[size=32]و كانت اثار العاصفة التي هبت ليلة البارحة واضحة جداً,, فـ الاف و الاف من الحيوانات
نجم البحر منتشرة على الشاطئ الذهبي ...رمى بها الموج العاتي بعيداً عن المياه ..
البعض منها ميت.. و البعض الاخر في رمقة الأخير ..

أخذت الطفلة و بشكل جنوني بيدها الرقيقة إحدى نجمات البحر التي مازالت حية و أعادتها
إلى البحر , ثم أتجهت نحو الأخر و رمتها في البحر , وبقيت هكذا تعيد ما استطاعت إلى البحر
وهي تبكي , شفقة على مئات الالاف منها!..

بادرها أبوها قائلاً : ابنتي العزيزة .. لن تستطيعي فعل شيء .. إن إنقاذ بعضها (حتى لو
كانت بالعشرات ) لن يغير شيئاً من الواقع الاليم لهذه المأساة..؟!

استدارت البنت صوب أبيها و قالت بكل ثقه :
قد لا يعني للعالم شيئاً إنقاذي لهذه
النجمة المسكينة , و لكنها تعني للنجمة نفسها الشيء الكثير , إنهاتعني العمركله ,
و الخلاص كله, و الدنيا كلها!!..




* إن من الضروري أن تكون لدينا أولا همة للبداية بالأصلاح , و يقين بأهمية تلك البداية 
الصغيرة , و ثقة بأن البداية ستعني الكثير و الكثير لبعضنا على الأقل ..
و لرب عمل بسيط - صغير - لا نهتم له, و لا نلقي له بآلنـا .. يرفعنا درجات عند الله ..
و يزحزحنا عن النار , و يدخلنا الجنة ...



[/size][size=32]كانت الطفلة مع أبيها يمشيان على الشاطئ الرملي قرب بيتهما الساحلي , 
[/size]



[size=32]ولتكن نظرتنا للعمل كنظرة تلك الطفلة الصغيرة ..! 
لاتلك النظـرة( التشاؤمية و اليائسة البائسة الضيقة) للأمــور ..



" من كتآب موعد مع الحيآهـ"
[/size]