فقر الدم وخطورته على الأطفال 

يسبب فقر الدم أكثر من 20% من حالات وفيات النساء أثناء الولادة ويمثل أيضًا خطورة على الطفل حديث الولادة. 
فقر الدم الغذائي هو حالة ناتجة من عدم قدرة الخلايا التي تنتج كرات الدم الحمراء على الحصول على الكمية الطبيعية اليومية من الحديد. بمعنى أن هذه الخلايا لا تستطيع أن تنتج كمية الهيموجلوبين الطبيعية اللازمة للإنسان وهذه الحالة تزيد بزيادة حاجة الإنسان إلى الهيوجلوبين وذلك أثناء الحمل مثلاً أو الرضاعة أو فقد كرات الدم الحمراء بواسطة الديدان مثلا أو الالتهابات والأمراض, وعندها تكون نسبة الهيموجلوبين في الجسم قليلة أو أقل من المعدلات الطبيعية. 
والحديد هو من العناصر الأساسية في تكوين الدم وخاصة الهيموجلوبين وكذلك إنزيمات تكوين الحديد, وهو موجود بكمية كبيرة في الأطعمة الحيوانية وكذلك الأطعمة النباتية, وامتصاص الحديد يحدث في أعلى الأمعاء الدقيقة, وهناك بعض العوامل التي تمنع امتصاص الحديد في الأمعاء وهناك أيضا طرق غير صحية لتناولنا الطعام تمنع من امتصاص الحديد الموجود في الطعام, ولكن بصفة عامة فإن الحديد موجود في الأطعمة من مصادر حيوانية وأخرى من مصادر نباتية مثل اللحوم الضاني والجمبري والبتلو والجمل ومشتقات اللحوم وكذلك في الكبدة والطحال والبيض ولكن في البيض بكمية قليلة وموجود في البقوليات مثل الفول والعدس وغيرهما من البقوليات والخضراوات ذات الأوراق الداكنة الخضراء وفي المشمش وقصب السكر وعصير القصب والعسل الأسود وكذلك في الموز والتفاح والعنب والرمان.
والحديد يتحد مع بروتين الجلبيولين ويكون هيموجلوبين الدم.
حقائق طبية
1 - إن الحديد في البيض قليل الامتصاص في الأمعاء وذلك لوجود الفوسفات في صفار البيض.
2 - لا يوجد حديد في الباذنجان وهناك اعتقاد خاطئ وغير صحيح بأن الباذنجان غني بالحديد وهذا غير صحيح.
3 - حتى يتم الاستفادة من الحديد الموجود مثلاً في الفول المدمس يجب أن يتم أكل جبنة قريش أو بيض بجوار الفول المدمس.
4 - إضافة عصير الليمون تساعد على امتصاص الحديد بصورة أفضل من عدم وجود عصير الليمون أو بمعنى أصح فيتامين c.
5 - من العادات الغذائية الخاطئة شرب الشاي بعد الأكل مباشرة لأن ذلك يمنع امتصاص الحديد في الأمعاء الدقيقة ولكن يجب شرب الشاي بعد الأكل بساعتين أو أكثر. وكمية الحديد الموجودة في جسم إنسان بالغ هي 3 - 4 جرامات معظمها حوالي 65 إلى 76% موجودة في الهيموجلوبين و3 - 5% موجودة في العضلات والأنسجة و30% موجودة بصورة هيموسيدرين وفيرميتين وحوالي 0.07% بصورة ترانسفيرين.
والحديد يخزن في الجسم ويصل إلى أقل معدل ما بين 12 - 20 شهرا من العمر وخلال فترة الطفولة والمراهقة يزيد ببطء إلى أن يصل إلى المعدل الطبيعي في عمر الـ 20.
ولابد من إضافة كميات من الحديد إلى الأكل لأن هناك دورة شهرية للفتيات والنساء وأثناء الحمل للسيدات.
الحديد داخل جسمك 
يحتاج الجسم لكي يمتص الحديد لأربعة عناصر هي فيتامين ج وفيتامين د وفيتامين بـ 12 وحمض الفوليك, وهناك بعض الأمراض التي تسبب عدم امتصاص الحديد في الأمعاء مثل حالات الإسهال في المناطق الحارة وأمراض الجهاز الهضمي والنزلات المعوية, في هذه الحالة لا توجد فرصة للأمعاء لامتصاص الحديد. 
وزيادة حاجة الجسم إلى الحديد حاجة طبيعية في حالات النمو خصوصًا الطفل ما بين 6 - 18 شهرًا من العمر وخلال الدورة الشهرية للسيدات وفي فترات الحمل ولكن هناك حاجة زائدة للحديد في عدة حالات مرضية مثل نزيف الدورة الشهرية أو نزيف الجهاز الهضمي أو أي نزيف في الجسم. وفي حالات مرضية أخرى مثل الديدان المعوية وهذا يؤدي إلى فقد تدريجي في الحديد مما يؤدي إلى حالة فقر الدم المزمن. 

