إن من ترك لله شيئًا عوضه الله خيرًا منه
والعوض من الله أنواع مختلفة
وأجل ما يعوض به الإنس بالله ومحبته
وطمأنينة القلب بذكره وقوته ونشاطه
ورضاه عن ربه تبارك وتعالى مع ما يلقاه من جزاء في هذه الدنيا
ومع ما ينتظره من الجزاء الأوفى في العقبى
من تصدق بورك له في ماله وزاد " ما نقصت صدقة من مال" ، ( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) (سـبأ: من الآية39) ،
ومن ترك الانتقام والتشفي مع قدرته على ذلك، عوضه الله انشراحاً في الصدر، وفرحا في القلب؛ ففي العفو من الطمأنينة والسكينة والحلاوة وشرف النفس، وعزها، وترفعها ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام.
" وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا" ، هذا مع ما ينتظره من الأجر والكرامة بين يدي الله تعالى يوم القيامة كما في الحديث الشريف: " من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ".
ومن ترك التكبر والتعالي وتواضع كانت الرفعة والمحبة وعلو المكانة من نصيبه: "وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله...". وكما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من ترك اللباس تواضعا لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها " .
نماذج اخرى لأمور من تركها لله عوضه الله خيرًا منها:
من ترك مسألة الناس ورجاؤهم وإراقة ماء الوجه أمامهم وعلق رجاؤه بالله دون سواه
عوضه خيرًا مما ترك فرزقه حرية القلب وعزة النفس والاستغناء عن الخلق
ففي الحديث :
( إن ناسا من الأنصار ، سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ، ثم سألوه فأعطاهم ، حتى نفذ ما عنده ، فقال : ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم ، ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر )
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1469
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
ومن ترك الاعتراض على قدر الله فسلم لربه في جميع أمره
رزقه الله الرضا واليقين وأراه من حسن العاقبة ما لا يخطر له ببال
ففي الحديث :
( إن المعونة تأتي من الله للعبد على قدر المؤنة ، و إن الصبر يأتي من الله على قدر المصيبة )
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1952
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ومن ترك الذهاب للعارفين و*****ة
رزقه الله الصبر وصدق التوكل وتحقق التوحيد
ومن ترك التكالب على الدنيا
جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه .. واتته الدنيا وهي راغمة
ففي الحديث :
( من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع اللهله أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة )
الراوي: زيد بن ثابت المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3329
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ومن ترك الخوف من غير الله وأفرد الله وحده بالخوف
سلم من الأوهام وأمنه الله من كل شئ فصارت مخاوفه أمنًا وبردًا وسلامًا
من ترك الكذب ولزم الصدق في ما يأتي ويذر
هدي إلى البر وكان عند الله صديقًا ورزق لسان صدق بين الناس فسودوه وأكرموه وأصاغوا السمع له لقوله
ففي الحديث :
( عليكم بالصدق . فإن الصدق يهدي إلى البر . وإن البر يهدي إلى الجنة . وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عندالله صديقا . وإياكم والكذب . فإن الكذب يهدي إلى الفجور . وإن الفجور يهدي إلى النار . وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا . وفي رواية : بهذا الإسناد . ولم يذكر في حديث عيسى " ويتحرى الصدق . ويتحرى الكذب " . وفي حديث ابن مسهر " حتى يكتبه الله " )
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2607
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ومن ترك النظر إلى المحرم
عوضه الله فراسة صادقة ونورًا وجلاء ولذة يجدها في قلبه
رزقنا الله واياكم حسن الخلق
وفقكم الله واعانكم على طاعته