الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال الإمام أحمد 9259 - ثنا عفان قال ثنا همام قال أنا قتادة عن عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" الأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد وأنا أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه لم يكن بيني وبينه نبي وانه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه رجلا مربوعا إلى الحمرة والبياض عليه ثوبان ممصران كان رأسه يقطر وان لم يصبه بلل فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويدعو الناس إلى الإسلام فيهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال وتقع الآمنة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل والنمار مع البقر والذئاب مع الغنم ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون . ورواه غير الإمام أحمد
أقول : وهذا إسنادٌ ظاهره الصحة ، لهذا صححه جمعٌ من الأئمة ، غير أن له علةً خفية
قال ابن أبي حاتم في المراسيل ص 29 :" ذكره أبي عن إسحق بن منصور عن يحيى بن معين قال قتادة عن عبدالرحمن مولى أم برثن قال لا لم يسمع "
وعبد الرحمن مولى أم برثن هو عبد الرحمن بن آدم انظر تهذيب الكمال (16/ 505)
ولعامته شواهد
فقوله ( الأنبياء إخوة لعلات وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم ) ثابت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة (3259)
وقوله في صفة عيسى ابن مريم ( مربوعاً إلى الحمرة والبياض .... ) معناه ثابت في صحيح البخاري (3067) ومسلم (165) من حديث ابن عباس غير أن قوله ( كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه ماء ) لم أجد له شاهداً بهذا اللفظ غير أن في صحيح مسلم ( كأنه خرج من ديماس ) والديماس الحمام فيفيد هذا المعنى
وقوله (فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ) معناه ثابت في صحيح البخاري (3264) ومسلم (406 ) من حديث أبي هريرة
وأما قوله (ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الاسلام ) فلم أجد له شاهداً بهذا اللفظ غير أن له شاهداً يشهد لعموم معناه يأتي ذكره
وكذا قوله ( وتقع الأمنة على الأرض .... ) إلى آخره لم أجد له شاهداً بهذا اللفظ غير أن له شواهد تشهد لمعناه
عن طاوس قال :" قال : ينزل عيسى بن مريم إماما هاديا ، ومقسطا عادلا ، فإذا نزل كسر الصليب ، وقتل
الخنزير ، ووضع الجزية ، وتكون الملة واحدة ، ويوضع الامر في الارض، حتى أن الاسد ليكون مع البقر تحسبه ثورها ، ويكون الذئب مع الغنمتحسبه كلبها ، وترفع حمة كل ذات حمة ، حتى يضع الرجل يده على
رأس الحنش فلا يضره ، وحتى نفر الجارية الاسد ، كما يفرولد الكلب الصغير ، ويقوم الفرس العربي بعشرين
رهما ، ويقوم الثور بكذا وكذا ، وتعود الارض كهيئتها على عهد آدم
، ويكون القطف - يعني العنقاد - يأكل منه النفر ذو العدد ، وتكون الرمانة يأكل منها النفر دو العدد "
رواه عبد الرزاق في المصنف ( 20843) وإسناده إلى طاوس قوي
وقال عبد الرزاق (20844) عن معمر عن زيد بن أسلم عن رجل عن أبي هريرة قال : لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى بن مريم إماما مقسطا ، و . . . قريشالاجارة ، ويقتل الخنزير ، ويكسر الصليب ، وتوضع الجزية وتكون السجدة واحدة لرب العالمين ، وتضع الحرب أوزارها ، وتملا الارض من الاسلام كما تملا الابار من الماء ، وتكون الارض كما ثورالورق - يعني المائدة - وترفع الشحناء والعداوة ، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها ، ويكون الاسد في الابل كأنه فحلها"
وفي إسناده إبهام كما ترى ، وليس فيه إلغاء بقية الملل وإنما ذكر انتشار الإسلام
وقال أحمد في المسند (10266) ثنا سريج قال ثنا فليح عن الحارث بن فضيل الأنصاري عن زياد بن سعد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" ينزل عيسى بن مريم إماما عادلا وحكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويرجع السلم ويتخذ السيوف مناجل وتذهب حمة كل ذات حمة وتنزل السماء رزقها وتخرج الأرض بركتها حتى يلعب الصبي بالثعبان فلا يضره ويراعي الغنم الذئب فلا يضرها ويراعي الأسد البقر فلا يضرها "
وزياد هذا ترجم له البخاري في التاريخ الكبير ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، والظاهر أنه لم يسمع من أبي هريرة فإنه يروي عن ابن عمر بواسطة أبيه وقد يكون الساقط هنا هو المبهم في رواية زيد بن أسلم ، وليس في روايته ذكر إلغاء الملل غير أن توقف الجهاد ووضع الجزية يوحي بذلك
وبهذا تعلم أن الروايات التي فيها نزول الأمنة من حديث أبي هريرة كلها في أسانيدها كلام وقد روى أصحاب أبي هريرة الثقات الأثبات هذا الخبر دون ذكر هذه الزيادة فرواه عنه
1_ سعيد بن المسيب وحديثه عند البخاري ( 2109) ومسلم (406)
2_ عطاء بن ميناء وحديثه عند مسلم (408) وفيه ( ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها )
فمن أراد تقوية هذه الزيادات بمرسل طاوس ، فلا تثريب عليه ، غير أنني أميل إلى التوقف فيها لأن باب الشواهد في الزيادات أضيق منه في الإنفرادات
وقد وردت هذه الزيادات من حديث أبي أمامة في حديث طويل عند ابن ماجه ( 4077) وفيه إسماعيل بن رافع عامة الأئمة على أنه متروك ، ثم وجدت له متابعاً
قال حنبل بن إسحاق في الفتن
37 - حدثنا يونس بن عبد الرحيم العسقلاني ، أخبرنا ضمرة ، حدثنا السيباني ، عن عمرو بن عبد الله الحضرمي ، عن أبي أمامة الباهلي ، قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فكان أكثر خطبته ما حدثنا عن الدجال ويحذرناه فكان مما قال : « لم يكن نبي قط إلا حذره أمته ، وأنا آخر الأنبياء ، وأنتم آخر الأمم ، وهو خارج فيكم لا محالة ، فإن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيج كل مسلم ، وإن يخرج بعدي فكل امرئ حجيج نفسه ، والله خليفتي على كل مسلم . إنه يخرج من خلة بين الشام والعراق ، فيعيث يمينا ويعيث شمالا ، عباد الله اثبتوا ، يا عباد الله اثبتوا إنه يبدأ فيقول : أنا نبي ولا نبي بعدي ، ثم يبدأ فيقول : أنا ربكم ولن تروا ربكم حتى تموتوا ، وإنه أعور وليس ربكم بأعور ، وإنه مكتوب بين عينيه : كافر يقرأه كل مؤمن ، فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه . وإن فتنته أن معه نارا وجنة ، فناره جنة ، وجنته نار ، فمن ابتلي بناره فليقرأ فواتح سورة الكهف ، وليستعن بالله ، حتى تكون عليه بردا وسلاما كما كانت بردا وسلاما على إبراهيم . وإن فتنته أن معه شياطين تتمثل في صورة ناس ، فيأتي الأعرابي فيقول له : أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك ؟ فيقول : نعم ، فيمثل شياطينه على صورة أبيه وأمه ، فيقولان : يا بني اتبعه فإنه ربك . وإن فتنته أن يسلط على نفس فيقتلها ، ثم يحييها ، ولن يعود بعد ذلك ، ولا يصنع ذلك بنفس غيرها ، ويقول : انظروا عبدي هذا ، فإني أبعثه الآن ، ويزعم أن له ربا غيري ، فيقول له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله ، وأنت الدجال عدو الله . وإن فتنته أن يقول للأعرابي : إن بعثت لك إبلك أتشهد أني ربك ؟ فيقول : نعم ، فتمثل له الشياطين على صورة إبله . وإن فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر ، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت . وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه ، فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت ، ويمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء فتمطر ، ويأمر الأرض فتنبت فتروح إليهم مواشيهم من يومهم ذلك أعظم ما كانت وأسمنه ، وأمده خواصر ، وأدره ضروعا . وإن أيامه أربعون يوما ، فيوم كالسنة ، ويوم دون ذلك ، ويوم كالشهر ، ويوم دون ذلك ، ويوم كالجمعة ، ويوم دون ذلك ، ويوم كالأيام ، ويوم دون ذلك ، وآخر أيامه كالشررة في الحريرة » ، قال : وقال بعض أصحابه الجريدة - حتى يخرج الرجل من باب المدينة ، لا يبلغ بابها الآخر حتى تغيب الشمس ، قالوا : يا رسول الله كيف نصلي في تلك الأيام القصار ؟ قال : « تقدرون فيها كما تقدرون في الأيام الطوال ثم تصلون . وإنه لا يبقى شيء في الأرض إلا وطئه وغلب عليه إلا مكة والمدينة ، فإنه لا يأتيهما من نقب من أنقابهما إلا لقيه ملك مصلت بالسيف حتى ينزل عند الظرب الأحمر عند منقطع السبخة مجتمع السيول ، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات ، لا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه ، فتنفي يومئذ الخبث ، كما ينفي الكير خبث الحديد ، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص » . قال : فقالت له أم شريك : يا رسول الله ، فأين الناس يومئذ ؟ قال : « بأكناف بيت المقدس ، ثم يخرج حتى يحاصرهم وإمام الناس يومئذ رجل صالح يقال له : صل الصبح ، فإذا كبر ودخل في الصلاة نزل عيسى ابن مريم عليه السلام فإذا رآه ذلك الرجل عرفه ، فيرجع يمشي القهقرى ، ليتقدم عيسى ، فيضع عيسى يده بين كتفيه ، فيقول له : » صل فإنها أقيمت لك « ، فيصلي عيسى ورائه ، ثم يقول : » افتح الباب « ، فيفتح الباب مع الدجال يومئذ سبعون ألف يهودي ، وكلهم ذو ساج وسيف محلى ، فإذا نظر إلى عيسى ذاب كما يذوب الرصاص في النار ، والملح في الماء ، ثم يخرج هاربا فيقول عيسى : » إن لي فيك ضربة ولن تفوتني بها « ، فيدركه عند باب لد الشرقي فيقتله ، فلا شيء مما خلقه الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء ، لا شجرة ولا حجر ، ولا دابة إلا قال : يا عبد الله المسلم ، هذا يهودي فاقتله ، إلا الغرقد فإنها من شجرهم . قال : ويكون عيسى في أمتي حكما عدلا ، وإماما مقسطا ، يدق الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويترك الصدقة ، ولا يسعى على شاة ولا بعير . وترفع الشحناء والتباغض ، وتنزع حمة كل دابة ، حتى يدخل الوليد يده في الحنش فلا تضره ، وتلقى الوليدة الأسد فلا يضرها ، ويكون في الإبل كأنه كلبها ، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها . تملأ الأرض من الإسلام ، ويسلم الكفار ملكها ، ولا يكون ملك إلا الإسلام . وتكون الأرض كفاثور الفضة ، تنبت نباتها كما كانت على عهد آدم ، فيجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم ، ويجتمع النفر على الرمانة ، ويكون الثور بكذا وكذا من المال ، ويكون الفرس بالدريهمات .
أقول : فيه شاهدٌ لنزول الأمنة وهو يعضد مرسل طاوس ، وليس فيه أن الكفار يفنون وإنما يسلمون ملكهم وليس في هذا السند أحدٌ ينظر في حاله غير عمرو بن عبد الله الحضرمي فقد انفرد عنه السيباني ووثقه ابن حبان والعجلي وكلاهما متساهل ، لهذا قال الحافظ :" مقبول " أي حيث يتابع وإلا فلين ، وذكره الذهبي في الميزان
غير أن هنا فائدة نفيسة وهي أن يعقوب بن سفيان وثقه كما في المعرفة والتاريخ (2/437) ، ولم يذكر هذه الفائدة النفيسة الحافظ في التهذيب.
فإذا أضفنا هذا السند إلى مرسل طاوس صح الخبر ( وهذا السند قائمٌ بذاته ) والحمد لله
وأما قوله ( فيمكث في الأرض أربعين سنة ) ، فيشهد له ما روى نعيم بن حماد في الفتن 1622 - حدثنا عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن صاحب لأبي هريرة
عن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ينزل عيسى بن مريم فيمكث في الأرض أربعين سنة .
