- قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر : وهو سلمان ابن الإسلام ، أبو عبدالله الفارسي ،

سابق الفرس إلى الاسلام ، صحب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وخدمه وحدث عنه.

- وكان لبيباً حازماً ، من عقلاء الرجال وعبادهم ونبلائهم.

- عن عروة بن رويم ، عن القاسم أبي عبدالرحمن حدثه قال : زارنا سلمان الفارسي فصلى الإمام الظهر ،

ثم خرج وخرج الناس ، يتلقونه كما يتلقى الخليفة ، فلقيناه وقد صلى بأصحابه العصر ، وهو يمشي ، فوقفنا

نسلم عليه ، فلم يبق فينا شريف إلا عرض عليه أن ينزل به ، فقال : جعلت على نفسي مرتي هذه أن أنزل

على بشير بن سعد.

فلما قدم ، سأل عن أبي الدرداء ، فقالوا : هو مرابط ، فقال : أين مرابطكم ؟ قالوا : بيروت ، فتوجه قبله ،

قال : فقال سلمان : يا أهل بيروت : ألا أحدثكم حديثاً يذهب الله به عنكم عرض الرباط، سمعت رسول الله

(صلى الله عليه وسلم)،يقول سلمان الفارسي Icon_sadرباط يوم وليلة كصيام شهر وقيامه ، ومن مات مرابطاً أجير من قتنة القبر ،

وجرى له صالح عمله إلى يوم القيامة).

- عن ابن عباس قال : حدثني سلمان الفارسي قال : كنت رجلاً فارسياً من أهل أصبهان ، من أهل قرية منها

يقال لها : جيّ ، وكان أبي دهقانها. وكنت أحب خلق الله إليه ، فلم يزل بي حبه إياي حتى حبسنى في بيته كما

تحبس الجارية ، فاجتهدت في المجوسية حتى كنت قاطن النار الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة.

وكانت لأبي ضيعة عظيمة ، فشغل في بنيان له يوماً ، فقال لي : يا بني إني شغلت في بنياني هذا اليوم

عن ضيعتي ، فاذهب فاطلعها ، وأمرني ببعض ما يريد.

فخرجت ، ثم قال : لا تحتبس علي ، فإنك إن احتبست علي كنت أهم إلي من ضيعتي ، وشغلتني عن كل شيء

من أمري. فخرجت أريد ضيعته ، فمررت بكنيسة من كنائس النصارى ، فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون ،

وكنت لا أدري ما أمر الناس بحبس أبي إياي في بيته ، فلما مررت بهم ،و سمعت أصواتهم ، دخلت إليهم أنظر

ما يصنعون ، فلما رأيتهم أعجبني صلواتهم ، ورغبت في أمرهم ، وقلت : هذا والله خير من الدين الذي نحن

عليه ، فوالله ما تركتهم حتى غربت الشمس ، وتركت ضيعة أبي ولم آتها ، فقلت لهم : أين أصل هذا الدين ؟

قالوا: بالشام.

قال : ثم رجعت إلى أبي وقد بعث في طلبي وشغلته عن عمله كله ، فلما جئته قال : أي بني أين كنت ؟

ألم أكن عهدت إليك ما عهدت ؟ قلت : يا أبة مررت بناس يصلون في كنسية لهم ، فأعجبني ما رأيت من

دينهم ، فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس. قال : أي بني ليس في ذلك الدين خير ، دينك ودين آبائك

خير منه.

قلت : لا والله إنه لخير من ديننا. قال : فخافني ، فجعل في رجلي قيداً ، ثم حبسني في بيته ، قال : وبعثت

إلى النصارى فقلت : إذا قدم عليكم ركب من الشام تجار من النصارى ، فأخبروني بهم. فقدم عليهم ركب من

الشام ،قال : فأخبروني بهم ، فقلت : إذا قضوا حوائجهم ، وأرادوا الرجعة ، فأخبروني. قال : ففعلوا.

