الطريقة الرفاعية
وتوجهها الشيعي
أما عن انتماء الحبشي إلى الطريقة الرفاعية وأخذ الإجازة فيها من الشيخ عبد الرحمن السبسبي"(1) وكذلك القادرية والنقشبندية:
فإن هذه أسماء سميتموها أنتم ومشايخكم ما أنزل الله بها من سلطان. تسمونها الطرق، والطرق هي السُبُل كما قال تعالى {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}.
وهذه الطرق قد دخل فيها خليط من الأفكار وعقائد المِلَل الأخرى لا سيما العنصر الشيعي.
وأخص منها الطريقة الرفاعية التي تتفق مع الشيعة في عدة أمور:
كالإيمان بكتاب الجفر العلوي الفاطمي الشيعي.
وإمامة الإثني عشر من أهل البيت آخرهم محمد بن الحسن العسكري، وأنهم زادوا بالشيخ أحمد الرفاعي واحداً صاروا به ثلاثة عشر.
ويعتبرونه خاتم الأولياء، ختم الله به الولاية كما ختم بمحمد النبوة.
وأنه مخلوق من نور كما قال "قبض العزيزي جل جلاله من نور وجهه قبضة فخلق منها سيدنا المصطفى محمداً ïپ² فرشحت فخلقني منها".
وأن أهل البيت أجزاء ومخلوقات نورانية.
وأن الشيخ منصور [خال الشيخ الرفاعي] كان إذا فتح فمه يخرج منه عمود من نور يخرق السماوات السبع(2).

نماذج من خرافات الرفاعية
وزعموا أن النبي ïپ² مد يده إلى الرفاعي وهو في القبر ليقبلها. وذكر أن منكر هذه الحادثة يكفر (قلادة الجواهر 15 و 104).
ونسب إلى الرفاعي أن الولي يحيي الموتى وأنه إذا قال للشيء "كن فيكون" (قلادة الجواهر 73 و 145 المعارف المحمدية 47 – 348).
وأنه هو بدوره أحيا عظام الطيور التي كان أكلها قبل ذلك ثم نفخ في العظام وهي رميم فقال لها "كوني سمكاً كما كنت أولاً بإذن الله تعالى. فما استتم كلامه حتى قامت وتناثرت سمكاً حياً: شاهدة لله بالوحدانية وللنبي بالرسالة وبالسيد الرفاعي بالولاية العظمى"(1).
وأنه بلغ من حب الأسماك له أنه كان كلما مشى على الشاطئ تخرج الأسماك من بطن البحر لالتماس بركاته وتزدحم على أقدامه الشريفة، وتسأله بحق الله أن يأكل منها (قلادة الجواهر 102).
وأن الشيخ إبراهيم منصور خليفة الرفاعي كان إذا رأى البلاء نازلاً من السماء أخذ قضيباً وأشار إلى السماء فتفرق البلاء ويستطيع بمجرد تحريك العصا أن يرد قضاء الله النازل من السماء (قلادة الجواهر 27 جامع كرامات الأولياء 2/368).
وذكروا أن الشيخ رجب الرفاعي كان كثيراً ما يتواجد في حلقة الذكر فيقطر من عرقه العطر النفيس الخالص كما يقطر المطر (تنوير الأبصار 119 خزانة الإمداد 159).
وأن الشيخ منصور [خال الشيخ الرفاعي] كان إذا فتح فمه يخرج منه عمود من نور يخرج السماوات السبع (قلادة الجواهر 44).

