بسم الله الرحمن الرحيم


*عن هشام بن عروة عن أبيه قال : لما ولى أبو بكر خطب الناس , فحمد الله و أثنى عليه بما هو أهله ثم قال : أما بعد أيها الناس , قد وليت أمركم و لست بخيركم , و لكن

قد نزل القرآن و سن النبي صلى الله عليه و سلم السنن فعلمنا , اعلموا أن أكيس الكيس التقوى , و أن أحمق الحمق الفجور , ان أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه

و ان أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق , أيها الناس انما أنا متبع و لست بمبتدع , فان أحسنت فأعينوني و ان زغت فقوموني . أخرجه البخاري .




* و عن عبد الله بن عكيم قال : خطبنا أبو بكر فقال :

أما بعد فاني أوصيكم بتقوى الله , و أن تثنوا عليه بما هو أهله , و أن تخلطوا الرغبة بالرهبة و تجمعوا الالحاف بالمسألة , ان الله أثنى على زكريا و أهل بيته فقال :

(( انهم كانوا يسارعون في الخيرات و يدعوننا رغبا و رهبا و كانوا لنا خاشعين )) ( الأنبياء -90-) , اعلموا عباد الله , أن الله قد ارتهن بحقه أنفسكم, و أخذ على ذلك

مواثقكم , و اشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي , و هذا كتاب الله فيكم لا تفنى عجائبه و لا يطفأ نوره , فصدقوا قوله و انتصحوا كتابه و استضيئوا منه يوم القيامة

و انما خلقكم لعبادته ,و وكل بكم الكرام الكاتبين يعلمون ما تفعلون , ثم اعلموا عباد الله أنكم تغدون و تروحون في أجل قد غيب عنكم علمه , فان استطعتم أن تنقضي

الأجال و أنتم في عمل الله فافعلوا و لن تستطيعوا ذلك الا بالله , فسابقوا في مهل آجالكم قبل أن تنقضي آجالكم فتردكم الى سوء أعمالكم , فان أقواما جعلوا آجالهم

لغيرهم و نسوا أنفسهم , فأنهاكم أن تكونوا أمثالهم ألواحا ألواحا ......النجاة , النجاة ان وراءكم طالبا حثيثا مره سريع .


( أخرجه ابن أبي شيبة - اسناده يحتمل التحسين - و أبو داود في الزهد و أبو نعيم في الحلية )



و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم