لقدّ قدم لنا القران دروساً جميلة

في فنون اللطف ومهارات الذوق
فقال سبحانه في معرض العتب
للحبيب اللهم صلي وسلم عليه :
(عفا الله عنك لم أذنت لهم )
فهل رأيتم لطفا وذوقا وأدبا مثل هذا؟!
وهل سمعتم بمعاتبة أحسن من تلك؟!

فمن تأمل حال البشر يجد أن أغلبهم يباغت المخطيء بالتهديد ويتلقاه بالتهويل
ثم يرسل النقد كسهم قاتل مسموم ,
أما المولى سبحانه فقد بدأ بالعفو قبل المعاتبة!
ومن الوصايا الجميلة ما أوصى به سبحانه موسي وهارون بأن يقولا لفرعون قولا لينا .
{ فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى } طه
وهو القائل أنا ربكم الاعلى !!.
فهل سمعتم بأطيب من هذا الكلام وأعذب من هذا الخطاب!

موضوع اللطف ورقة الحديث وجمال الأسلوب
ليس نافلة بل هو ضرورة بالغة

فالبشر كائنات عاطفية والتعامل معهم
يحتاج إلى تؤدة ورفق ولين ,
واللطف زينة الإنسان وأقوى أسلحته
وطريقه الميسر لاختراق القلوب وعقد الصفقات النفسية,
والرجل اللطيف تنقاد له الصعاب ويتيسر له العسير وتذلل له العقبات
فتمنحه النفوس ودها وتهديه القلوب حبها ,

واللطف ليس وسيلة من وسائل كسب العيش أو المال
إنما هي حالة من حالات السمو الإنساني
ترتقي بها النفوس إلى مدارج الكمال والجمال.

همســــــــه
اللطف
لايعني إذلال النفس أو احتقار الذات أو الاستكانة
والانهزامية والركض نحو إرضاء الآخرين أو موافقتهم في جميع أرائهم
فالشخص اللطيف يطالب بحقه ويعبر عن رايه ويقول لا في وقتها
ويتصدى لهجوم الحمقى والأغبياء ولكن بأدب وحزم ودون رفع للصوت
أو التلفظ بكلمات نابية أو جرح شعور الآخرين!