 

أنواع نقص الحديد
هناك أربعة أنواع لنقص كمية الحديد في الجسم وتقسيمها هي:
1- مرحلة قبل الظهور ومن صفاتها نقص الحديد اللازم للتمثيل في نخاع العظم, وهذه المرحلة لا تحمل أي علامات مرضية, وفي التحليل يظهر معدل الحديد طبيعيًا.
2- مرحلة مستترة: هذه المرحلة يبدأ الحديد فيها في النقصان وخاصة نقص في مستوى الحديد في البلازما.
3- المرحلة المبكرة من الأنيميا: في التحليل يبدأ نقص الحديد إلى10-11 جم لكل 100س س3 من الدم, ويبدأ نقص تركيز ترانسيفرين في البلازما.
4- الأنيميا الظاهرة: يكون تركيز الهيموجلوبين أقل من 10 جم لكل 100س س3 من الدم.
انتشار المرض 
ينتشر هذا المرض بصورة كبيرة في الدول النامية ودول العالم الثالث, وفي المناطق الحارة ما بين 10-15% من النساء و20-30% من النساء الحوامل, وفي الأطفال تزيد النسبة إلى 40% من الأطفال في عمر سنة ويقل هذا المرض في الرجال بسبب عدم نقص الحديد أو فقده في الرجل, إلا إذا كان مصابا بالديدان التي تؤثر في ذلك, وهناك بعض المناطق في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية يكون معدل إصابة الرجال ما بين 20-40% من العدد الكلي للرجال بمعنى آخر أن النساء سيكن أكثر من ذلك.
علامات المرض والتشخيص 
قلة نقص مخزون الحديد والفوليك وفيتامين ب12 لا تظهر له أي أعراض في البداية إلا إذا كان هذا النقص ليس له تعويض بواسطة الغذاء وعلامات المرض هي:
1- قلة النشاط والحيوية.
2- التعب بسرعة.
3- قلة التركيز والفهم والإدراك.
4- قلة النوم. 
وبعد ذلك عند زيادة نقص الحديد في الدم تظهر أعراض أخرى بالإضافة إلى ما سبق وهي شحوب الوجه, واصفرار الجلد والوجه, وتظهر بعد ذلك علامات في التنفس والقلب والكلية والجهاز الهضمي مثل ضيق النفس والصداع وزيادة ضربات القلب والدوخة, عدم شهية الأكل والرغبة في القيء والانتفاخ, ثم عدم انتظام الدورة الشهرية وظهور ورم في الأطراف. 
وتتأثر الأظفار بنقص الحديد في الجسم في البداية تظهر بيضاء باهتة, ثم بعد ذلك تظهر بشكل مثل شكل الملعقة, وفي حالات نقص فيتامين ب12 تظهر علامات على اللسان والمعدة وتغير لون الجلد والبشرة.
وبعد ذلك تتأثر القوة العقلية للإنسان. 
التشخيص: يتم ذلك بالتحليل في المعمل وهذا سهل وبسيط, ويمكن قياس كمية الهيموجلوبين والحديد وفيتامين ب12 وحمض الفوليك في الدم.
العلاج 
الوقاية خير من العلاج والتوعية الصحية ضرورية جدًا لهذا الموضوع, والتركيز على الطعام الذي يحتوي على كميات كبيرة من الحديد مثل المصادر الحيوانية أو المصادر النباتية وغسيل الخضراوات جيدًا وعلاج الديدان - إن وجدت - وإعطاء وجبة غذائية لتلاميذ المدارس, وإعطاء الدواء المناسب للسيدات الحوامل في مراكز رعاية الأمومة والطفولة, وتنظيم الأسرة, وإرشاد ربة البيت إلى الغذاء السليم لها ولأفراد أسرتها, والنظافة الشخصية والعامة, والتهوية الجيدة للمنزل والمدرسة, وقص الأظفار والنظافة, ومكافحة الحشرات الضارة وناقلة الأمراض وعلاج حالات فقر الدم, إما بالأقراص أو الدواء الشرب أو الحقن.
وعدم شرب الشاي بعد الأكل مباشرة وإضافة فيتامين ج, والتركيز على السلطة والطعام الطازج. 
إن برامج إضافة الحديد تقريبًا موجودة في كل الأقطار إلا أن مشكلة الأنيميا مازالت مشكلة كبيرة جدًا, وتؤثر على مستوى إنتاج الفرد في هذه الدول وعلى صحة الأطفال والنساء, حيث تتداخل مشكلات كثيرة في هذه الدول سواء من البيئة أو عدم التوعية الصحية والجهل والفقر والمرض والديدان وانتشارها والعادات الصحية غير السليمة في التغذية, وكثرة أفراد الأسرة والفقر. 
إنها مشكلة يزداد خطرها باستمرار إلا أن حلها بسيط جدًا وهو التركيز على الطعام الذي يحتوي على الحديد إن كان نباتيًا أو حيوانيًا