بسم الله الرحمن الرحيم
عن عثمان -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) أخرجه البخاري.
************************************************** *******
فيه تفاضل قوله خيركم، فيه تفاضل العلوم وتفاضل المعلمين، خيركم من تعلم القرآن وعلمه، تفاضل العلوم، وتفاضل المعلمين، وفيه أن خيرية معلم القرآن وخيرية متعلمه خيرية مطلقة، هي خيرية في الدنيا وخيرية في البرزخ، وخيرية في الآخرة،
أما خيرية الدنيا فهذا الحديث، فقوله عليه الصلاة والسلام: ( يؤم القوم ) من أيها الأكارم ( أقرؤهم لكتاب الله ) قُدِّم ليس لنسبه ولا حسبه ولا ماله، لكن لخيرية ما يعلم، هذا في الدنيا،
وأما الخيرية في البرزخ، فما أخرجه الشيخان ( لما كثر القتلى في غزوة أحد، وشق على الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- أن يدفنوا كل ميت في قبر دفنوا كل ميتين أو ثلاثة في قبر واحد فاستأذنوا النبي -عليه الصلاة والسلام- فأذن لهم فكان عليه الصلاة والسلام يشرف أو يأتي عند الدفن فإذا أتي بالموتى لإدخالهم في القبر قال: أي هؤلاء الموتى أكثر أخذا للقرآن؟ فإذا أشير على أحدهما قدمه على أصحابه ) .
وأما الخيرية في الآخرة، فللحديث قال صلى الله عليه وسلم: ( يقال لقارئ القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) وفيه أيضا الحرص على تعلم القرآن، حفظ القرآن، العمل به، التأدب بما فيه من الآداب، ولقد جاء عن السلف درر في هذا الأمر، في الترغيب والترهيب، يقول أحدهم يوصي تلميذا له، قال: يا بني أنت تطلب العلم فعليك بقراءة حزب من القرآن الكريم، فإني إذا قرأت حزبا وداومت عليه فُتِح لي من أبواب العلم، قال التلميذ: فجربت ذلك ففتح الله لي، فاجعل لنفسك حظا من التلاوة، أيضا احرص على تجنب المعاصي، فإنها تمنع فهم القرآن وحفظ القرآن.
ذكر السهمي في تاريخ جرجان أن كرز أو كُرز بن وبرة، دخلوا عليه فكان يبكي، قالوا: ما لك؟ قال: إن الباب موصد، والستر مجافى ولم يدخل علي أحد، وهاأنا عجزت أن أراجع حفظي، فوالله لا يكون ذلك إلا بذنب جنيته، فحريّ بطالب العلم أن يعنى بحفظ القرآن وعلم القرآن، في ترجمة أحد الرواة في تقريب التهذيب، قال ابن حجر: وقيل بأنه كان لا يحفظ القرآن، كان مفسر يحب التفسير، وقيل -لاحظْ- كان لا يحفظ القرآن.
وبلغت همم المتقدمين أمرا عجبا يقول ابن الجوزي أو غيره يوصي طالبا من طلاب العلم، قال: واجعل لنفسك حظا من القرآن ويكفي أن تحفظه بسبع قراءات، يكفي أن تحفظ القرآن بسبع قراءات، كيف لو رأى زمننا هذا، لا نقول يأسا حاش وكلا، ولكن شحذا يقال هذا من باب شحذ الهمم وقوة العزيمة، ثم يقال أيضا في الحديث: إن على معلم القرآن أن يتمثل هذه الخيرية، على معلم القرآن تمثل هذه الخيرية بأخلاقه، وحسن ألفاظه ونظافة ثيابه، ذكر الذهبي في معرفة القراء الكبار، ذكر أئمة من القراء، وكانوا قدوة في أخلاقهم وفي اتباعهم للسنة، وفي محافظتهم على السمت والوقار *
هذا والله اعلم وصلى الله وسلم على نبيه محمد
عن عثمان -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) أخرجه البخاري.
