السب واللعن

((قال تعالى لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معرف أو إصلاح بين الناس من يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤته أجر عظيما ))
اللسان هو سبب كل خير وسبب كل شر إما يدخلنا الجنة نسأل الله ذلك أو أن يدخلنا النار نعوذ بالله من ذلك
لذلك من ضمن لسانه من السوء فقد ضمن رسول الله صلى الله عليه وسلم له الجنة روى البخاري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من يضمن لي ما بين لحييه يعني اللسان وما بين رجليه يعني الفرج أضمن له الجنة
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى لمن ملك لسانه ووسعه بيته وبكى على خطيئته
فالكلمة التي ينطق بها اللسان يمكن أن تدخلنا الجنة إذا كانت في مرآة الله ويمكن أن تدخل الإنسان النار إذا كانت في معصية الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلق لها بالاً يرفعه الله بها درجات في الجنة
وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلق لها بالاً يهوي بها في جهنم ومن الكلام السيئ الذي يجب أن نحذر منه هو السب واللعن
والسب هو الشتم والتكلم في العرض بما يعيب وهذا فسق
كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ص سباب المسلم فسوق وقتاله كفر
والسب صفة مذمومة لا يجوز أن يتصف بها المؤمن روى الترمذي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء
وعندما طلب أعرابي من رسول الله الوصية قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك بتقوى الله وإن امرء عيرك بشيء يعلمه فيك فلا تعيره بشيء تعلمه فيه يكن وبال عليه وأجره لك رواه الامام أحمد
ونهى رسول الله ص عن سب الأموات لأنهم أصبحوا بين يدي الله ولأن سب الأموات فيه إيذاء للأحياء
وروى البخاري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الأموات فإنهم قد أمضوا الى ما قدموا
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الأخرالذي رواه الترمذي لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء أما اللعن فمعناه الطرد من رحمة الله سبحانه وتعالى واللعن غير جائز سواء كان لجماعة أو لحيوان أو إنسان
وقد جاءت الأحاديث الشريفة مصرحة في التحذير من اللعن روى الأمام مسلم عن أبي الدرداء قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة
وعن عائشة ر قالت مر النبي صلى الله عليه وسلم بابي بكر يلعن بعض رقيقه فالتفت إليه وقال لعانين وصديقين كلا ورب الكعبة
فعتق أبو بكر يومئذ بعض رقيقه ثم جاء الى النبي ص فقال لا أعود
واللعن كالقتل من حيث الوزر والإثم هذا وما قاله رسول الله ص في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم لعن المؤمن كقتله
واللعنة عندما ما يطلقها المسلم عن أحد ما إما تهلكه إذا كان يستحقها أو ترجع الى قائلها
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة الى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط الى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يميناً وشمالاً فإن لم تجد مساغاً رجعت الى الذي لعن فن كان أهلاً وإلا رجعت الى قائلها
فاللعن لا يجوز إلا على من اتصف بصفة تبعده عن الله عز وجل كأن تقول لعنه الله على الكافرين واليهود والنصارى والمجوس
أو تقول لعنة الله على الشيطان أو على فرعون أو على أبو لهب فهذا أمر جائز لأنه ثبت بالدليل القاطع وهو القرآن الكريم أن هؤلاء وماتوا على الكفر
أما أن تتهم إنساناً بأنه كافر كأن تقول فلان لعنة الله عليه لأنه كافر فهذا لايجوز ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري لايرمى رجل رجلاً بالفسق والكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك
أصبح اللعن والسب والشتم أمر متداول بين الناس ومصدره من الأب والام
يلعنون أولادهم لاتفهم الأسباب وهذه من الأمور المحذورة على الأباء لأنها تهلك الأولاد ولأن الوالدين مستجاب
فإذا كانت اللعنة لاتجوز على الحيوان فكيف يطلقها على الإنسان
عن عمران بن حصين ر عنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره
وامرأة من الأنصار على فضجرت منها فلعنتها فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة
ومن الكبائر المتداولة بين الناس سب ولعن الوالدين إما بطريقة مباشرة وجهاً لوجه أو عن طريق سب الناس ولعنهم روى الإمام البخاري في الحديث الصحيح قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه قال يسب أبا الرجل فيسب أمه فيسب أمه
فاتقوا الله عباد الله وحصنوا ألسنتكم من فواحش الكلام واستبدلوا كلمات السوء بكلمات الخير وذكر الله سبحانه وتعالى
ياءيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً


وشكرا لكم