[b][size=24]
[/size][/b]
سورة الأسراء
[size=32][/size]
[size=32]
[/size][size=32]الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا
إنك أنت العليم الحكيم
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا
وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الإحباء المؤمنون
[/size]
[size=32][/size]
[size=32] مع سورة الإسراء
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا
مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا
إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى
الحكمة من ابتداء السورة بقوله
: سُبْحَانَ :
الموضوع متعلق بمعجزة الإسراء
لماذا بدأت هذه المعجزة
بقول الله سبحانه وتعالى :
﴿ سُبْحَانَ ﴾
( سُبحان ) مصدر بمعنى التنزيه
والتقديس والتمجيد
سبحان اسم ناب مناب المصدر
والمصدر ناب مناب الفعل، قد تقول: أشكرك، هذا الفعل، وقد تقول: شكراً، هذا مصدر ناب مناب الفعل، سبحان اسم ناب مناب مصدر، والمصدر ناب مناب الفعل، أي: سبّحْ، ومعنى سبحْ أي: نزّه، ومعنى سبّحْ أي: مجّد، نزّه ومجد .
السبب وحده لا يكفي لإحداث النتيجة :
ما علاقة التسبيح بهذه المعجزة التي كانت في حق النبي عليه الصلاة والسلام؟
العلاقة أن الله سبحانه وتعالى
حينما خلق الكون، خلقه وفق نظام
وجعل لكل سبب نتيجة
وجعل فيما يبدو لنا الأسباب تؤدي إلى نتائج
لكن الناس بعد أن ألِفوا أن هذه الأسباب تؤدي إلى النتائج
قد يغفلون عن أن مسبب الأسباب هو الله وأن السبب وحده
لا يكفي لإحداث النتيجة
لذلك قد تأتي النتائج من دون أسباب كافية، وقد تكون الأسباب
ولا تحقق النتائج المتوقعة .
إذا وجد السبب ولم يحقق النتيجة المتوقعة كان هذا دليلاً على أن السبب وحده
لا يكفي لتحقيق النتيجة
وإذا كانت النتيجة من دون سبب، معنى ذلك أن السبب ليس له دور حقيقي في إحداث النتيجة
لكن الله سبحانه وتعالى هو الخالق
هذا يتضح بمَثَل :
الله سبحانه وتعالى جعل توالد البشر عن طريق الزواج
فلا بد من زواج بين رجل وامرأة لتنجب المرأة طفلاً
وهذا هو النظام العام
وهذا هو القانون المفترض
وإذا عطّل الإنسان فكره وتوّهم أن كل زواج يؤدي إلى مولود
عندئذ نجد حالة العقم .
رجل وامرأة، والرجل و المرأة
لا ينجبان طفلاً
وقد خلق الله عز وجل آدم من دون أب ولا أم !
وخلق سيدنا عيسى من دون أب
وخلق السيدة حواء من دون أم
إذاً ما كل سبب يؤدي إلى نتيجة
معنى ذلك
أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق
وما هذه الأسباب إلا قرائن رافقت النتائج لكنها ليست هي الخالقة .
[/size]
[size=32][/size]
[size=32] ثمة مَثَلٌ ضربه علماء التوحيد:
أن مصباحاً كهربائياً موصولاً بشريط والشريط ينتهي بمفتاح
والمفتاح بيد رجل
وهناك مفتاح كهربائي ليس موصولاً بالمصباح
جاء شخص اقترب من المفتاح، وضغطه فتألق المصباح
توهم هذا الداخل أنه هو الذي أشعل هذا المصباح
هذا العمل تكرر كلما وضع يده على هذا الزر، ضغط الرجل الزر الحقيقي فتألق هذا المصباح، إلى أن اعتقد هذا الإنسان بسذاجة وتوهم أنه هو الذي يشعل المصباح، ذات مرة دخل ووضع يده على المفتاح، لم يتألق المصباح
إذاً: هذه الضغطة على الزر غير كافية لتألق المصباح، وفي مرة ثانية تألق المصباح من دون أن يضغط على الزر، استنتجنا أن هناك جهة أخرى هي التي تشعل المصباح، وما هذا الزر إلا ترافق، كلما تألق المصباح رافق ذلك ضغط الزر .
إنّ السبب وحده غير كاف لإحداث النتيجة، هذا أول معنى، ولذلك فربنا عز وجل من حين لآخر يخرق هذه القوانين، يبطلها أو يعطلها، تأتي النتيجة بلا سبب أي : أبطلها، يكون السبب ولا تكون نتيجة، أي : عطّلها، وأحياناً هذه القوانين تبطل أو تعطل، من أجل أن تؤمن أنه لا إله إلا الله، وأن الله هو الخالق، وأن السبب وحده لا يكفي لإحداث النتيجة .
[/size]
[size=32][/size]
[size=32] تعطُّل قانون الزمان والمكان في معجزة الإسراء والمعراج :
لذلك أن ينتقل إنسان من مكة إلى بيت المقدس
وأن يعرج إلى السموات
وأن يصل إلى سدرة المنتهى
وأن يعود إلى مكة في جزء يسير من الليل
هذا فوق طاقة البشر
لا يمكن أن يُحْدِثَ هذا إلا خالق الكون الذي بيده
أن يعطل قوانين المكان والزمان
فالزمان له قانون، والمكان له قانون
الله سبحانه وتعالى عطّل قانون المكان وقانون الزمان
فجاء النبي عليه الصلاة والسلام
وانتقل بجسده الطاهر وبروحه الشريفة من مكة المكرمة إلى بيت المقدس
ومن بيت المقدس إلى السماء
فالانتقال من مكة المكرمة إلى بيت المقدس إسراء
والانتقال من بيت المقدس إلى السماوات العلا معراج .
إذاً: جاءت كلمة
( سبحان )
أي نَزّه هذا الرب، وعظّمه، ومَجَّدَهُ
فهو الذي بيده كل شيء، بيده المكان
ولو شاء لألغى قوانين المكان
وبيده الزمان، ولو شاء لألغى قوانين الزمان
إذاً : ( سبحان ) تعني ما أعظم الخالق الذي بيده كل شيء، الأسباب صور، والنتائج صور، وهو كل شيء .
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾
( سورة الفتح : 10 )
﴿ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾
( سورة الأنفال : 17 )
لا يحدث شيء إلا بأمر الله
وعلمه وقدرته وتقديره .
إذاً: مناسبة أن تأتي كلمة ( سبحان )في مطلع سورة تشير إلى معجزة
تمت للرسول عليه الصلاة والسلام
بانتقاله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
ومن المسجد الأقصى إلى السماوات العلا في جزء يسير من الليل
هذه معجزة فيها خرق لقوانين المكان والزمان
ولا يستطيع أن يفعلها إلا خالق الكون وخالق المكان، وخالق الزمان .
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ﴾
سبّح أيها القارئ، أيها المؤمن
أيها المسلم، ونَزِّه وَمَجِّد وَعَظِّم .
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ﴾
معنى : أَسْرَى :
أسرى، يقال : سرى وأسرى، سرى مشى في الليل
سرى مشى في آخر الليل، وأسرى مشى في أول الليل
فإذا قال الله سبحانه وتعالى :
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ﴾
كان المعنى: أنه أسرى بعبده ليلاً .
معنى : لَيْلاً :
المعنى الأول :
لماذا جاءت كلمة ليلاً؟
العلماء قالوا: جاءت كلمة ليلاً لتؤكد أن الإسراء تم بالليل!
كأن تقول :
﴿ وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾
( سورة النحل : 51 )
إله تعني أنه واحد، إلهٌ مُفْرَد
لكن تأكيداً على أن المطلوب ليس معنى إثبات الألوهية
بل المقصود إثبات الألوهية والوحدانية .
﴿ وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾
اثنين توكيد، وواحد توكيد .
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ﴾
تأكيد على أن هذه المعجزة تمت في الليل
أما كلمة ليلاً جاءت نكرة
ودليل أنها نكرة جاءت مُنَوَّنَة ليلاً
وهذه إشارة
إلى أن هذه المعجزة تمت في جزء
هذا التنكير تنكير تبعيض
وهناك تنكير شمول
أو تنكير تمكين، هذا التنكير تنكير تبعيض
أي: لم تستغرق هذه المعجزة الليل كله لا
ليلاً
أي في جزء يسير من الليل .
كأن تقول :
﴿ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا ﴾
( سورة الكهف : 58 )
الرحمة معرفة بأل، أو تقول :
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾
( سورة آل عمران : 159 )
أي: كل ما في قلبك من الرحمة يا محمد ما هو إلا جزء يسير
من رحمة المولى القدير .
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾
﴿ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا ﴾
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ﴾
في جزء يسير من الليل انتقلت في البيت الحرام من المسجد الحرام
إلى المسجد الأقصى
إلى السماوات العلا
وعدتِ ولا يزال الفراش ساخناً!
هذا أول معنى . المعنى الثاني :
لماذا قال الله عز وجل :
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ﴾
أن الليل جاء ليؤكد أنه وقت المناجاة والتجلي والاتصال
وبعض العارفين بالله كان يناجي ربه
: يا رب، قد هجعت الطيور إلى أعشاشها، وأغلقت الملوك أبوابها
وآوى كل حبيب إلى حبيبه
وأنا واقف ببابك، أرتجي جنابك يا رب .
الليل وقت المناجاة
ووقت الاتصال، ووقت التهجد
ووقت الإقبال والتضرع
سبحانك لا يطيب الليل إلا بمناجاتك
ولا يطيب النهار إلا بخدمة عبادك
لا تطيب الدنيا إلا بذكرك
ولا تطيب الآخرة إلا ببرك .
[/size]
[size=32][/size]
[size=32]
إذاً أول معنى:
أن الليل تأكيد إلى أن الإسراء تم في الليل .
والمعنى الثاني:
أن ليلاً المنكرة تنكير تبعيض
دليل على أن هذه المعجزة التي تحتاج إلى سنوات وسنوات
تمت في جزء يسير من الليل !
القمر يعد أقرب شيء للأرض
يكاد القمر والأرض يكونان كوكباً واحداً ! القمر يبعد عنا ثانية ضوئية
فإذا تألق ضوء في القمر وصل إلينا في ثانية واحدة
والشمس تبعد عنا ثماني دقائق
والمجموعة الشمسية قطرها ثلاث عشرة ساعة
وطول درب التبانة مئة وخمسون ألف ثانية ضوئية
وبعض المجرات تبعد عنا ستة عشر ألف مليون سنة ضوئية !
﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ(75)وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾
( سورة الواقعة )
هذا القمر الذي يعد هو والأرض ككوكب واحد، يبعد عنا ثانية ضوئية
والمركبة التي توجهت إليه بقيت ثلاثة أيام بلياليها منطلقة إليه بأقصى سرعة
ركبها إنسان
سارت أربعين ألف ميل في الساعة! والطائرة الحديثة جداً سرعتها ألف ميل طائرات وركاب فسارت ألفًا
وبعضها ستمئة، بعضها تسعمئة
الحديثة ألف
أما هذه المركبة فتسير أربعين ألفاً في الساعة!
ومع ذلك احتاجت هذه الرحلة إلى ثلاثة أيام!
أما النبي العدنان عليه الصلاة والسلام فأسرِي به من مكة، إلى بيت المقدس
إلى السماوات العلا
ذهاباً وإياباً وعودة
والفراش لا يزال ساخناً
وعُطِّلَت قوانين الزمان، وعُطِّلَت قوانين المكان
ولا يفعل هذا إلا الواحد الديان !
لا يوجد جهة أخرى
كن من تكون فلن تستطيع ذلك!
لا يخرق هذه القوانين
إلا الله سبحانه وتعالى .[/size][size=32]
[/size]
[size=32][/size]
[/size][/b]
[size=32][/size]
سورة الأسراء
[size=32][/size]
[size=32]
[/size][size=32]الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا
إنك أنت العليم الحكيم
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا
وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الإحباء المؤمنون
[/size]
[size=32][/size]
[size=32] مع سورة الإسراء
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا
مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا
إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى
الحكمة من ابتداء السورة بقوله
: سُبْحَانَ :
الموضوع متعلق بمعجزة الإسراء
لماذا بدأت هذه المعجزة
بقول الله سبحانه وتعالى :
﴿ سُبْحَانَ ﴾
( سُبحان ) مصدر بمعنى التنزيه
والتقديس والتمجيد
سبحان اسم ناب مناب المصدر
والمصدر ناب مناب الفعل، قد تقول: أشكرك، هذا الفعل، وقد تقول: شكراً، هذا مصدر ناب مناب الفعل، سبحان اسم ناب مناب مصدر، والمصدر ناب مناب الفعل، أي: سبّحْ، ومعنى سبحْ أي: نزّه، ومعنى سبّحْ أي: مجّد، نزّه ومجد .
السبب وحده لا يكفي لإحداث النتيجة :
ما علاقة التسبيح بهذه المعجزة التي كانت في حق النبي عليه الصلاة والسلام؟
العلاقة أن الله سبحانه وتعالى
حينما خلق الكون، خلقه وفق نظام
وجعل لكل سبب نتيجة
وجعل فيما يبدو لنا الأسباب تؤدي إلى نتائج
لكن الناس بعد أن ألِفوا أن هذه الأسباب تؤدي إلى النتائج
قد يغفلون عن أن مسبب الأسباب هو الله وأن السبب وحده
لا يكفي لإحداث النتيجة
لذلك قد تأتي النتائج من دون أسباب كافية، وقد تكون الأسباب
ولا تحقق النتائج المتوقعة .
إذا وجد السبب ولم يحقق النتيجة المتوقعة كان هذا دليلاً على أن السبب وحده
لا يكفي لتحقيق النتيجة
وإذا كانت النتيجة من دون سبب، معنى ذلك أن السبب ليس له دور حقيقي في إحداث النتيجة
لكن الله سبحانه وتعالى هو الخالق
هذا يتضح بمَثَل :
الله سبحانه وتعالى جعل توالد البشر عن طريق الزواج
فلا بد من زواج بين رجل وامرأة لتنجب المرأة طفلاً
وهذا هو النظام العام
وهذا هو القانون المفترض
وإذا عطّل الإنسان فكره وتوّهم أن كل زواج يؤدي إلى مولود
عندئذ نجد حالة العقم .
رجل وامرأة، والرجل و المرأة
لا ينجبان طفلاً
وقد خلق الله عز وجل آدم من دون أب ولا أم !
وخلق سيدنا عيسى من دون أب
وخلق السيدة حواء من دون أم
إذاً ما كل سبب يؤدي إلى نتيجة
معنى ذلك
أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق
وما هذه الأسباب إلا قرائن رافقت النتائج لكنها ليست هي الخالقة .
[/size]
[size=32][/size]
[size=32] ثمة مَثَلٌ ضربه علماء التوحيد:
أن مصباحاً كهربائياً موصولاً بشريط والشريط ينتهي بمفتاح
والمفتاح بيد رجل
وهناك مفتاح كهربائي ليس موصولاً بالمصباح
جاء شخص اقترب من المفتاح، وضغطه فتألق المصباح
توهم هذا الداخل أنه هو الذي أشعل هذا المصباح
هذا العمل تكرر كلما وضع يده على هذا الزر، ضغط الرجل الزر الحقيقي فتألق هذا المصباح، إلى أن اعتقد هذا الإنسان بسذاجة وتوهم أنه هو الذي يشعل المصباح، ذات مرة دخل ووضع يده على المفتاح، لم يتألق المصباح
إذاً: هذه الضغطة على الزر غير كافية لتألق المصباح، وفي مرة ثانية تألق المصباح من دون أن يضغط على الزر، استنتجنا أن هناك جهة أخرى هي التي تشعل المصباح، وما هذا الزر إلا ترافق، كلما تألق المصباح رافق ذلك ضغط الزر .
إنّ السبب وحده غير كاف لإحداث النتيجة، هذا أول معنى، ولذلك فربنا عز وجل من حين لآخر يخرق هذه القوانين، يبطلها أو يعطلها، تأتي النتيجة بلا سبب أي : أبطلها، يكون السبب ولا تكون نتيجة، أي : عطّلها، وأحياناً هذه القوانين تبطل أو تعطل، من أجل أن تؤمن أنه لا إله إلا الله، وأن الله هو الخالق، وأن السبب وحده لا يكفي لإحداث النتيجة .
[/size]
[size=32][/size]
[size=32] تعطُّل قانون الزمان والمكان في معجزة الإسراء والمعراج :
لذلك أن ينتقل إنسان من مكة إلى بيت المقدس
وأن يعرج إلى السموات
وأن يصل إلى سدرة المنتهى
وأن يعود إلى مكة في جزء يسير من الليل
هذا فوق طاقة البشر
لا يمكن أن يُحْدِثَ هذا إلا خالق الكون الذي بيده
أن يعطل قوانين المكان والزمان
فالزمان له قانون، والمكان له قانون
الله سبحانه وتعالى عطّل قانون المكان وقانون الزمان
فجاء النبي عليه الصلاة والسلام
وانتقل بجسده الطاهر وبروحه الشريفة من مكة المكرمة إلى بيت المقدس
ومن بيت المقدس إلى السماء
فالانتقال من مكة المكرمة إلى بيت المقدس إسراء
والانتقال من بيت المقدس إلى السماوات العلا معراج .
إذاً: جاءت كلمة
( سبحان )
أي نَزّه هذا الرب، وعظّمه، ومَجَّدَهُ
فهو الذي بيده كل شيء، بيده المكان
ولو شاء لألغى قوانين المكان
وبيده الزمان، ولو شاء لألغى قوانين الزمان
إذاً : ( سبحان ) تعني ما أعظم الخالق الذي بيده كل شيء، الأسباب صور، والنتائج صور، وهو كل شيء .
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾
( سورة الفتح : 10 )
﴿ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾
( سورة الأنفال : 17 )
لا يحدث شيء إلا بأمر الله
وعلمه وقدرته وتقديره .
إذاً: مناسبة أن تأتي كلمة ( سبحان )في مطلع سورة تشير إلى معجزة
تمت للرسول عليه الصلاة والسلام
بانتقاله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
ومن المسجد الأقصى إلى السماوات العلا في جزء يسير من الليل
هذه معجزة فيها خرق لقوانين المكان والزمان
ولا يستطيع أن يفعلها إلا خالق الكون وخالق المكان، وخالق الزمان .
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ﴾
سبّح أيها القارئ، أيها المؤمن
أيها المسلم، ونَزِّه وَمَجِّد وَعَظِّم .
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ﴾
معنى : أَسْرَى :
أسرى، يقال : سرى وأسرى، سرى مشى في الليل
سرى مشى في آخر الليل، وأسرى مشى في أول الليل
فإذا قال الله سبحانه وتعالى :
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ﴾
كان المعنى: أنه أسرى بعبده ليلاً .
معنى : لَيْلاً :
المعنى الأول :
لماذا جاءت كلمة ليلاً؟
العلماء قالوا: جاءت كلمة ليلاً لتؤكد أن الإسراء تم بالليل!
كأن تقول :
﴿ وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾
( سورة النحل : 51 )
إله تعني أنه واحد، إلهٌ مُفْرَد
لكن تأكيداً على أن المطلوب ليس معنى إثبات الألوهية
بل المقصود إثبات الألوهية والوحدانية .
﴿ وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾
اثنين توكيد، وواحد توكيد .
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ﴾
تأكيد على أن هذه المعجزة تمت في الليل
أما كلمة ليلاً جاءت نكرة
ودليل أنها نكرة جاءت مُنَوَّنَة ليلاً
وهذه إشارة
إلى أن هذه المعجزة تمت في جزء
هذا التنكير تنكير تبعيض
وهناك تنكير شمول
أو تنكير تمكين، هذا التنكير تنكير تبعيض
أي: لم تستغرق هذه المعجزة الليل كله لا
ليلاً
أي في جزء يسير من الليل .
كأن تقول :
﴿ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا ﴾
( سورة الكهف : 58 )
الرحمة معرفة بأل، أو تقول :
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾
( سورة آل عمران : 159 )
أي: كل ما في قلبك من الرحمة يا محمد ما هو إلا جزء يسير
من رحمة المولى القدير .
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾
﴿ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا ﴾
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ﴾
في جزء يسير من الليل انتقلت في البيت الحرام من المسجد الحرام
إلى المسجد الأقصى
إلى السماوات العلا
وعدتِ ولا يزال الفراش ساخناً!
هذا أول معنى . المعنى الثاني :
لماذا قال الله عز وجل :
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ﴾
أن الليل جاء ليؤكد أنه وقت المناجاة والتجلي والاتصال
وبعض العارفين بالله كان يناجي ربه
: يا رب، قد هجعت الطيور إلى أعشاشها، وأغلقت الملوك أبوابها
وآوى كل حبيب إلى حبيبه
وأنا واقف ببابك، أرتجي جنابك يا رب .
الليل وقت المناجاة
ووقت الاتصال، ووقت التهجد
ووقت الإقبال والتضرع
سبحانك لا يطيب الليل إلا بمناجاتك
ولا يطيب النهار إلا بخدمة عبادك
لا تطيب الدنيا إلا بذكرك
ولا تطيب الآخرة إلا ببرك .
[/size]
[size=32][/size]
[size=32]
إذاً أول معنى:
أن الليل تأكيد إلى أن الإسراء تم في الليل .
والمعنى الثاني:
أن ليلاً المنكرة تنكير تبعيض
دليل على أن هذه المعجزة التي تحتاج إلى سنوات وسنوات
تمت في جزء يسير من الليل !
القمر يعد أقرب شيء للأرض
يكاد القمر والأرض يكونان كوكباً واحداً ! القمر يبعد عنا ثانية ضوئية
فإذا تألق ضوء في القمر وصل إلينا في ثانية واحدة
والشمس تبعد عنا ثماني دقائق
والمجموعة الشمسية قطرها ثلاث عشرة ساعة
وطول درب التبانة مئة وخمسون ألف ثانية ضوئية
وبعض المجرات تبعد عنا ستة عشر ألف مليون سنة ضوئية !
﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ(75)وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾
( سورة الواقعة )
هذا القمر الذي يعد هو والأرض ككوكب واحد، يبعد عنا ثانية ضوئية
والمركبة التي توجهت إليه بقيت ثلاثة أيام بلياليها منطلقة إليه بأقصى سرعة
ركبها إنسان
سارت أربعين ألف ميل في الساعة! والطائرة الحديثة جداً سرعتها ألف ميل طائرات وركاب فسارت ألفًا
وبعضها ستمئة، بعضها تسعمئة
الحديثة ألف
أما هذه المركبة فتسير أربعين ألفاً في الساعة!
ومع ذلك احتاجت هذه الرحلة إلى ثلاثة أيام!
أما النبي العدنان عليه الصلاة والسلام فأسرِي به من مكة، إلى بيت المقدس
إلى السماوات العلا
ذهاباً وإياباً وعودة
والفراش لا يزال ساخناً
وعُطِّلَت قوانين الزمان، وعُطِّلَت قوانين المكان
ولا يفعل هذا إلا الواحد الديان !
لا يوجد جهة أخرى
كن من تكون فلن تستطيع ذلك!
لا يخرق هذه القوانين
إلا الله سبحانه وتعالى .[/size][size=32]
[/size]
[size=32][/size]