************************************************** *******
فيه تفاضل قوله خيركم، فيه تفاضل العلوم وتفاضل المعلمين، خيركم من تعلم القرآن وعلمه، تفاضل العلوم، وتفاضل المعلمين، وفيه أن خيرية معلم القرآن وخيرية متعلمه خيرية مطلقة، هي خيرية في الدنيا وخيرية في البرزخ، وخيرية في الآخرة،
أما خيرية الدنيا فهذا الحديث، فقوله عليه الصلاة والسلام: ( يؤم القوم ) من أيها الأكارم ( أقرؤهم لكتاب الله ) قُدِّم ليس لنسبه ولا حسبه ولا ماله، لكن لخيرية ما يعلم، هذا في الدنيا،
وأما الخيرية في البرزخ، فما أخرجه الشيخان ( لما كثر القتلى في غزوة أحد، وشق على الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- أن يدفنوا كل ميت في قبر دفنوا كل ميتين أو ثلاثة في قبر واحد فاستأذنوا النبي -عليه الصلاة والسلام- فأذن لهم فكان عليه الصلاة والسلام يشرف أو يأتي عند الدفن فإذا أتي بالموتى لإدخالهم في القبر قال: أي هؤلاء الموتى أكثر أخذا للقرآن؟ فإذا أشير على أحدهما قدمه على أصحابه ) .
وأما الخيرية في الآخرة، فللحديث قال صلى الله عليه وسلم: ( يقال لقارئ القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) وفيه أيضا الحرص على تعلم القرآن، حفظ القرآن، العمل به، التأدب بما فيه من الآداب، ولقد جاء عن السلف درر في هذا الأمر، في الترغيب والترهيب، يقول أحدهم يوصي تلميذا له، قال: يا بني أنت تطلب العلم فعليك بقراءة حزب من القرآن الكريم، فإني إذا قرأت حزبا وداومت عليه فُتِح لي من أبواب العلم، قال التلميذ: فجربت ذلك ففتح الله لي، فاجعل لنفسك حظا من التلاوة، أيضا احرص على تجنب المعاصي، فإنها تمنع فهم القرآن وحفظ القرآن.
ذكر السهمي في تاريخ جرجان أن كرز أو كُرز بن وبرة، دخلوا عليه فكان يبكي، قالوا: ما لك؟ قال: إن الباب موصد، والستر مجافى ولم يدخل علي أحد، وهاأنا عجزت أن أراجع حفظي، فوالله لا يكون ذلك إلا بذنب جنيته، فحريّ بطالب العلم أن يعنى بحفظ القرآن وعلم القرآن، في ترجمة أحد الرواة في تقريب التهذيب، قال ابن حجر: وقيل بأنه كان لا يحفظ القرآن، كان مفسر يحب التفسير، وقيل -لاحظْ- كان لا يحفظ القرآن.
وبلغت همم المتقدمين أمرا عجبا يقول ابن الجوزي أو غيره يوصي طالبا من طلاب العلم، قال: واجعل لنفسك حظا من القرآن ويكفي أن تحفظه بسبع قراءات، يكفي أن تحفظ القرآن بسبع قراءات، كيف لو رأى زمننا هذا، لا نقول يأسا حاش وكلا، ولكن شحذا يقال هذا من باب شحذ الهمم وقوة العزيمة، ثم يقال أيضا في الحديث: إن على معلم القرآن أن يتمثل هذه الخيرية، على معلم القرآن تمثل هذه الخيرية بأخلاقه، وحسن ألفاظه ونظافة ثيابه، ذكر الذهبي في معرفة القراء الكبار، ذكر أئمة من القراء، وكانوا قدوة في أخلاقهم وفي اتباعهم للسنة، وفي محافظتهم على السمت والوقار *
هذا والله اعلم وصلى الله وسلم على نبيه محمد