أولا ًالفقه في اللغة : الفهم
قال تعالى :" وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهـون تسبيحهم " الإسراء 44
، وقال تعالى:" فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ً"النساء 78 .
، وقال ابن القيم الفقه : فهم المعنى المراد . قال تعالى :" قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا ًمما تقول " هود 91 .
، وقيل الفقه : الفهم الدقيق . قال صلى الله عليه وسلم لابن عباس : [اللهم فقهه في الدين ] متفق عليه .
فلا تقول فقهت أن الاثنين أكثر من الواحد .
ثانيا ًالفقه في الاصطلاح : معرفة الأحكام الشرعية العملية بأدلتها التفصيلية .
شرح التعريف :
معرفة : لأن الفقه إما علـم وإما ظـن وليس كل مسائل الفقه علمية قطعية يتضح هذا في المسائل الاجتهـادية والله لا يكلف نفسا ًإلا وسعها فلم يكلفنا في هذه المسائل الوصول إلى درجة اليقين ؛ فلذلك لم نقل علم وقلنا معرفة .
الأحكام : جمع حكم ، والمقصود الأحكام التكليفية الخمسة: واجب ومستحب ومباح ومكروه وحرام .
الشرعية : أي المتلقاة من الشرع ، فخرج به الأحكام العقلية كمعرفة أن الكل أكبر من الجزء ، والأحكام العادية كمعرفة نزول الطل في الليلة الشاتية إذا كان الجو صحوا ً.
العملية : ما لا يتعلق بالاعتقاد كالصلاة والزكاة ، فخرج به ما يتعلق بالاعتقاد كتوحيد الله ومعرفة ماله من صفات الكمال .
بأدلتها التفصيلية : أي ليس بالإجمال بل بالتفصيل ، فخرج به علم أصول الفقه .
، وعلم من قولنا بأدلتها : أن هذا العلم يبين الأحكام بأدلتها ؛ فهو يهتم بالدليل ، وقد نقل ابن عبد البر الإجماع على أن المقلد ليس فقيها ً .
كيف نشأ الفقه ؟
الفقه هو الحياة ، فهو يعلمك كيف تصلي ؟ كيف تصوم ؟ كيف تدفن الميت ؟ كيف تتـزوج ؟ كيف تطلق ؟ ما يحـل وما يحـرم في البيـع ؟ ما هي الحدود والعقوبات ؟ إذا ًفهو يشمل الحياة .
، وقد نشأ الفقه من نزول الشرع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعليمه للصحابـة ، وحث المستمعين على التبليغ فـرُب مبلغ أوعى من سامع ورُب حامل فقه إلى من هو أفقه منه .
ثم كان الصحابة يأتون فيسألون النبي صلى الله عليه وسلم فيجبهم .
، وكـذا كان الصحابـة والتابعون يسـألـون العلماء فيجيبـونهـم ، وقـد بـرز مـن الصحابة زيـد بن ثابت و ابن عباس وابن مسعـود وعائشة وغيرهم .
ثـم بـرزت ظاهرة في عصر التابعين ، وهي ظهـور فقهاء في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعددهم سبعة ، وهم :
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد بن أبي بكر وسعيـد بن المسيب وأبوبكر بن عبد الــرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة وسليمان بن يسار وخارجة بن زيد .
إذا قيل من في العلم سبعة أبحر روايتهم عن العلم ليست بخارجة
فقل هم عبيد الله عـروة قاسم سعيد أبوبكر سليمـان خـارجة
ثم برز الأئمة الأربعة : أبو حنيفة النعمان ، ومالك بن أنس ، ومحمد بن إدريس الشافعي ، وأحمد بن حنبل الشيباني .
، وقد نشأت مدرستان في الفقه ،وهما مدرسة الحجاز (أهل الحديث) ، ومدرسة الكوفة (أهل الرأي) .
أما مدرسة الحجاز فقد أخذت عن زيد بن ثابت وعبد الله بن عمر ثم سعيد بن المسيب وسالم بن عبد الله بن عمر والقاسم محمد بن ، ومن أئمتها الإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد .
أما مـدرسة الكـوفة فقد أخذت عن عمر بن الخطـاب وعبـد الله بن مسعود ثم إبراهيم النخعي ، ومن أئمتها الإمام أبو حنيفة .
أهمية علم الفقه :
1 ـ به يُعرف أربعة من أركان الإسلام .
2 ـ به تعرف فروض الأعيان .
3 ـ به معرفة الحلال من الحرام .
4 ـ عن طريقه تبنى الحياة على شرع الله .
5 ـ عن طريق تعلمه يمكن تعليم الشريعة للناس .
وغير ذلك من الفوائد .
قال الحليمي في المنهاج"ان تخصيص اسم الفقه بهذا الاصطلاح حاد ث قال والحق ان اسم الفقه يعم جميع الشريعة التي من جملتها مايتوصل به الي معرفة الله ووحدانيته وتقديسه وسائر صفاته....." وقال الشيخ ابن تيمية -رحمه الله - في الاستقامة (1/55)"الفقه هو معرفة احكام افعال العباد سواء كانت تلك المعرفة علما او ظنا او نحو ذلك...."قلت لذلك قال ابو حنيفة -رحمه الله -"الفقه معرفة النفس مالها وما عليها " ويدل عليه قول الله عزوجل "وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين "التوبة 22 ليس المراد به معرفة مسائل علم الفقه وانما المراد به معرفة احكام الشريعة ككل قال ابن القيم رحمه الله "لم يكن السلف يطلقون اسم الفقه الا علي العلم الذي يصحبه العمل ...." وقال الشيخ السعدي -رحمه الله -في "بهجة قلوب الابرار"ص25""والفقه في الدين يشمل الفقه في اصول الايما ن وشرائع الاسلام و الاحكام وحقائق الاحسان فان الدين يشمل الثلاثة كما في حديث جبريل" قلت لذا قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-في شرح متن الورقات "وله ايضا تعريف اخر هو معرفة الاحكام الشرعية المتعلقة بافعال المكلفين ...فالعلم بان الله واحد هذا يدخل في العقائد فليس فقها في اصطلا ح اصول الفقه لكنه في الشريعة فقه بل هو اعظم الفقه ولهذا سمى بعض العلماء علم العقائد الفقه الاكبر"
قال تعالى :" وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهـون تسبيحهم " الإسراء 44
، وقال تعالى:" فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ً"النساء 78 .
، وقال ابن القيم الفقه : فهم المعنى المراد . قال تعالى :" قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا ًمما تقول " هود 91 .
، وقيل الفقه : الفهم الدقيق . قال صلى الله عليه وسلم لابن عباس : [اللهم فقهه في الدين ] متفق عليه .
فلا تقول فقهت أن الاثنين أكثر من الواحد .
ثانيا ًالفقه في الاصطلاح : معرفة الأحكام الشرعية العملية بأدلتها التفصيلية .
شرح التعريف :
معرفة : لأن الفقه إما علـم وإما ظـن وليس كل مسائل الفقه علمية قطعية يتضح هذا في المسائل الاجتهـادية والله لا يكلف نفسا ًإلا وسعها فلم يكلفنا في هذه المسائل الوصول إلى درجة اليقين ؛ فلذلك لم نقل علم وقلنا معرفة .
الأحكام : جمع حكم ، والمقصود الأحكام التكليفية الخمسة: واجب ومستحب ومباح ومكروه وحرام .
الشرعية : أي المتلقاة من الشرع ، فخرج به الأحكام العقلية كمعرفة أن الكل أكبر من الجزء ، والأحكام العادية كمعرفة نزول الطل في الليلة الشاتية إذا كان الجو صحوا ً.
العملية : ما لا يتعلق بالاعتقاد كالصلاة والزكاة ، فخرج به ما يتعلق بالاعتقاد كتوحيد الله ومعرفة ماله من صفات الكمال .
بأدلتها التفصيلية : أي ليس بالإجمال بل بالتفصيل ، فخرج به علم أصول الفقه .
، وعلم من قولنا بأدلتها : أن هذا العلم يبين الأحكام بأدلتها ؛ فهو يهتم بالدليل ، وقد نقل ابن عبد البر الإجماع على أن المقلد ليس فقيها ً .
كيف نشأ الفقه ؟
الفقه هو الحياة ، فهو يعلمك كيف تصلي ؟ كيف تصوم ؟ كيف تدفن الميت ؟ كيف تتـزوج ؟ كيف تطلق ؟ ما يحـل وما يحـرم في البيـع ؟ ما هي الحدود والعقوبات ؟ إذا ًفهو يشمل الحياة .
، وقد نشأ الفقه من نزول الشرع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعليمه للصحابـة ، وحث المستمعين على التبليغ فـرُب مبلغ أوعى من سامع ورُب حامل فقه إلى من هو أفقه منه .
ثم كان الصحابة يأتون فيسألون النبي صلى الله عليه وسلم فيجبهم .
، وكـذا كان الصحابـة والتابعون يسـألـون العلماء فيجيبـونهـم ، وقـد بـرز مـن الصحابة زيـد بن ثابت و ابن عباس وابن مسعـود وعائشة وغيرهم .
ثـم بـرزت ظاهرة في عصر التابعين ، وهي ظهـور فقهاء في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعددهم سبعة ، وهم :
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد بن أبي بكر وسعيـد بن المسيب وأبوبكر بن عبد الــرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة وسليمان بن يسار وخارجة بن زيد .
إذا قيل من في العلم سبعة أبحر روايتهم عن العلم ليست بخارجة
فقل هم عبيد الله عـروة قاسم سعيد أبوبكر سليمـان خـارجة
ثم برز الأئمة الأربعة : أبو حنيفة النعمان ، ومالك بن أنس ، ومحمد بن إدريس الشافعي ، وأحمد بن حنبل الشيباني .
، وقد نشأت مدرستان في الفقه ،وهما مدرسة الحجاز (أهل الحديث) ، ومدرسة الكوفة (أهل الرأي) .
أما مدرسة الحجاز فقد أخذت عن زيد بن ثابت وعبد الله بن عمر ثم سعيد بن المسيب وسالم بن عبد الله بن عمر والقاسم محمد بن ، ومن أئمتها الإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد .
أما مـدرسة الكـوفة فقد أخذت عن عمر بن الخطـاب وعبـد الله بن مسعود ثم إبراهيم النخعي ، ومن أئمتها الإمام أبو حنيفة .
أهمية علم الفقه :
1 ـ به يُعرف أربعة من أركان الإسلام .
2 ـ به تعرف فروض الأعيان .
3 ـ به معرفة الحلال من الحرام .
4 ـ عن طريقه تبنى الحياة على شرع الله .
5 ـ عن طريق تعلمه يمكن تعليم الشريعة للناس .
وغير ذلك من الفوائد .
قال الحليمي في المنهاج"ان تخصيص اسم الفقه بهذا الاصطلاح حاد ث قال والحق ان اسم الفقه يعم جميع الشريعة التي من جملتها مايتوصل به الي معرفة الله ووحدانيته وتقديسه وسائر صفاته....." وقال الشيخ ابن تيمية -رحمه الله - في الاستقامة (1/55)"الفقه هو معرفة احكام افعال العباد سواء كانت تلك المعرفة علما او ظنا او نحو ذلك...."قلت لذلك قال ابو حنيفة -رحمه الله -"الفقه معرفة النفس مالها وما عليها " ويدل عليه قول الله عزوجل "وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين "التوبة 22 ليس المراد به معرفة مسائل علم الفقه وانما المراد به معرفة احكام الشريعة ككل قال ابن القيم رحمه الله "لم يكن السلف يطلقون اسم الفقه الا علي العلم الذي يصحبه العمل ...." وقال الشيخ السعدي -رحمه الله -في "بهجة قلوب الابرار"ص25""والفقه في الدين يشمل الفقه في اصول الايما ن وشرائع الاسلام و الاحكام وحقائق الاحسان فان الدين يشمل الثلاثة كما في حديث جبريل" قلت لذا قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-في شرح متن الورقات "وله ايضا تعريف اخر هو معرفة الاحكام الشرعية المتعلقة بافعال المكلفين ...فالعلم بان الله واحد هذا يدخل في العقائد فليس فقها في اصطلا ح اصول الفقه لكنه في الشريعة فقه بل هو اعظم الفقه ولهذا سمى بعض العلماء علم العقائد الفقه الاكبر"