الرفاعي يذوب ويتحول إلى ماء
من أعجب ما حكي عن الشيخ الرفاعي أنه كان يذوب كالرصاص ويستحيل إلى ماء كلما جلس يتعبد الله تعالى.
فقد ذكر محمد أبو الهدى الصيادي أنه لما كان الله يتجلى على الرفاعي بالعظمة كان يذوب حتى يبقى بقعة ماء ثم تدركه الرحمة الإلهية فيجمد شيئاً فشيئاً حتى يعود بدنه إلى ما كان عليه فيقول لأتباعه "لولا لطف الله ما عدت إليكم" (قلادة الجواهر ص27).
وذكر الصيادي والنبهاني أيضاً أن الرفاعي خرج مع أحمد مرافقيه (الشيخ سعيد) في الليل فوصلا إلى بستان، فقال له الرفاعي: قف ههنا حتى أرجع.
قال الشيخ سعيد: فوقفت مكاني حتى مضى من الليل شطره وهو لم يرجع. فمشيت على إثره لأعرف خبره، فإذا أنا بثيابه ملقاة على الأرض وعلى جانبه ماء، فجعلت أطوف يميناً وشمالاً فلم أجده. فرجعت إلى موضعي وأنا مرعوب من ذلك إذ أقبل علي وأنواره تشرق، فسألته عن ذلك فقال: يا ولدي أنا كنت ذلك الماء الذي رأيته. نظرني العزيز سبحانه بعين اللطف فصرت كما ترى. يا سعيد لولا أن نظرني بعين اللطف لما رجعت إليكم أبداً" (قلادة الجواهر 81 جامع كرامات الأولياء 2/99 و 28).
ومثل هذه الأحوال نسبوها أيضاً إلى غير الرفاعي، فقد ذكر الصيادي أن قوماً جاءوا إلى الشيخ منصور البطائحي – خال الشيخ الرفاعي – فسألوه عن المحبة، فسكت ثم ذات كما يذوب الرصاص قطرة بعد قطرة وهم ينظرونه حتى صار كالماء المائع. (قلادة الجواهر 28، روضة الناظرين 22).
الرفاعي يبيع قصراً في الجنة
وهذه قصة منسوبة إلى الشيخ الرفاعي مفادها أن الرفاعي باع رجلاً قصراً في الجنة محدد المساحة لقاء شراء بستان في الدنيا.
قال محمد أبو الهدى الصيادي "ونقل أن الشيخ جمال الدين الخطيب كان من أكابر أصحاب السيد أحمد الرفاعي وكان يريد أن يشتري بستاناً لضرورة، فامتنع صاحب البستان عن بيعه إياه، فتشفع الشيخ جمال الدين إلى الرفاعي، فأتى رد الشفاعة من صاحب البستان (إسماعيل بن عبد المنعم) الذي قال للرفاعي: يا سيدي إن اشتريته مني بما أريد بعتك إياه.
فقال الشيخ: يا إسماعيل قل لي كم تريد ثمنه حتى أعطيك؟
فقال: يا سيدي تشتريه مني بقصر في الجنة؟
فقال الرفاعي: من أنا حتى تطلب مني هذا يا ولدي؟ اطلب من الدنيا. فقال: يا سيدي شيئاً من الدنيا ما أريد، فإن أردت البستان فاشريها بما أطلب.
فنكس الرفاعي رأسه ساعة، واصفر لونه وتغير، ثم رفع وقد تبدلت الصفرة احمراراً وقال: يا إسماعيل قد اشتريت منك البستان بما طلبت. فقال: يا سيدي اكتب لي خط يدك. فكتب له السيد أحمد الرفاعي ورقة فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما اشترى إسماعيل بن عبد المنعم من العبد الفقير الحقير أحمد بن أبي الحسن الرفاعي، ضامناً على كرم الله تعالى قصراً في الجنة تجمعه حدود أربعة.
الأولى إلى جنة عدن.
الثانية إلى جنة المأوى.
الثالثة إلى جنة الخلد.
الرابعة إلى جنة الفردوس.
وذلك بجميع حوره وولدانه وفرشه وستره وأنهاره وأشجاره، عوض بستانه في الدنيا. وله الله شاهد وكفيل.
ثم طوى الكتاب وسلمه إليه، وأوصى صاحب البستان المذكور أن يوضع الصك معه في كفنه إذا مات، ففعل أبناؤه ذلك، ولما دفنوه وجدوا صبيحة اليوم التالي وقد كتب على قبره "وقد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً"(1).

موافقة الرفاعية للإمامية الإثني عشرية
ويعتقد الرفاعية أن محمد بن الحسن العسكري (المهدي المنتظر عند الشيعة) هو الإمام الثاني عشر (الغائب) وأن أحمد الرافاعي هو الإمام الثالث عشر بعده(1). وقد نصت كتب الشيعة على أنه لا وجود لهذا الإمام المنتظر(2). وأن الإمام الحادي عشر لم يُرزق ولداً، مما جعل أقاربه يقسّمون تَرِكَتَه بين أمه وأخيه جعفر(3). فكيف حدثت موافقة الرفاعية لهذه النغمة الشيعية؟!
اعترف بهاء الدين الرواس الرفاعي (من سلالة الشيخ أحمد الرفاعي) باعتقاد الرفاعيين بإمامة صاحب السرداب المنتظر وسماه باسمه [المهدي بن الحسن العسكري](4). فليس المهدي عندهم هو الذي أخبر عنه النبي ïپ² أن اسمه يواطيء اسم نبينا ïپ² وإنما مهديهم صاحب السرداب الذي في "سامرّاء" بالعراق.
اعتقادهم بكتاب الجفر الشيعي
يؤمن الرفاعيون بكتاب الجفر المنسوب إلى علي وجعفر الصادق رضي الله عنهما وله قدسيته عند الرافضة وفيه كثير من الكذب عليهما، زعموا أن فيه كل ما هو كائن إلى يوم القيامة. وصرَّح بهاء الدين الرواس (من سلالة الرفاعي) أنه يعتقد ما في كتاب الجفر(5). ولا يمكن للرفاعية التنصل من كتاب بوارق الحقائق وقلادة الجواهر.
طقوسهم يوم عاشوراء
ولهم طقوس موافقة للشيعة كإظهار الحزن يوم عاشوراء، ويبدأ منذ ذلك اليوم عندهم ما يسمى بالخلوة المحرمية يعتزلون فيها الناس ويمتنعون عن الطعام أسبوعاً ويقتصرون على اللوز والسكر(6).