البقرة
ومن رأى كأنه ركب بقرة وأدخلت داره وربطها نال ثروة وسرورا وخلاصا من الهموم . وإن رآها نطحته بقرنها دل على خسران ، ولا يأمن أهل بيته وأقرباءه . وإن رأى أنه جامعها أصاب سنة خصبة من غير وجهها. وألوان البقر إذا كانت مما تنسب إلى النساء ، فإنها كألوان الخيل . وكذلك إذا كانت منسوبة إلى السنين ، فإن رأى في داره بقرة تمص لبن عجلها ، فإنها امرأة تقود على بنتها .وغن رأى عبدا يحلب بقرة مولاه ، فإنه يتزوج امرأة مولاه ومن رأى كأن بقرة أو ثورا خدشته، فإنه يناله مرض بقدر الخدش . ومن وثب عليه بقرة أو ثور ، فإنه يناله شدة وعقوبة وأخاف عليه القتل وقيل : البقر دليل خير للأكرة ، ومن رآها مجتمعة دل على اضطراب . وأما دخول البقر إلى المدينة ، فإن كان بعضها يتبع بعضا وعددها مفهوم ، فهي سنون تدخل على الناس ، فإن كانت سمانا رخاء وإن كانت عجافا فهي شدائد ، وإن اختلفت في ذلك ، فكان المتقدم سمينا تقدم الرخاء ، وإن كان هزيلا تقدمت الشدة ، وإن أتت معا أو متفاوتة وكانت المدينة مدينة بحر ، وذلك الإبان إبان سفر وقدمت سفن على عددها وحالها ، وإلا كانت فتنا مترادفة ، كأنها وجوه البقر كما في الخير يشبه بعضها بعضا ، إلا أن تكون صفراء كلها فإنها أمراض تدخل على الناس . وإن كانت مختلفة الألوان شنعة القرون ، أو كانوا ينفرون منها أو كان النار أو الدخان يخرج من أفواهها أو أنوفها ، فإنه عسكر أو غارة أو عدو يضرب عليهم وينزل بساحتهم والبقرة الحامل سنة مرجوة للخصب . ومن رأى أنه يحلب بقرة ويشرب لبنها استغنى إن كان فقيرا ، وعز وارتفع شأنه ، وإن كان غنيا ازداد غناه وعزه . ومن وهب له عجل صغير أو عجلة ، أصاب ولدا . وكل صغير من الأجناس التي ينسب كبيرها في التأويل إلى رجل وامرأة ، فإن صغيرها ولد. ولحوم البقر أموال وكذلك أخثاؤها وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأني أذبح بقرة أو ثورا . فقال : أخاف أن تبقر رجلا ، فإن رأيت دما خرج ، فإنه أشد ، أخاف أن يبلغ المقتل . وإن لم تر دما فهو أهون وقالت عائشة رضي الله عنها, : رأيت كأني على تل وحول بقر تنحر ، فقال لها مسروق: إن صدقت رؤياك كانت حولك ملحمة . فكان كذلك

الثور

في الأصل ثور عامل وذو منعة وقوة وسلطان ومال وسلاح لقرنيه ، إلا أن يكون لا قرن له ، فإنه رجل حقير ذليل فقير مسلوب النعمة والقدرة ، مثل العامل المعزول والرئيس الفقير ، وربما كان الثور وغلاما ، لأنه من عمال الأرض . وربما دل على النكاح من الرجال لكثرة حرثه. وربما دل على الرجل البادي والحراث ، وربما دل على الثائر لأنه يثير الأرض ويقلب أعلاها أسفلها. وربما دل على العون والعبد والأخ والصاحب ، لعونه للحراث وخدمته لأهل البادية . فمن ملك ثورا في المنام ، فإن كانت امرأة ذل لها زوجها ، وإن كانت بلا زوج تزوجت أو كان لها بنتان زوجتهما . ومن رأى ذلك ممن له سلطان ظفر به وملك منه ما أمله ، ولو ركبه كان ذلك أقوى ومن ذبح ثورا ، فإن كان سلطانا قتل عاملا من عماله ، أو من ثار عليه . وإن كان من بعض الناس ، قهر إنسانا ، وظفر به ممن يخافه ، وقتل إنسانا بشهادة شهدها عليه . فإن ذبحه من قفاه أو من غير مذبحه ، فإنه يظلم رجلا ويتعدى عليه أو يغدر به في نفسه أو ماله ، أو ينكحه من ورائه ، إلا أن يكون قصده ذبحه ليأكل لحمه أو ليأخذ شحمه أو ليدبغ جلده . فإن كان سلطانا أعان غيره وأمر بنهب ماله . وإن كان تاجرا فتح مخزنه للبيع أو حصل الفائدة ، فإن كان سمينا ربح فيه ، وإن كان هزيلا خسر فيه ومن ركب ثورا محملا ، انساق إليه خير ، ما لم يكن الثور أحمر ، فإن كان أحمر فقد قيل : إنه مرض ابنه وتحول الثور ذئبا يدل على عامل عادل يصير ظالما . والثور الواجد للوالي ولاية سنة ، وللتاجر تجارة سنة واحدة . ومن ملك ثيرانا كثيرة انقاد إليه قوم منم العمال والرؤساء . ومن أكل رأس ثور نال رياسة ومالا وسرورا إن لم يكن أحمر . فإن رأى كأنه اشترى ثورا ، فإنه يداري الأفاضل والإخوان بكلام حسن . ومن رأى ثورا أبيض نال خيرا . فإن نطحه بقرنه غضب الله تعالى عليه ، وقيل : إن نطحه رزقه الله أولادا صالحين . فإن رأى كأن الثور خار عليه سافر سفرا بعيدا ، فإن كلم الثور أو كلمه وقع بينه وبين رجل خصومة . وقيل : من سقط عليه ثور ، فإنه يموت وكذلك من ذبحه الثور ومن عضه ثور أصابته علة

وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأن ثورا عظيما خرج من جحر صغير فتعجبنا منه ، ثم إن الثور أراد أن يعود إلى ذلك الجحر فلم يقدر وضاق عليه ، فقال : هي الكلمة العظيمة تخرج من فم الرجل يريد أن يردها فلا يستطيع وحكي عن ابن سيرين أنه قال : الثيران عجم ، وما زاد عن أربعة عشر من الثيران فهو حرب ، وما نقص فهو خصومة . وأما من نطحه ثور أزاله عن ملكه فإن كان واليا عزل عن ولايته ، وإن كان غير ذلك أزاله عامل عن مكانه. وجلد الثور بركة من إليه ينسب الثور الجاموس : بمنزلة الثور الذي لا يعمل ، وهو ورجل له منعة لمكان القرن . وإناث الجواميس بمنزلة البقر ، وكذلك ألبانها ولحومها وجلودها وأعضاؤها ، وهو رجل شجاع لا يخاف أحدا ، يحتمل أذى الناس فوق طاقته ، نفاع . فإن رأت امرأة أن لها قرنا كقرن الجاموس ، فإنها تنال ولاية أو يتزوجها ملك إن كانت لذلك أهلا . وربما كان تأويل ذلك لقيمها الجمل :