وفي سنده إبهام كما ترى ، وانفراد نعيم بمثل هذا محل بحث ونظر ، وخصوصاً أن هذه الرواية مخالفة لما جاء في صحيح مسلم (
7568) من أن عيسى ابن مريم يمكث سبع سنين ، وقد جمع الحافظ ابن كثير في تفسيره بين رواية المكث (أربعين سنة ) ورواية المكث ( سبع سنين ) بما لا حاجة له وقد علمت ما في أسانيد رواية المكث أربعين سنة من كلام
وحبذا لو أفادني الإخوة بما وقفوا عليه بخصوص هذا المتن
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد :
قال الإمام أحمد 9259 - ثنا عفان قال ثنا همام قال أنا قتادة عن عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" الأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد وأنا أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه لم يكن بيني وبينه نبي وانه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه رجلا مربوعا إلى الحمرة والبياض عليه ثوبان ممصران كان رأسه يقطر وان لم يصبه بلل فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويدعو الناس إلى الإسلام فيهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال وتقع الآمنة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل والنمار مع البقر والذئاب مع الغنم ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون . ورواه غير الإمام أحمد
أقول : وهذا إسنادٌ ظاهره الصحة ، لهذا صححه جمعٌ من الأئمة ، غير أن له علةً خفية
قال ابن أبي حاتم في المراسيل ص 29 :" ذكره أبي عن إسحق بن منصور عن يحيى بن معين قال قتادة عن عبدالرحمن مولى أم برثن قال لا لم يسمع "
وعبد الرحمن مولى أم برثن هو عبد الرحمن بن آدم انظر تهذيب الكمال (16/ 505)
ولعامته شواهد
فقوله ( الأنبياء إخوة لعلات وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم ) ثابت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة (3259)
وقوله في صفة عيسى ابن مريم ( مربوعاً إلى الحمرة والبياض .... ) معناه ثابت في صحيح البخاري (3067) ومسلم (165) من حديث ابن عباس غير أن قوله ( كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه ماء ) لم أجد له شاهداً بهذا اللفظ غير أن في صحيح مسلم ( كأنه خرج من ديماس ) والديماس الحمام فيفيد هذا المعنى
وقوله (فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ) معناه ثابت في صحيح البخاري (3264) ومسلم (406 ) من حديث أبي هريرة
وأما قوله (ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الاسلام ) فلم أجد له شاهداً بهذا اللفظ غير أن له شاهداً يشهد لعموم معناه يأتي ذكره
وكذا قوله ( وتقع الأمنة على الأرض .... ) إلى آخره لم أجد له شاهداً بهذا اللفظ غير أن له شواهد تشهد لمعناه
عن طاوس قال :" قال : ينزل عيسى بن مريم إماما هاديا ، ومقسطا عادلا ، فإذا نزل كسر الصليب ، وقتل
الخنزير ، ووضع الجزية ، وتكون الملة واحدة ، ويوضع الامر في الارض، حتى أن الاسد ليكون مع البقر تحسبه ثورها ، ويكون الذئب مع الغنمتحسبه كلبها ، وترفع حمة كل ذات حمة ، حتى يضع الرجل يده على
رأس الحنش فلا يضره ، وحتى نفر الجارية الاسد ، كما يفرولد الكلب الصغير ، ويقوم الفرس العربي بعشرين
رهما ، ويقوم الثور بكذا وكذا ، وتعود الارض كهيئتها على عهد آدم
، ويكون القطف - يعني العنقاد - يأكل منه النفر ذو العدد ، وتكون الرمانة يأكل منها النفر دو العدد "
رواه عبد الرزاق في المصنف ( 20843) وإسناده إلى طاوس قوي
وقال عبد الرزاق (20844) عن معمر عن زيد بن أسلم عن رجل عن أبي هريرة قال : لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى بن مريم إماما مقسطا ، و . . . قريشالاجارة ، ويقتل الخنزير ، ويكسر الصليب ، وتوضع الجزية وتكون السجدة واحدة لرب العالمين ، وتضع الحرب أوزارها ، وتملا الارض من الاسلام كما تملا الابار من الماء ، وتكون الارض كما ثورالورق - يعني المائدة - وترفع الشحناء والعداوة ، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها ، ويكون الاسد في الابل كأنه فحلها"
وفي إسناده إبهام كما ترى ، وليس فيه إلغاء بقية الملل وإنما ذكر انتشار الإسلام
وقال أحمد في المسند (10266) ثنا سريج قال ثنا فليح عن الحارث بن فضيل الأنصاري عن زياد بن سعد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" ينزل عيسى بن مريم إماما عادلا وحكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويرجع السلم ويتخذ السيوف مناجل وتذهب حمة كل ذات حمة وتنزل السماء رزقها وتخرج الأرض بركتها حتى يلعب الصبي بالثعبان فلا يضره ويراعي الغنم الذئب فلا يضرها ويراعي الأسد البقر فلا يضرها "
وزياد هذا ترجم له البخاري في التاريخ الكبير ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، والظاهر أنه لم يسمع من أبي هريرة فإنه يروي عن ابن عمر بواسطة أبيه وقد يكون الساقط هنا هو المبهم في رواية زيد بن أسلم ، وليس في روايته ذكر إلغاء الملل غير أن توقف الجهاد ووضع الجزية يوحي بذلك
وبهذا تعلم أن الروايات التي فيها نزول الأمنة من حديث أبي هريرة كلها في أسانيدها كلام وقد روى أصحاب أبي هريرة الثقات الأثبات هذا الخبر دون ذكر هذه الزيادة فرواه عنه
1_ سعيد بن المسيب وحديثه عند البخاري ( 2109) ومسلم (406)
2_ عطاء بن ميناء وحديثه عند مسلم (408) وفيه ( ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها )
فمن أراد تقوية هذه الزيادات بمرسل طاوس ، فلا تثريب عليه ، غير أنني أميل إلى التوقف فيها لأن باب الشواهد في الزيادات أضيق منه في الإنفرادات
وقد وردت هذه الزيادات من حديث أبي أمامة في حديث طويل عند ابن ماجه ( 4077) وفيه إسماعيل بن رافع عامة الأئمة على أنه متروك ، ثم وجدت له متابعاً
قال حنبل بن إسحاق في الفتن
37 - حدثنا يونس بن عبد الرحيم العسقلاني ، أخبرنا ضمرة ، حدثنا السيباني ، عن عمرو بن عبد الله الحضرمي ، عن أبي أمامة الباهلي ، قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فكان أكثر خطبته ما حدثنا عن الدجال ويحذرناه فكان مما قال : « لم يكن نبي قط إلا حذره أمته ، وأنا آخر الأنبياء ، وأنتم آخر الأمم ، وهو خارج فيكم لا محالة ، فإن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيج كل مسلم ، وإن يخرج بعدي فكل امرئ حجيج نفسه ، والله خليفتي على كل مسلم . إنه يخرج من خلة بين الشام والعراق ، فيعيث يمينا ويعيث شمالا ، عباد الله اثبتوا ، يا عباد الله اثبتوا إنه يبدأ فيقول : أنا نبي ولا نبي بعدي ، ثم يبدأ فيقول : أنا ربكم ولن تروا ربكم حتى تموتوا ، وإنه أعور وليس ربكم بأعور ، وإنه مكتوب بين عينيه : كافر يقرأه كل مؤمن ، فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه . وإن فتنته أن معه نارا وجنة ، فناره جنة ، وجنته نار ، فمن ابتلي بناره فليقرأ فواتح سورة الكهف ، وليستعن بالله ، حتى تكون عليه بردا وسلاما كما كانت بردا وسلاما على إبراهيم . وإن فتنته أن معه شياطين تتمثل في صورة ناس ، فيأتي الأعرابي فيقول له : أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك ؟ فيقول : نعم ، فيمثل شياطينه على صورة أبيه وأمه ، فيقولان : يا بني اتبعه فإنه ربك . وإن فتنته أن يسلط على نفس فيقتلها ، ثم يحييها ، ولن يعود بعد ذلك ، ولا يصنع ذلك بنفس غيرها ، ويقول : انظروا عبدي هذا ، فإني أبعثه الآن ، ويزعم أن له ربا غيري ، فيقول له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله ، وأنت الدجال عدو الله . وإن فتنته أن يقول للأعرابي : إن بعثت لك إبلك أتشهد أني ربك ؟ فيقول : نعم ، فتمثل له الشياطين على صورة إبله . وإن فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر ، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت . وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه ، فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت ، ويمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء فتمطر ، ويأمر الأرض فتنبت فتروح إليهم مواشيهم من يومهم ذلك أعظم ما كانت وأسمنه ، وأمده خواصر ، وأدره ضروعا . وإن أيامه أربعون يوما ، فيوم كالسنة ، ويوم دون ذلك ، ويوم كالشهر ، ويوم دون ذلك ، ويوم كالجمعة ، ويوم دون ذلك ، ويوم كالأيام ، ويوم دون ذلك ، وآخر أيامه كالشررة في الحريرة » ، قال : وقال بعض أصحابه الجريدة - حتى يخرج الرجل من باب المدينة ، لا يبلغ بابها الآخر حتى تغيب الشمس ، قالوا : يا رسول الله كيف نصلي في تلك الأيام القصار ؟ قال : « تقدرون فيها كما تقدرون في الأيام الطوال ثم تصلون . وإنه لا يبقى شيء في الأرض إلا وطئه وغلب عليه إلا مكة والمدينة ، فإنه لا يأتيهما من نقب من أنقابهما إلا لقيه ملك مصلت بالسيف حتى ينزل عند الظرب الأحمر عند منقطع السبخة مجتمع السيول ، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات ، لا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه ، فتنفي يومئذ الخبث ، كما ينفي الكير خبث الحديد ، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص » . قال : فقالت له أم شريك : يا رسول الله ، فأين الناس يومئذ ؟ قال : « بأكناف بيت المقدس ، ثم يخرج حتى يحاصرهم وإمام الناس يومئذ رجل صالح يقال له : صل الصبح ، فإذا كبر ودخل في الصلاة نزل عيسى ابن مريم عليه السلام فإذا رآه ذلك الرجل عرفه ، فيرجع يمشي القهقرى ، ليتقدم عيسى ، فيضع عيسى يده بين كتفيه ، فيقول له : » صل فإنها أقيمت لك « ، فيصلي عيسى ورائه ، ثم يقول : » افتح الباب « ، فيفتح الباب مع الدجال يومئذ سبعون ألف يهودي ، وكلهم ذو ساج وسيف محلى ، فإذا نظر إلى عيسى ذاب كما يذوب الرصاص في النار ، والملح في الماء ، ثم يخرج هاربا فيقول عيسى : » إن لي فيك ضربة ولن تفوتني بها « ، فيدركه عند باب لد الشرقي فيقتله ، فلا شيء مما خلقه الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء ، لا شجرة ولا حجر ، ولا دابة إلا قال : يا عبد الله المسلم ، هذا يهودي فاقتله ، إلا الغرقد فإنها من شجرهم . قال : ويكون عيسى في أمتي حكما عدلا ، وإماما مقسطا ، يدق الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويترك الصدقة ، ولا يسعى على شاة ولا بعير . وترفع الشحناء والتباغض ، وتنزع حمة كل دابة ، حتى يدخل الوليد يده في الحنش فلا تضره ، وتلقى الوليدة الأسد فلا يضرها ، ويكون في الإبل كأنه كلبها ، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها . تملأ الأرض من الإسلام ، ويسلم الكفار ملكها ، ولا يكون ملك إلا الإسلام . وتكون الأرض كفاثور الفضة ، تنبت نباتها كما كانت على عهد آدم ، فيجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم ، ويجتمع النفر على الرمانة ، ويكون الثور بكذا وكذا من المال ، ويكون الفرس بالدريهمات .
أقول : فيه شاهدٌ لنزول الأمنة وهو يعضد مرسل طاوس ، وليس فيه أن الكفار يفنون وإنما يسلمون ملكهم وليس في هذا السند أحدٌ ينظر في حاله غير عمرو بن عبد الله الحضرمي فقد انفرد عنه السيباني ووثقه ابن حبان والعجلي وكلاهما متساهل ، لهذا قال الحافظ :" مقبول " أي حيث يتابع وإلا فلين ، وذكره الذهبي في الميزان
غير أن هنا فائدة نفيسة وهي أن يعقوب بن سفيان وثقه كما في المعرفة والتاريخ (2/437) ، ولم يذكر هذه الفائدة النفيسة الحافظ في التهذيب.
فإذا أضفنا هذا السند إلى مرسل طاوس صح الخبر ( وهذا السند قائمٌ بذاته ) والحمد لله
وأما قوله ( فيمكث في الأرض أربعين سنة ) ، فيشهد له ما روى نعيم بن حماد في الفتن 1622 - حدثنا عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن صاحب لأبي هريرة
عن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ينزل عيسى بن مريم فيمكث في الأرض أربعين سنة .
وفي سنده إبهام كما ترى ، وانفراد نعيم بمثل هذا محل بحث ونظر ، وخصوصاً أن هذه الرواية مخالفة لما جاء في صحيح مسلم (
7568) من أن عيسى ابن مريم يمكث سبع سنين ، وقد جمع الحافظ ابن كثير في تفسيره بين رواية المكث (أربعين سنة ) ورواية المكث ( سبع سنين ) بما لا حاجة له وقد علمت ما في أسانيد رواية المكث أربعين سنة من كلام
وحبذا لو أفادني الإخوة بما وقفوا عليه بخصوص هذا المتن
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم