بسم الله الرحمن الرحيم




عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : يكنى أبا عبد الرحمن , أمه أم عبد , أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم , و يقال كان سادسا في الاسلام

و أول من جهر بالقرآن في مكة عند بداية الدعوة و هاجر الى الحبشة الهجرتين , شهد بدرا و المشاهد الأخرى , و كان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه و سلم

ووساده و سواكه و نعليه و طهوره في السفر . كان يشبه بالنبي صلى الله عليه و سلم في هديه و دله و سمته .



** عن عبد الله أن رسول اله صلى الله عليه وسلم مر بين أبي بكر و عمر , و عبد الله قائم يصلي , فافتتح سورة النساء يسجلها- يقرؤها قراءة مفصلة - فقال صلى الله

عليه و سلم : (( من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن ام عبد )) فأخذ عبد الله في الدعاء , فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : (( سل تعط )) .

فكان فيما سأل : اللهم اني أسألك ايمانا لا يرتد و نعيما لا ينفد و مرافقة نبيك محمد صلى الله عليه و سلم في أعلى جنان الخلد ...قال عمر : و الله لأغدون على عبد الله

و لأبشرنه بتأمين رسول الله على دعائه , فأتى عمر ( عبد الله ) يبشره , فوجد أبا بكر خارجا قد سبقه , فقال : انك لسباق بالخير . أخرجه الحاكم - اسناده حسن -




** عن عبد الله قال : قال لى رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( اقرأ علي القرآن )) , قلت : يا رسول الله أقرأ عليك و عليك أنزل ؟ قال : اني أشتهي أن أسمعه من غيري

فقرأت علته سورة النساء حتى بلغت : (( فكيف اذا جئنا من كل أمة بشهيد و جئنا بك على هؤلاء شهيدا )) النساء - 41- فغمزني برجله , فاذا عيناه تذرفان . أخرجه مسلم



** فعن ابن مسعود أنه كان يجتني سواكا من الأراك و كان دقيق الساقين , فجعلت الريح تكفؤه , فضحك القوم منه , فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : مم تضحكون ؟

قالوا : يا نبي الله من دقة ساقيه , فقال : (( و الذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد ))- أي جبل أحد - . رواه أحمد - صحيح -



** فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الأية (( ليس على الذين آمنوا و عملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا و آمنوا ....)) الى أخر الأية

قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : قيل لي : (( أنت منهم )) . أخرجه مسلم



** قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات مرة لأصحابه : (( اقتدوا باللذين من بعدي من أصحابي , أبي بكر و عمر و اهتدوا بهدي عمار و تمسكوا بعهد ابن مسعود ))
رواه الترمذي و صححه الألباني .



** عن أبي ظبية قال : مرض عبد الله رضي الله عنه , فعاده عثمان رضي الله عنه و قال : ما تشتكي ؟ قال : ذنوبي , قال : فما تشتهي ؟ قال : رحمة ربي .

قال : ألا آمر لك بطبيب ؟ قال : الطبيب أمرضني , قال : ألا آمر لك بعطاء ؟ قال : لا حاجة لي فيه , و مات ابن مسعود بالمدينة و دفن بالبقيع .



و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم