[size=32]رمضان والتقوى
[size=32]يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام[/size]
روى الإمام احمد عن أبي ذر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن .
أيها المسلمون :
الصوم عبادة من العبادات التي فرضها الله عز وجل علينا كما فرضها على الأمم السابقة لينال الناس من هذه العبادات التقوى والهداية .
ل[size=32]ذلك قال تعالى : يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام [/size]
والتقوى هي امتثال ما أمر الله به ورسولُهُ واجتناب ما نهى الله عنه ورسولُهُ
وهذه أول فائدة من فوائد الصيام يعلمنا كيف نتقي الله ، يعلمنا كيف نراقب الله سبحانه وتعالى كأننا نراه فإن لم نكن نراه فإنه يرانا .
فالإنسان عندما يصلي لا بد له من أداء أركان الصلاة التي تجعل الناس يعرفون أن فلان يصلي . والذي يحج لا بد له من أن يؤدي مناسك الحج التي تجعل الناس يعرفون أن فلان يحج . أما الصوم فهو أمر خاص بين العبد وربه لا يعلم حقيقة هذا الصوم إلاّ الله . لأن الإنسان يستطيع أن يأكل ويشرب دون أن يراه أحد من الناس ، ويظهر للناس أنه صائم ولا يعلم الحقيقة إلاّ الله سبحانه وتعالى وهنا تدخل التقوى .
فإذا كان صومنا للناس فإننا نستطيع أن نخدع الناس بسهولة ، أما إذا كان صومنا لله فإننا سوف نتقي الله في صيامنا ونحافظ عليه من المفسدات .
فلا نسب ولا نشتم لأن ذلك يؤثر على صيامنا .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الصوم جُنّةٌ فإذا كان أحدكم صائم فلا يرفث ولا يجهل وإن امرءٌ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم .
والمعنى أني لا أرد عليك يا من سببتني لكي لا أضيع صيامي .
وليس المعنى أن تسب وتشتم وبعد أن تنتهي تقول إني صائم إني صائم .
وإذا أردنا أن نقع في الكذب والغش والزور تذكرنا أن ذلك سوف يفسد علينا صيامنا فنرجع عن ذلك .
لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة بأن يدع طعامه وشرابه .
فالله سبحانه وتعالى ليس بحاجة لجوعنا وعطشنا ولكن يريد أن يدخلنا مدرسة رمضان للأخلاق الحميدة كي نتعلم منها كيف نخالق الناس بخلق حسن .
نتعلم كيف نحافظ على الأمانة لأن الصوم أمانة فعندما نحافظ على صيامنا نكون بذلك قد تعلمنا كيف نحافظ على الأمانة .
[size=32]فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الصوم أمانة فليحفظ أحدكم أمانته .[1][/size]
[size=32]والله تعالى يقول : يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله [/size]
قال ابن عباس في معنى هذه الآية خيانة الله سبحانه وتعالى بترك فرائضه ، والرسول بترك سنته وارتكاب معصيته ، والأمانات هي الأعمال التي أتمن الله عليها العباد .
الفائدة الثانية من فوائد الصيام : صحة الجسد فالصوم يعطي الجسم فرصة للتخلص من السموم المتوضعة في الأنسجة والأعضاء ومعالجة الأمراض والتخلص منها .
وقد أكد ذلك علماء الطب فمنهم من قال إن 90% من الأمراض التي تنتاب الجسد البشري يمكن اتقاء شرها بواسطة الصوم ، ومنهم من قال إن الانقطاع عن الطعام مدة كل عام واجب صحي وفريضة طبية لأن الجراثيم ما دامت تجد الطعام متوفراً في جسد الإنسان فإنها تنمو وتتكاثر ولكنها بالصوم تضعف وتذبل .
هؤلاء العلماء كم درسوا وبحثوا ليصلوا إلى هذه الحقيقة التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ مئات السنين وبجملة بسيطة مؤلفة من كلمتين ولكن معناهما عظيم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صوموا تصحوا . [2]
مختصر مفيد من الطبيب الأول وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إذاً فالصوم صحة للقلب والنفس بتعويدهما على الأخلاق الكريمة ، والصوم صحة للبدن والجسد من العلل والأمراض .
هذا هو رمضان شهر صحة وسعادة .
سعادة برحمة الله التي تتجلى على العباد في هذا الشهر الكريم شهر الخير والبركة التي تغشى الناس في هذا الشهر الكريم .
روى عن عمر رضي الله عنه أنه كان يقول إذا دخل رمضان مرحباً بمطهرنا رمضان كله خير ، صيام نهاره وقيام ليله والنفقة فيه كالنفقة في سبيل الله .
ولذلك [size=32]قال رسول الله [size=32]صلى الله عليه وسلم : لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان سنة [3] [/size][/size]
نسأل الله أن يجعلنا من عتقاء هذا الشهر ..............



تخريج الأحاديث

[1] إن الصوم أمانة فليحفظ أحدكم أمانته .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: العراقي - المصدر: تخريج الإحياء - الصفحة أو الرقم: 1/317
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[2] صوموا تصحوا
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 253
خلاصة حكم المحدث: ضعيف

[3] أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال وقد أهل - رمضان - لو علم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الشوكاني - المصدر: الفوائد المجموعة - الصفحة أو الرقم: 88
[/size]