و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة , و من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة )) متفق عليه .



- المسلم أخو المسلم = يعني في الدين .

- لا يظلمه = لا يظلمه لا في ماله , و لا في بدنه , و لا في عرضه و لا في أهله , يعني لا يظلمه بأي نوع من الظلم .

- و لا يسلمه = يعني لا يسلمه لمن يظلمه , فهو يدافع عنه و يحميه من شره .

- من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته = يعني اذا كنت في حاجة أخيك تقضيها و تساعده عليها , فان الله تعالى يساعدك في حاجتك و يعينك عليها جزاء وفاقا .


- الكرب = ما يضيق على الانسان و يشق عليه , و يجد له في نفسه هما و غما , و تفريج الكربات يكون في أمور متعددة : ان كانت كربة مالية فاعطائه المال الذي تزول

به الكربة , و ان كانت كربة معنوية فبالحرص على رد معنويته و رد اعتباره حتى تزول عنه الكربة , و اذا كانت كربة هم و غم فبأن توسع عليه و تنفس له , و تبين له أن الأمور

لا تدوم , و أن دوام الحال من المحال , و تبين له ما في هذا من الأجر و الثواب العظيم حتى تهون عليه الكربة .


- ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا و الآخرة = هنا الستر له قسمان : القسم الأول , اذا كنت تعرف انسان معروف بالصلاح و صدرت منه هفوة , فان من المستحسن

أن تستره و لا تبينه لأحد , أو كان في الانسان عيب في خلقته كجروح أو برص أو بهق أو ماشبه ذلك و هو يتستر لا يريد أن يطلع عليه أحد , فاستره لأنك اذا سترته سترك

الله تعالى في الدنيا و الآخرة و كذلك اذا كان سيئ الخلق لكنه يتظاهر للناس بأنه حسن الخلق و واسع الصدر و أنت تعرف خلاف ذلك , فاستره , يسترك الله في الدنيا و الآخرة .

أما الذي لا يجب عليك أن تستره فهو القسم الثاني : الانسان الشرير المنهمك في المعاصي المستهتر الذي لا يزيده الستر الا طغيانا , فهذا الشخص لا تستر عليه , بل بلغ

الجهات المسؤولة حتى يردع ردعا و لك بذلك أجر كبير .



و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم