[b]
1- أُمامة بنت أبي العاص ابن الربيع
حفيدة النبي صلى الله عليه وسلم
إنها حفيدة رسول الله أُمامةُ بنت ابي العاص بن الربيع بن عبد شمس بن عبد مناف القرشية العبشمية.
وأما أمها فهي زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وزينب أكبر أخواتها، وهي من السيدات المهاجرات الطاهرات.
أما جدتها لأمها فهي السيدة خديجة بنتخويلد أم المؤمنين رضي الله عنها ، فقد اتصفت بالعفة والشرف، حتى عُرفت بالطاهرة بين نساء مكة في زمانها.
وابوها أبو العاص بن الربيع صهر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته الكبرى زينب، وابن أخت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد هالة بنت خويلد.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يُثني على ابي العاص في مصاهرته خيرًا، فهو رجل قرشي صميم، يلتقي نسبه من جهة الأب مع الرسول صلى الله عليه وسلم عند عبد مناف بن قصي، فهو ابو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي. ويلتقي نسبه من جهة الأم مع زينب بنت النبي الأكرم عند جدهما الأدنى خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي.
نشأت زينب رضي الله عنها في أطهر بيت، وأتت من خير نسب، حتى تنافست بيوتات مكة واشرافها على الظفر بها عروسًا ، وكان من هؤلاء رجل تهيأت له الفرصة أكثر من غيره وهو أبو العاص ابن الربيع، ويتقدم ابو العاص، ويوافق النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الزواج فقد كان إلى جانب اصله العريق يتحلى بكريم الخصال ، ونبل الأفعال.
أخرج الإمام ابو داود رحمه الله صاحب السنن بسنده عن زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما من حديث طويل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن ابي العاص: " حدّثني فصدقني، ووعدني فوفى لي". والحديث رواه ايضًا البخاري ومسلم في الصحيحين، وابن ماجه في سننه.
ولما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم أسلمت زينب، وعرضت الإسلام على زوجها فقال لها: لو تبعته قال القوم فارق دين ءابائه إرضاء لزوجته وحميه.. والله ما ابوك عندي بمتهم، وليس أحبّ إليّ من أن أسلك معك يا حبيبة في شعب واحد، ولكني أكره أن يقال خذل قومه إرضاء لامرأته.
وهاجرت زينب ولحقت بأختيها أم كلثوم وفاطمة، وقبلهما هاجرت رقية وكان أبو العاص قد أسِر يوم بدر، فأطلق بلا فداء إكرامًا لزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم أسلم أبو العاص قبيل فتح مكة وحسُن إسلامه وردّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم زينب، وأصبح أبو العاص أحد فرسان مدرسة النبوة، وتوفي رضي الله عنه في ذي الحجة سنة 12 هجرية.
وقد وُلدت أُمامة في عهد جدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضعت الإيمان مع حليب أمها زينب، فغذتها بزاد التقوى ثم فطمتها على الصلاح، فكانت أمامة كريمة الأصل والنشأة، وكان صلى الله عليه وسلم يأنس بها، وينشرح صدره سرورًا بمرءاها ، وأحلّها من قلبه الشريف مكانًا رحبًا ، فروى نفسها وغَذّى فؤادها من عطفه وحنانه.
في أوائل السنة الثامنة للهجرة توفيت زينب كبرى بنات النبي صلى الله عليه وسلم تاركة ابنتها أمامة التي لم تبلغ الحُلُم بعد، وكان فراق زينب أليمًا على النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم وعلى ابنتها الصغيرة، وقد أوصى النساء بأن يُحسنّ غُسل زينب قبل دفنها.
روت أم عطية الأنصارية رضي الله عنها قالت: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفيت ابنته زينب فقال: " اغسلنَها ثلاثًا أو خمسًا، أو أكثر من ذلك إن رايتن ذلك، بماء وسِدر، واجعلن في الآخرة كافورًا، أو شيئًا من الكافور، ءاذناه، فأعطانا حقوه (إزار) فقال" أشعِرنها إياه: وصلى عليها صلى الله عليه وسلم ثم شيّعها إلى مثواها في البقيع في المدينة المنورة.
وعاد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ليجد في حفيدته أمامة ما يُخفف من حزنه على فراق ابنته زينب.
وكانت زينب رحمها الله قد رُزقت بغلام اسمته عليًّا ، توفي وقد ناهز الحلم، وكان رديف النبي صلى الله عليه وسلم في يوم فتح مكة المكرمة.
كفالة جدها
لقيت أُمامة من حُبّ جدّها خير الأنام ما افتقدته برحيل أمها فهي تذكّره بابنته الكبرى زينب التي رحلت إلى الدار الآخرة ، فكان يلاعبها ويحملها على عاتقه إذا صلّـى.
فقد روى البخاري ومسلم وابو داود والنسائي ومالك عن ابي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال: " بينما نحن ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر أو العصر وقد دعاه بلال للصلاة، إذا خرج إلينا، وأمامة بنت أبي العاص بنت ابنته على عُتُقه ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مُصلاه ، وقمنا خلفه وهي في مكانها الذي هي فيه، قال: فكبّر فكبرّنا ، قال: حتى إذا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يركع أخذها فوضعها ، ثم ركع وسجد ، حتى إذا فرغ من سجوده ثم قام، أخذها فردها في مكانها ، فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع بها ذلك في كل ركعة حتى فرغ من صلاته".
وهذا يشير إلى مدى اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم وشفقته على الأطفال وإكرامه لهم جبرًا لهم ولوالديهم كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري، وهذا من تواضعه ومن شفقته على أُمامة ، فإنه كان إذا ركع أو سجد على الأرض وكأنها كانت لتعلقها به لا تصير في الأرض فتجزع من مفارقته ، فيحتاج أن يحملها إذا قام.
حب النبي صلى الله عليه وسلم لها
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبرّ أمامة ويخصّها بهداياه كلما كانت مناسبة.
فقد روى الإمام أحمد وابو يعلى والطبراني وابن سعد وابن حجر وابن عبد البرّ وغيرهم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، ولأمامة منقبة كبيرة بين الصحابيات، حتى اضحت يشار إليها بأنها حبيبة المصطفى صلى الله عليه وسلم قالت السيدة عائشة رضي الله عنها :" أُهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم قلادة من جِزع (خرز) ملمعة بالذهب ونساؤه مجتمعات في بيت كُلهن ، وأُمامة بنت أبي العاص ابن الربيع ، جارية تلعب في جانب البيت بالتراب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كيف ترينَ هذه؟ فنظرن إليها فقلن : يا رسول الله ما رأينا أحسن من هذه ولا أعجب! فقال:" أرددنها إلي " فلما أخذها قال:" والله لأضعنّها في رقبة أحب أهل البيت إليّ".
قالت عائشة: فأظلمت عليّ الأرض بيني وبينه خشية أن يضعها في رقبة غيري منهن ، ولا أراهن إلا قد اصابهن مثل الذي اصابني، ووجمن جميعًا ، فأقبل حتى وضعها في رقبة أمامة بنت أبي العاص، فسُريَ عنّـا.
زواجها
لما توفي ابو العاص بن الربيع في السنة الثانية للهجرة كان قد أوصى بابنته أمامة إلى ابن خاله الزبير بن العوّام رضي الله عنه.
تزوجت أمامة بنت أبي العاص من الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد وفاة خالتها السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وقد زوّجها له الزبير ، وكانت فاطمة الزهراء رضي الله عنها قد أوصت عليًّا بأن يتزوج بأمامة بعد وفاتها ، فتزوجها في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وبقيت أمامة زوجة لعليّ حتى قُتل رضي الله عنه فتأثرت لمقتله حزنًا شديدًا وفقدت بغيابه زوجًا ونصيرًا.
ويُروى أنه لما جُرح علي بن ابي طالب كرّم الله وجهه بالخنجر المسموم خاف على أمامة بنت ابي العاص زوجته أن يتزوجها معاوية بن أبي سفيان من بعده، فارسل إلى المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب طالبًا منه أن يتزوجها من بعده.
ولما حضرته الوفاة قال لزوجته أمامة:" إن كان لك في الرجال حاجة فقد رضيتُ لك المغيرة بن نوفل عشيرًا.
قال بعضهم: أنجبت لعلي بن أبي طالب محمدًا الأوسط وقيل: لم تنجب لعليّ رضي الله عنه.
وقيل أنها ولدت من المغيرة فولدت له يحيى وبه كان يُكنّى.
بموت أمامة انقطع عقب زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لزينب ولا لرقية ولا لأم كلثوم بنات النبي صلى الله عليه وسلم عقب، وإنما العقب لفاطمة رضي الله عنها كما جاء في "الإصابة" و"اسدالغابة".
رضي الله عن أمامة بنت ابي العاص وأسكنها فسيح جناته ، فقد كانت أحبّ أهل النبي صلى الله عليه وسلم إلى قلبه.
جمعنا الله وإياهم في جنات[/b]
1- أُمامة بنت أبي العاص ابن الربيع
حفيدة النبي صلى الله عليه وسلم
إنها حفيدة رسول الله أُمامةُ بنت ابي العاص بن الربيع بن عبد شمس بن عبد مناف القرشية العبشمية.
وأما أمها فهي زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وزينب أكبر أخواتها، وهي من السيدات المهاجرات الطاهرات.
أما جدتها لأمها فهي السيدة خديجة بنتخويلد أم المؤمنين رضي الله عنها ، فقد اتصفت بالعفة والشرف، حتى عُرفت بالطاهرة بين نساء مكة في زمانها.
وابوها أبو العاص بن الربيع صهر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته الكبرى زينب، وابن أخت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد هالة بنت خويلد.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يُثني على ابي العاص في مصاهرته خيرًا، فهو رجل قرشي صميم، يلتقي نسبه من جهة الأب مع الرسول صلى الله عليه وسلم عند عبد مناف بن قصي، فهو ابو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي. ويلتقي نسبه من جهة الأم مع زينب بنت النبي الأكرم عند جدهما الأدنى خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي.
نشأت زينب رضي الله عنها في أطهر بيت، وأتت من خير نسب، حتى تنافست بيوتات مكة واشرافها على الظفر بها عروسًا ، وكان من هؤلاء رجل تهيأت له الفرصة أكثر من غيره وهو أبو العاص ابن الربيع، ويتقدم ابو العاص، ويوافق النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الزواج فقد كان إلى جانب اصله العريق يتحلى بكريم الخصال ، ونبل الأفعال.
أخرج الإمام ابو داود رحمه الله صاحب السنن بسنده عن زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما من حديث طويل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن ابي العاص: " حدّثني فصدقني، ووعدني فوفى لي". والحديث رواه ايضًا البخاري ومسلم في الصحيحين، وابن ماجه في سننه.
ولما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم أسلمت زينب، وعرضت الإسلام على زوجها فقال لها: لو تبعته قال القوم فارق دين ءابائه إرضاء لزوجته وحميه.. والله ما ابوك عندي بمتهم، وليس أحبّ إليّ من أن أسلك معك يا حبيبة في شعب واحد، ولكني أكره أن يقال خذل قومه إرضاء لامرأته.
وهاجرت زينب ولحقت بأختيها أم كلثوم وفاطمة، وقبلهما هاجرت رقية وكان أبو العاص قد أسِر يوم بدر، فأطلق بلا فداء إكرامًا لزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم أسلم أبو العاص قبيل فتح مكة وحسُن إسلامه وردّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم زينب، وأصبح أبو العاص أحد فرسان مدرسة النبوة، وتوفي رضي الله عنه في ذي الحجة سنة 12 هجرية.
وقد وُلدت أُمامة في عهد جدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضعت الإيمان مع حليب أمها زينب، فغذتها بزاد التقوى ثم فطمتها على الصلاح، فكانت أمامة كريمة الأصل والنشأة، وكان صلى الله عليه وسلم يأنس بها، وينشرح صدره سرورًا بمرءاها ، وأحلّها من قلبه الشريف مكانًا رحبًا ، فروى نفسها وغَذّى فؤادها من عطفه وحنانه.
في أوائل السنة الثامنة للهجرة توفيت زينب كبرى بنات النبي صلى الله عليه وسلم تاركة ابنتها أمامة التي لم تبلغ الحُلُم بعد، وكان فراق زينب أليمًا على النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم وعلى ابنتها الصغيرة، وقد أوصى النساء بأن يُحسنّ غُسل زينب قبل دفنها.
روت أم عطية الأنصارية رضي الله عنها قالت: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفيت ابنته زينب فقال: " اغسلنَها ثلاثًا أو خمسًا، أو أكثر من ذلك إن رايتن ذلك، بماء وسِدر، واجعلن في الآخرة كافورًا، أو شيئًا من الكافور، ءاذناه، فأعطانا حقوه (إزار) فقال" أشعِرنها إياه: وصلى عليها صلى الله عليه وسلم ثم شيّعها إلى مثواها في البقيع في المدينة المنورة.
وعاد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ليجد في حفيدته أمامة ما يُخفف من حزنه على فراق ابنته زينب.
وكانت زينب رحمها الله قد رُزقت بغلام اسمته عليًّا ، توفي وقد ناهز الحلم، وكان رديف النبي صلى الله عليه وسلم في يوم فتح مكة المكرمة.
كفالة جدها
لقيت أُمامة من حُبّ جدّها خير الأنام ما افتقدته برحيل أمها فهي تذكّره بابنته الكبرى زينب التي رحلت إلى الدار الآخرة ، فكان يلاعبها ويحملها على عاتقه إذا صلّـى.
فقد روى البخاري ومسلم وابو داود والنسائي ومالك عن ابي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال: " بينما نحن ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر أو العصر وقد دعاه بلال للصلاة، إذا خرج إلينا، وأمامة بنت أبي العاص بنت ابنته على عُتُقه ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مُصلاه ، وقمنا خلفه وهي في مكانها الذي هي فيه، قال: فكبّر فكبرّنا ، قال: حتى إذا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يركع أخذها فوضعها ، ثم ركع وسجد ، حتى إذا فرغ من سجوده ثم قام، أخذها فردها في مكانها ، فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع بها ذلك في كل ركعة حتى فرغ من صلاته".
وهذا يشير إلى مدى اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم وشفقته على الأطفال وإكرامه لهم جبرًا لهم ولوالديهم كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري، وهذا من تواضعه ومن شفقته على أُمامة ، فإنه كان إذا ركع أو سجد على الأرض وكأنها كانت لتعلقها به لا تصير في الأرض فتجزع من مفارقته ، فيحتاج أن يحملها إذا قام.
حب النبي صلى الله عليه وسلم لها
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبرّ أمامة ويخصّها بهداياه كلما كانت مناسبة.
فقد روى الإمام أحمد وابو يعلى والطبراني وابن سعد وابن حجر وابن عبد البرّ وغيرهم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، ولأمامة منقبة كبيرة بين الصحابيات، حتى اضحت يشار إليها بأنها حبيبة المصطفى صلى الله عليه وسلم قالت السيدة عائشة رضي الله عنها :" أُهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم قلادة من جِزع (خرز) ملمعة بالذهب ونساؤه مجتمعات في بيت كُلهن ، وأُمامة بنت أبي العاص ابن الربيع ، جارية تلعب في جانب البيت بالتراب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كيف ترينَ هذه؟ فنظرن إليها فقلن : يا رسول الله ما رأينا أحسن من هذه ولا أعجب! فقال:" أرددنها إلي " فلما أخذها قال:" والله لأضعنّها في رقبة أحب أهل البيت إليّ".
قالت عائشة: فأظلمت عليّ الأرض بيني وبينه خشية أن يضعها في رقبة غيري منهن ، ولا أراهن إلا قد اصابهن مثل الذي اصابني، ووجمن جميعًا ، فأقبل حتى وضعها في رقبة أمامة بنت أبي العاص، فسُريَ عنّـا.
زواجها
لما توفي ابو العاص بن الربيع في السنة الثانية للهجرة كان قد أوصى بابنته أمامة إلى ابن خاله الزبير بن العوّام رضي الله عنه.
تزوجت أمامة بنت أبي العاص من الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد وفاة خالتها السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وقد زوّجها له الزبير ، وكانت فاطمة الزهراء رضي الله عنها قد أوصت عليًّا بأن يتزوج بأمامة بعد وفاتها ، فتزوجها في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وبقيت أمامة زوجة لعليّ حتى قُتل رضي الله عنه فتأثرت لمقتله حزنًا شديدًا وفقدت بغيابه زوجًا ونصيرًا.
ويُروى أنه لما جُرح علي بن ابي طالب كرّم الله وجهه بالخنجر المسموم خاف على أمامة بنت ابي العاص زوجته أن يتزوجها معاوية بن أبي سفيان من بعده، فارسل إلى المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب طالبًا منه أن يتزوجها من بعده.
ولما حضرته الوفاة قال لزوجته أمامة:" إن كان لك في الرجال حاجة فقد رضيتُ لك المغيرة بن نوفل عشيرًا.
قال بعضهم: أنجبت لعلي بن أبي طالب محمدًا الأوسط وقيل: لم تنجب لعليّ رضي الله عنه.
وقيل أنها ولدت من المغيرة فولدت له يحيى وبه كان يُكنّى.
بموت أمامة انقطع عقب زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لزينب ولا لرقية ولا لأم كلثوم بنات النبي صلى الله عليه وسلم عقب، وإنما العقب لفاطمة رضي الله عنها كما جاء في "الإصابة" و"اسدالغابة".
رضي الله عن أمامة بنت ابي العاص وأسكنها فسيح جناته ، فقد كانت أحبّ أهل النبي صلى الله عليه وسلم إلى قلبه.
جمعنا الله وإياهم في جنات[/b]