[size=32]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الإستئذان أداب رفيع،يدل على حياء صاحبه وشهامته،وتربيتهوعفته،ونزاهة نفسه وتكريمها عن رؤية مالا يحب أن يراه عليه الناس ،أو سمعحديث لايحل له أن يسترقه دون معرفة المتحادثينأو الدخول على قوم وأيقاعهمبالمفاجأة والإحراج.
والإستئذان هوطلب الإذن،ويكون لدخول بيت أوالانضمام إلى مجلس أو الخروج منهأوالتصرف في متاع غيره أو إبداء رأي في مجتمعات الناس أوسماع حديثهم.
أخرج ابن جرير عن عدي بن ثابت قال: جاءت امرأة من الأنصار فقالت يا رسولالله إني أكون في بيتي على حال لا أحب إن يراني عليها أحد،وإنه لا يزاليدخل علي رجل من أهلي وأنا على تلك الحال،فكيف أصنع ؟ فنزلت
[/size]
[size=32]
(
يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسواوتسلمو على أهلها)
[/size]
[size=32]
[/size]
[size=32]ولايخفى ما في هذه الآية الكريمة من معنى الإستئناس والذي هو أبلغالإستئذان، إذ هوبالإضافة إلى ما فيهمن معنى طلب الإذن،فيه معرفة أنس أهلالبيت استعدادهم لاستبقاله،ورضاهم عن دخوله عليهم.
وروي أن رسول الله بعث غلاما من الأنصار يقالله مدلج إلى عمر بن الخطابوقت الظهيرة ليدعوه فوجده نائما قدأغلق عله الباب،فدق عليه الغلام البابودخل فاستيقظ عمر وجلس فانكشف منه شئ،فقال عمر: وودت أن الله نهى أبناءناونساءنا وخدمنا عن الدخول في هذه الساعات إلا بإذن،ثم انطلق إلى رسول اللهصلى الله عليه وسلم فوجد في هذه الآية
[/size]
[size=32]
(يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات)
[/size]
[size=32]وقد نزلت فخر ساجدا شكرا لله تعالى[/size][size=32].
[/size][size=32]ومع تقدم الحضارة،وصناعة[/size][size=32]البيوت المغلقة،والأبواب المحكمة،فما زال هنالك من[/size][size=32]يدخل بيته دون سلام، أو يغشى غرفة غيره ،أو يقتحم مجلسه دون إعلام[/size][size=32] أو[/size][size=32]إستئذان[/size][size=32] .
[/size][size=32]وإذا ما تعود الغلام منذ نعومة أظافره أن يستأذن على والديه كما أمر الله[/size][size=32] تعالى،نشأ[/size][size=32]على هذه العادة الحميدة،وهي ملكة في نفسه وطبع كريم،يقدره عليه[/size][size=32] الناس ويحبونه ويثقون في أمانته وكرامته[/size][size=32]
[/size]