السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته


هذا الصحابي معاوية رضي الله عنه يعلم ابنه الحلم .

كان لعبد الله ابن الزبير أرض مجاورة لأرض معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه و كان فيها عبيد لعمارة كل أرض , فدخل عبيد معاويه رضي الله عنه عبيد الزبير و اغتصبوا
منها قطعة , فكتب عبد الله الى معاوية : ' أما بعد , يا معاوية ؟ فان عندك عبيدا قد اغتصبوا أرضي , فمرهم بالكف عنها , و الا كان لي و لكم شأن .
فلما وقف معاوية على كتاب عبد الله, دفعه الي ولده يزيد, فلما رآه و قرأه .
قال له : ما تقول يا يزيد ؟
قال: أرى أن تبعث اليه جيشا يكون أوله عنده و أخره عندنا , تؤدبه.
قال : معاوية عندي خير من ذلك!
قال :ما هو يا أبت؟
فقال: علي بدواة و قرطاس ؟
ثم كتب اليه فبه : وقفت على كتاب ابن أخي , وقد ساءني والله ما ساءه, و الدنيا و ما فيها هينة في جنب رضاك , وقد كتبت على نفسي مسطورا أشهد فيه الله و جماعة
من المسلمين أن الأرض و ما فيها و العبيد الذين بها ملكك , فضمها الى أرضك, و العبيد الى عبيدك و السلام .
فلما وقف عبد الله ابن الزبير على كتابه , كتب له جوابا فيه : وقفت على كتاب أمير المؤمنين , لا أعدمني الله بقاءه , ولا أعدمه هذا الرأي الذي أحله هذا المحل , و السلام .
فلما وقف معاوية رضي الله عنه على الكتاب أعطاه لولده يزيد , فلما قرأه تهلل وجهه فرحا .
فقال له : يا بني ! اذا بليت بشيئ من هذا الداء , دواءه بمثل هذا الدواء , و انا لقوم لم نرى في الحلم الا خيرا .



وصلى الله على سيدنا محمد و على آله وصحبه و سلم