليم الإسلام، لا تستح من نظر أحد أو انتقاده. فأحياناً من قوة الباطل أو انتشاره قد يخجل البعض من إظهار الحق. لا تخجلي من حجابك ولا يخف مسلم من إيذاء أحد له.. المسلم الحق يحزم أمره ويحسم قضاياه لأن الله قال له في افتتاح السورة ]فَلاَ يَكُن فِى صَدْرِكَ حَرَجٌ مّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ[. هذه الآيات كما أشرنا سابقاً كانت عنواناً لبداية مرحلة الدعوة الجهرية.
[/size]
[size=32]
الآية الثالثة تلح على نفس المعنى: ]ٱتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مّن رَّبّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء[ فهنا طلب جازم باتباع الحق فوراً بلا تردد أو سلبية أو تطلع للطرق الأخرى.
[/size]
آدم وإبليس: فدلاهما بغرور
[size=32]
ومنذ بداية البشرية يبدأ الصراع بين آدم وإبليس الآيات (20 - 22)، فكيف كان إغواء إبليس لأبوينا؟ ]فَدَلَّـٰهُمَا بِغُرُورٍ[ (22) أي أن طريقة الإغواء كانت بتركهما في حيرة وعدم استقرار، فكان استعمال كلمة (فدلاهما) لتشبيهها بمن يدلو دلوه في البئر ثم يتركه معلقاً وسطه دون أن يحسم مكانه. ولذلك فإن الإيجابية وحسم الأمر من أقوى جند الحق والسلبية والتردد طريق المعصية وإن كان صاحبهما مؤمناً.
[/size]
العري: سلاح إبليس
[size=32]
لاحظ تركيز إبليس على نوع من أنواع الإفساد: العري، وهذا واضح في الآيات:
]فَوَسْوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيْطَـٰنُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءتِهِمَا[ (20) فماذا كانت النتيجة ]فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءتُهُمَا...[ (22).
لذلك كان الأمر الإلهي بالستر والتحذير من كل مظاهر كشف العورات: ]يَـٰبَنِى آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوٰرِى سَوْءتِكُمْ وَرِيشًا[ (26).
]يَـٰبَنِى آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مّنَ ٱلْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءتِهِمَا...[ (27).
]يَـٰبَنِى ءادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ[ (31).
[/size]
[size=32]
تعلّموا من هذه السورة، أرأيتم كثرة الآيات المحذّرة؟ تعلّموا ستر العورات وغض الأبصار، تعلّموا يا فتيات العفة والحشمة، واحسموا موقفكن من الحجاب بدون تردد، لأن العري سلاح إبليس منذ بدء الخليقة، وانتشاره يساعد على نشر الرذيلة وسهولة المعصية، لذلك كان التعقيب على قصة آدم قوله تعالى: ]قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبّيَ ٱلْفَوٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ...[ (33).
[/size]
لا ثالث بينهما
[size=32]
وبعد ذلك تقسم السورة الناس إلى صنفين: أهل الجنة وأهل النار، وتأخذك السورة بعيداً إلى يوم القيامة، حتى كأننا نسمع النداءات بين الطرفين: ]وَنَادَى أَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَـٰبَ ٱلنَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ ٱلله عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ[ (44).
فهما داران لا ثالث لهما، لذلك تأتي كلمة حاسمة في الآية 46 ]وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ[ لتفصل بين الفريقين بشكل نهائي. أما زلت متردداً؟ ألم تحسم موقفك بعد؟ اسمع إذاً نداء الاستغاثة: ]وَنَادَىٰ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ أَصْحَـٰبَ ٱلْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱلله قَالُواْ إِنَّ ٱلله حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ[ (50)
واختر لنفسك أي المصيرين، وأي الدارين؟!
[/size]