[size=32]مناظرات بين اصحاب الحديث[/size]
[size=32]قالوا: فلان يحتمل في الرقائق ولا يحتمل في الأحكام.
[size=32]وهذا باطللأنه لا يخلو كل أحد في الأرض من أن يكون فاسقاً أو غير فاسق ، فإن كان غير فاسق كان عدلاً ، ولا سبيل إلى مرتبة ثالثة .[/size]
[size=32]والعدل ينقسم إلى قسمين : فقيه وغير فقيه.[/size]
[size=32]فالفقيه العدل مقبول في كل شيء .[/size]
[size=32]والفاسق لا يحتمل في شيء .[/size]
[size=32]والعدل غير الحافظ لا تقبل نذارته في شيء من الأشياء ، لأن شرط القبول الذي نص الله تعالى عليه ليس موجوداً فيه .[/size]
[size=32]ومن كان عدلاً في بعض نقله ، فهو عدل في سائره ، ومن المحال أن يجوز قبول بعض خبره ، ولا يجوز قبول سائره إلا بنص من الله تعالى أو إجماع في التفريق بين ذلك ، وإلا فهو تحكم بلا برهان ، وقول بلا علم ، وذلك لا يحل .[/size]
[size=32]قالوا: فلان أعدل من فلان وراموا بذلك ترجيح خبر الأعدل على من هو دونه في العدالة.[/size]
[size=32]والجواب أن الله عز وجل لم يفرق بين خبر عدل، وخبر عدل آخر أعدل منه، ومن حكم في الدين بغير أمر من الله عز وجل، أو من رسوله , أو إجماع متيقن فقد قفا ما ليس له به علم ، وإنما أمر تعالى بقبول نذارة النافر الفقيه العدلفقط ، وبقبول شهادة العدول فقط ، ففى نقل الأخبار يشترط العدالة والضبط وفى الشهادة لا يشترط إلا العدالة فقط. فمن زاد حكماً فقد أتى بما لا يجوز له.[/size]
[size=32]وأيضاً فقد يعلم الأقل عدالة ما لا يعلمه من هو أتم منه عدالةفقد جهل أبو بكر وعمر رضى الله عنهما ميراث الجدة ، وعلمه المغيرة بن شعبة ومحمد بن مسلمة وبينهما وبين أبي بكر وعمر بون بعيد إلا أنهم كلهم عدول ، وقد رجع أبو بكر إلى خبر المغيرة في ذلك ، وأيضاً فإن كل ما يتخوف من العدل فإنه متخوف من أعدل من في الأرض بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأيضاً فلو شهد أبو بكر وحده ، ما قبل قبولاً يوجب الحكم بشهادته، ولو شهد عدلان من عرض الناس قُبِلا، فلا معنى للأعدل .[/size]
[/size]