سلِّطي الضوء عند التحدث مع زوجك على أوجه الإتفاق بينكما، وتجنبي أوجه الخلاف، فابتعدي قدر المستطاع عن المسائل التي تختلفان فيها. فإن اقترب هو منها فابتعدي عنها بطريقة ملائمة.
واعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن الاختلاف بينكما كثيراً يورث البغض، ويبعد الحب والودّ، وقد جاء في الحديث الشريف: "لا تختلفوا فتختلف قلوبكم" (رواه مسلم، وأصحاب السنن).
إن الخلاف أمر وارد، لكن يجب أن يكون هذا الخلاف في حدود ضيقه، ولا يطفو على السطح فيحدث بسببه التنابذ والتنافر، ومن ثم يذهب الحب أدراج الرياح.
وإذا كان الخلاف أمر وارد، أو يأتي عفواً غصباً عنا، فلا داعي أن نسعى نحن إليه، أو نتذكره، ولكن الأولى دائماً أن نسعى نحو أوجه الإتفاق، ونتجنب قدر الإمكان الخلاف، حتى لو أن ما نتفق عليه هو شيء واحد فقط، فيمكن أن يصبح هذا الشيء هو محور الحديث.. أما أن تتحدثين مع زوجك حول أمور أنتِ تعرفين أنها لا بد ستجرُّ إلى الخلاف فأنت بهذا تبحثين عن المتاعب، وتبتعدين عن الحب.
وليكن شعارك: "الإتفاق أولاً.. والخلاف لا يفسد للود قضية".
وليكن هناك رؤية مشتركة بينكما على أساسيات الحياة الزوجية والنقاط العريضة فيها. فالرؤية المشتركة مستوى حديث من العمق في التواصل بينكما، وهي من الأساليب القوية المؤثرة التي يجدر بالزوجة أن تستفيد منها وذلك بعدم الاهتمام بصغائر وسفاسف الأمور، كأن تشترك مع زوجها في خبرة ما أو رؤية ما. وهذه الرؤية تساعد الزوجة على التركيز والاهتمام بما هو صواب في علاقتها مع زوجها وفي حياتها الأسرية وتساعد على المزيد من الراحة والحب بين الزوجين. إن هذه الرؤية المشتركة بين الزوجة وزوجها تجعلها تتساءل عن الأشياء الطيبة المدَّخرة عند أحدهما.