بسم الله الرحمن الرحيم



ذو البجادين : اسمه عبد الله بن عبد نهم بن عفيف رضي الله عنه .



عن محمد بن سعد قال : كان ذو البجادين يتيما لا مال له , مات أبوه و لم يورثه فكفله عمه حتى أيسر , فلما قدم المدينة جعلت نفسه تتوق الى الاسلام و لا يقدر عليه من عمه

حتى مضت السنون و المشاهد .


فقال لعمه : يا عم اني انتظرت اسلامك فلا أراك تريد محمدا فاذن لي في الاسلام .

فقال : و الله لئن اتبعت محمدا لا أترك بيدك شيئا كنت أعطيتكه الا نزعته منك حتى ثوبك .

قال : فأنا والله متبع محمدا و تارك عبادة عبادة الحجر , و هذا ما بيدي فخذه .


فأخذ العم ما أعطاه حتى جرذه من ازاره , فأتى ( ذو البجادين )أمه , فقطعت بجادا لها على اثنين فأتزر بواحدا و ارتدى بالآخر ثم أقبل الى المدينة , فاضطجع في المسجد

في السحر و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتصفح الناس اذا انصرف من الصبح فنظر اليه فقال : (( من أنت ؟ )) , فانتسب له و كان اسمه عبد العزى , فقال :

(( أنت عبد الله ذو البجادين )) , ثم قال : (( انزل مني قريبا )) , فكان يكون في أضيافه حتى قرأ قرآنا كثيرا , فلما خرج النبي صلى الله عليه و سلم الى تبوك قال : ادع لي

بالشهادة , فربط النبي صلى الله عليه و سلم على عضده لحى سمرة و قال : (( اللهم اني أحرم دمه على الكفار )) , فقال : ليس هذا ما أردت ,

فقال النبي صلى الله عليه و سلم : (( انك اذا خرجت غازيا فأخذتك الحمى فقتلتك فأنت شهيد أو وقصتك دابتك فأنت شهيد )) , فأقاموا بتبوك أياما ثم توفي .


حسن : أخرجه ابن أبي الدنيا في الأولياء و أبو نعيم في الحلية .



- وقصتك دابتك = كسرت عنقك دابتك .






* قال بلال بن الحارث : حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم و مع بلال المؤذن شعلة من النار عند القبر واقفا بها و اذا رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يقول :

(( ادنيا الي أخاكما )) فلما هيأه لشقه في اللحد قال : (( اللهم اني قد أمسيت عنه راضيا فارض عنه )) فقال ابن مسعود : ليتني كنت صاحب اللحد .

أخرجه نعيم و ابن أبي الدنيا .

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم