"السياحة .. الدجاجة التي تبيض ذهبا".. هذه هي القناعة الموجودة لدى معظم الأتراك والتي يدركها الزائر منذ اللحظة الأولى لوصوله لهذه الدولة الواقعة بالشرق الأوسط وتعد همزة وصل بين قارتي أوروبا وآسيا.
ورغم أن الاقتصاد التركي متنوع ويعتمد على قطاعات عديدة إلا أن السياحة تظل مصدرا رئيسيا للدخل القومي حيث تضاعف عدد السائحين الذين تستقبلهم تركيا ثلاث مرات تقريبا خلال السنوات العشر الأخيرة ليزور حاليا حوالي 33 مليون سائح سنويا مدخلين إلى البلاد بحدود 25 مليار دولار أميركي ولتحتل تركيا المرتبة العاشرة في العالم كوجهة للزوار الأجانب.
وتعزيزا لموقعها كهمزة وصل بين أوروبا وآسيا تم الكشف عن التوجه لإقامة جسر جديد يصل بين الجانب الآسيوي والجانب الأوروبي في إسطنبول بتكلفة تقدر بنحو 2.5 مليار دولار أميركي متوقعا البدء في تنفيذه خلال ستة أشهر وسيستغرق تشييده 3 سنوات ليرتفع عدد الجسور المعلقة عبر البوسفور في إسطنبول إلى ثلاثة جسور عملاقة كما أن هناك إقامة نفق يربط بين القارتين يمر تحت مضيق البوسفور.
ويشتهر الساحل الجنوبي بجمال طبيعته وشواطئه الطويلة لدرجة أنه يعرف باسم الريفيرا التركية تشبها بالريفيرا الفرنسية بالإضافة إلى العديد من المناطق السياحية الأخرى حيث تقع تركيا في مكان استراتيجي فتصل ما بين القارة الآسيوية والأوروبية وتفصل تركيا الآسيوية عن الأوروبية (تتكون في معظمها من الأناضول)، التي تضم 97 ٪ من البلاد بمضيق البوسفور وبحر مرمرة ومضيق الدردنيل.
والتي تشكل معا ارتباط المياه بين البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط تركيا الأوروبية شرق تراقيا روميليا أو في شبه جزيرة البلقان و تضم 3 ٪ من مساحة البلاد وهي محاطة بالبحار من ثلاثة جوانب بحر ايجه إلى الغرب والبحر الأسود في الشمال والبحر الأبيض المتوسط إلى الجنوب وأيضا بحر مرمرة في الشمال الغربي من البلاد.
وتتميز تركيا بأنها تضم فئات متنوعة من السياحة التاريخية والطبيعية والعلاجية فضلا عن سياحة المؤتمرات وغيرها فمن يبحث عن العراقة والتاريخ فعليه التوجه إلى أنقرة العاصمة وثاني أكبر المدن التركية بعد إسطنبول (التاريخية أيضا) فتقع أنقرة في وسط هضبة الأناضول وسط تركيا .
ويعود تاريخها قبل 10 آلاف عام عندما سكنها الإنسان الحجري وحكمها الفرس وبعدهم حكمها المقدونيون ثم استولى عليها الرومان وفي مرحلة أخرى سيطر عليها العثمانيون في القرن الرابع عشر ومنذ عام 1923 أعلن مصطفى كمال أتاتورك أنقرة عاصمة للجمهورية التركية.
أما إسطنبول فتقع في شمال غرب إقليم مرمرة في تركيا وهي تُقسم إلى قسمين يفصل بينهما مضيق البوسفور الأمر الذي يجعل المدينة تقع على قارتين في آن واحد حيث يقع القسم الغربي منها في أوروبا بينما يقع القسم الشرقي في آسيا .
وتعد المدينة الوحيدة في العالم التي استمرت لنحو 1500 عام عاصمة لإمبراطوريات متعاقبة الرومانية ثم البيزنطية ثم العثمانية وقال عنها القائد الفرنسي نابليون بونابرت وغيره أنه لو تم اختيار عاصمة للعالم لتم اختيار إسطنبول.
"آيا صوفيا"
وتتميز المدينة بالجمع بين التاريخ والمعاصرة بشكل متناغم فمن أبرز معالمها المعمارية "آيا صوفيا" وهو المبنى الذي شُيّد عام 360 م ليكون كاتدرائية البطريركية الأرثوذكسية وعند الفتح الإسلامي تحوّل إلى مسجد عام 1453 وتحول عام 1934عند قيام الجمهورية التركية إلى متحف وما زال إضافة إلى مسجد السلطان أحمد الذي بُني في الفترة الممتدة بين عاميّ 1609 و1616 خلال عهد السلطان "أحمد الأول" و يُعرف أيضًا باسم المسجد الأزرق بسبب البلاط الأزرق الذي يُزين داخله .
وهو كمعظم المساجد العثمانية يحوي قبر السلطان الذي أسسه بالإضافة لمدرسة وتكية وكان هذا المسجد يظهر على خلفية العملة الورقية التركية من فئة 500 ليرة التي وُضعت بالتداول من سنة 1953 حتى سنة 1976.
ومن الآثار الفرعونية بمدينة إسطنبول مسلة تحتمس الثالث التي كانت موجودة في معبد الكرنك وأمر الإمبراطور "قنسطانطيوس الثاني" بنقل هذه المسلة وواحدة أخرى عبر نهر النيل وصولاً إلى الإسكندرية عام 357 احتفالاً بذكرى توليه العرش منذ 20 سنة وبقيت هذه المسلة في الإسكندرية حتى سنة 390 عندما أمر الإمبراطور "ثيودوسيوس الأول بنقلها إلى القسطنطينية حيث رفعها في مضمار سباق المدينة..

ومن أهم معالم المدينة كذلك قصر الباب العالي الذي كان المقر الرئيسي للسلاطين العثمانيين طيلة ما يُقارب 400 سنة ويُصنف القصر على أنه من ضمن المعالم المنتمية للمناطق التاريخية في إسطنبول وأصبح موقعًا للتراث العالمي في سنة 1985ووُصف على أنه من أفضل الأمثلة على التنوع الثقافي في الدولة العثمانية.
"برج العذراء" الإغريقي
ومن أبرز المعالم في إسطنبول والتي تعود إلى عهد الإغريق "برج العذراء" وقد بُني هذا البرج أساسًا من قبل اللواء الأثيني "آلسيبايديز" عام 408 قبل الميلاد للتحكم في حركة السفن الفارسية في مضيق البوسفور ومن أشهر معالم العمارة الرومانية بالمدينة عمود قسطنطين الذي وُضع في مكانه عام 330 من قبل الإمبراطور قسطنطين الأول إعلانًا بجعل المدينة العاصمة الجديدة للإمبراطورية الرومانية
ومن المعالم والمنشآت الرومانية الأخرى القناطر الحزامية، قناطر الصقر الرمادي، عمود القوطيين وموقع الحريم والميليون الذي ساعد على احتساب المسافة بين القسطنطينية والمدن الأخرى التابعة للإمبراطورية الرومانية وقصر القسطنطينية الكبير الذي بناه قسطنطين الأول ليكون المقر الرئيسي لأباطرة الروم وساحة ألعاب القسطنطينية أو مضمار سباق القسطنطينية التي بُنيت وفقًا لنموذج سيرك ماكسيموس في روما.
في حين تتجسد المعالم الحضارية المعاصرة في جسر البوسفور الأول وهو أحد الجسرين اللذين يصلان أوروبا بآسيا ويبلغ طوله 1510 أمتار ويصل عرض سطحه إلى 39 مترًا أما المسافة بين البحر والجسر فتصل إلى 64 مترًا وحصل هذا الجسر على المركز الرابع بين أطول الجسور المعلقة في العالم عند اكتماله في سنة 1973 وكان أطول الجسور خارج الولايات المتحدة أما اليوم فهو في المركز السادس عشر بين تلك الجسور.

أما جسر البوسفور الثاني المعروف باسم "جسر السلطان محمد الفاتح " فيصل أيضا بين الجانب الآسيوي والجانب الأوروبي وهو جسر معلق يضم برجين من الصلب وتبلغ المسافة بين برجيه 1090 مترا ويرتفع البرجان عن مستوى الطريق 105 أمتار والمسافة بين الجسر ومستوى سطح البحر هي 64 مترا وكان جسر السلطان محمد الفاتح سادس أطول جسر معلق في العالم عند بنائه عام 1988 وهو حاليا في المركز الرابع عشر كأطول جسر معلق في العالم.
الطبيعة الساحرة في أنطاليا
وإذا كنت من عشاق الطبيعة الخلابة فستجد في مدينة انطاليا ما تبحث عنه حيث تجمع المدينة مزيجا من السياحة والزراعة والتجارة مع بعض الصناعات الخفيفة فتتضمن المعالم السياحية مواقع طبيعية وتاريخية على الريفييرا التركية التي جعلت مطار أنطاليا واحدا من أكثر المطارات ازدحاما في منطقة البحر الأبيض المتوسط ويحتفظ المركز التاريخي للمدينة (كاليسي) مع فنادقه وأسواقه بالكثير من الطابع التاريخي للمدينة.
وتمتلك أنطاليا العديد من الشواطئ الشهيرة عالميا منها كونيالتي لارا وكاربوزكادران وللرياضات الشتوية يشكل من منتجع ساكليكنت و بيدجيلاري أبرز معالم الجمال الطبيعي للمدينة كما أنها تضم عددا كبيرا من المساجد والكنائس والمدارس الدينية والحمامات في المدينة وكاليسي والمرفأ وهو أقدم جزء من المدينة حيث تحتوى كاليسي على العديد من المنازل التاريخية مع فن العمارة التقليدية المحلية التركية واليونانية.
ومن أبرز المهرجانات والمناسبات في أنطاليا عدد من البطولات الرياضية بما فيها سباقات السيارات ومهرجان أنطاليا البرتقالة الذهبية للأفلام وهو أكبر مهرجان وطني للأفلام في تركيا ومهرجان أوراسيا السينمائي الدولي ومهرجان زهرة مايو.
وتقع أنطاليا في جنوب غرب الأناضول على خليج أنطاليا على البحر المتوسط وتبعد حوالي 244 كم من أنقرة و300 كم من إسطنبول حيث تشكل جبال طوروس في جنوب الأناضول مجموعة موازية للبحر الأبيض المتوسط في اتجاه الشرق والغرب مما أسفر عن تشكيل سهول ساحلية ضيقة تحيط بها الجبال من ثلاث جهات والبحر على الجهة الرابعة .
جبال الساحل والخلجان
وتغرق بعض أجزاء جبال الساحل في البحر بشكل حاد وتشكل خلجان صغيرة وأشباه جزر حيث تقع أنطاليا على سهل تنحسر فيه الجبال عن الشاطئ وتتألف من منطقتين مسطحتين مكونين من صخور الترافرتين ويقع وسط المدينة على سهل صخري أقرب إلى الساحل ومع الزحف العمراني تمدد إلى الداخل حتى سهل كيبيزوستو.
وتحمى المنطقة من الرياح الشمالية الباردة سلسلة جبال طوروس ولها المناخ المميز للبحر الأبيض المتوسط، الحار الجاف صيفا والدافئ الممطر شتاء ويوجد حوالي 300 يوم مشمس في السنة ويساعد نسيم البحر والرياح الشمالية على جعل ارتفاع درجات الحرارة أكثر احتمالا.

«ريكسوس» التركية تجري مباحثات لتوسيع نطاق عملياتها في الإمارات

كشفت مجموعة فنادق ريكسوس التركية عن أنها تتشاور لتوسيع نطاق عملياتها في الإمارات سعيا للاستفادة من النشاط السياحي المتنامي بالدولة .
وتوقعت باشاك إيريل النائب الأول للرئيس لشؤون إدارة " ريكسوس" في تصريحات لـ"البيان الإقتصادي" في مدينة أنطاليا التركية أن يتم إطلاق ثاني الفنادق التي تديرها المجموعة بالإمارات مطلع عام 2013 وهو فندق «ريكسوس باب البحر» الذي يجري إنشاؤه على جزر مرجان الصناعية برأس الخيمة الذي يضم أكثر من 700 غرفة وجناح ليرتفع عدد الغرف الفندقية التي تديرها المجموعة بالإمارات إلى نحو 1000 غرفة بعد أن افتتحت أول فنادقها بالإمارات في جزيرة النخلة ـ جميرا في شهر مارس الماضي مشيرة إلى أن فندق «ريكسوس نخلة دبي» يضم 289 غرفة وشقة فندقية.
وقالت باشاك إنه من المتوقع أن تتجاوز معدلات إشغال فندق "ريكسوس النخلة دبي"80% خلال العام الحالي مؤكدة أن إطلاق فندق "ريكسوس النخلة دبي" في منطقة الشرق الأوسط شكل خطوة استراتيجية مهمة بالنسبة لمجموعة "ريكسوس" التي تتخذ من مدينة أنطاليا مقراً لها موضحة أن "ريكسوس النخلة دبي" هو الفندق الخامس عشر ضمن سلسلة فنادق المجموعة.
وذكرت أن مجموعة "ريكسوس" تعتزم توسيع نطاق عملياتها خلال العام الجاري مع إضافة 4 فنادق جديدة في مصر وكازاخستان وأذربيجان إلى جانب الفندق الذي افتتحته المجموعة مؤخرا في إسطنبول في تركيا بهدف تعزيز حضور المجموعة في تركيا والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا ورابطة الدول المستقلة وأوروبا ليرتفع بذلك إجمالي عدد فنادق ريكسوس إلى 21 فندقاً.

وأوضحت أنه من أكبر مشاريع ريكسوس إضافة إلى «ريكسوس باب البحر» برأس الخيمة مشروع في مدينة شرم الشيخ المصرية حيث ستفتتح فندقاً يضم 700 غرفة مطلة على مياه البحر الأحمر كما تعتزم ريكسوس إطلاق باكورة فنادقها في أذربيجان قبل نهاية عام 2012 على جبل مدينة كوبا التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر وسيحظى الفندق بتصميم هندسي فريد على مساحة 202 ألف متر مربع وسيتضمن 210 غرف فندقية وستطلق ريكسوس فندقها الثالث في كازاخستان تحت اسم ريكسوس بوروفوي ليك وهو يجاور بحيرة بوروفوي التي تعد واحدةً من أشهر وجهات العطلات في البلاد.
وقالت إن تركيا لا تزال البلد الأبرز الذي يحتضن عمليات ريكسوس الأكثر ربحية ونجاحاً حيث افتتحت المجموعة لافتتاح فندق ريكسوس بومونتي ريزيدنسز في قلب مدينة أسطنبول كما باشر فندق ريكسوس بيرا تسجيل الحجوزات منذ افتتاح أبوابه العام الماضي مشيرة إلى أن فنادق ريكسوس حظيت بشهرة واسعة كعلامة تجارية في قطاع الضيافة الإقليمي والعالمي منذ انطلاقها