فألقيت الحديد من رجلي ، ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام. فلما قدمتها ، قلت : من أفضل أهل هذا الدين ،

قالوا : الأسقف في الكنيسة. فجئته ، فقلت : إني قد رغبت في هذا الدين ، وأحببت أن أكون معك أخدمك في

كنيستك ، وأتعلم منك ، وأصلي معك. قال : فادخل ، فدخلت معه ، فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم

فيها ، فإذا جمعوا إليه منهاشيئاً ، اكتنزه لنفسه ، ولم يعطه المساكين حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق ،

فأبغضته بغضاً شديداً لما رأيته يصنع. ثم مات ، فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه ، فقلت لهم : إن هذا رجل

سوء يأمركم بالصدقة ، ويرغبكم فيها ، فإذا جئتم بها ، كنزها لنفسه ، ولم يعط المساكين ، وأريتهم موضع كنزه

سبع قلال مملوءة ، فلما رأوها قالوا : والله لا ندفنه أبداً.

فصلبوه ثم رموه بالحجارة. ثم جاءوا برجل جعلوه مكانه ، فما رأيت رجلاً أرى أنه أفضل منه ، أزهد في الدنيا

، ولا أرغب في الآخرة ، ولا أدأب ليلاً ونهاراً ، ما أعلمني أحببت شيئاً قط قبله حبه ، فلم أزل معه حتى

حضرته الوفاة ، فقلت : يا فلان ! قد حضرك ما ترى من أمر الله ، وإني والله ما أحببت شيئاً قط حبك ، فماذا

تأمرني وإلى من توصني؟قال لي:يا بني والله ما أعلمه إلا رجلاً بالموصل،فائته،فإنك ستجده على مثل حالي.

فلما مات وغيب ، لحقت بالموصل ، فأتيت صاحبها ، فوجدته على مثل حاله من الاجتهاد والزهد. فقلت له :

إن فلاناً أوصاني إليك أن آتيك وأكون معك. قال : فأقم أي بني ، فأقمت عنده على مثل أمر صاحبه حتى

حضرته الوفاة. فقلت له : إن فلاناً أوصى بي إليك وقد حضرك من أمر الله ما ترى ، فإلى من توصي بي ؟

وما تأمرني به ؟ قال : والله ما أعلم ، أي بني ، إلا رجلاً بنصيبين.

فلما دفناه لحقت بالآخر ، فأقمت عنده على مثل حالهم حتى حضره الموت ، فأوصى بي إلى رجل من أهل

عمورية بالروم ، فأتيته فوجدته مثل حالهم ، واكتسبت حتى كان لي غنيمة وبقيرات.

ثم احتضر فكلمته إلى من يوصي بي ؟ قال : أي بني ! والله ما أعلمه بقي أحد على مثل ما كنا عليه آمرك أن

تأتيه ، ولكن قد أظلك زمان نبي يبعث من الحرم ، مهاجره بين حرتين إلى أرض سبخة ذات نخل ، وإن فيه

علامات لا تخفى ، بين كتفيه خاتم النبوة ، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ، فإن استطعت أن تخلص إلى تلك

البلاد فافعل ، فإنه قد أظلك زمانه.

فلما واريناه ، أقمت حتى مر بي رجال من تجار العرب من كلب ، فقلت لهم : تحملوني إلى أرض العرب ،

وأعطيكم غنيمتي وبقراتي هذه ؟ قالوا : نعم. فأعطيتهم إياها وحملوني ، حتى إذا جاءوا بي وادي القرى ،

ظلموني ، فباعوني عبداً من رجل يهودي بوادي القرى. فوالله لقد رأيت النخل ، وطمعت أن يكون البلد الذي

نعت لي صاحبي.

وما حقت عندي حتى قدم رجل من بني قريظة وادي القرى ، فابتاعني من صاحبي ، فخرج بي حتى قدمنا

المدينة. فوالله ماهو إلا أن رأيتها ، فعرفت نعتها.

فأقمت في رقي ، وبعث الله نبيه ، صلى الله عليه وسلم ، بمكة لا يذكر لي شيء من أمره مع ما أنا فيه من

الرق ، حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء ، وأنا أعمل لصاحبي في نخلة له ، فوالله إني لفيها إذ

جاءه ابن عم له ، فقال : يا فلان قاتل الله بني قيلة ، والله إنهم الآن لفي قباء مجتمعون على رجل جاء من مكة

يزعمون أنه نبي.

فو الله ما هو إلا أن سمعتها فأخذتني العُرَواء – يقول الرعدة – حتى ظننت لأسقطن على صاحبي.

ونزلت أقول : ما هذا الخبر ؟

فرفع مولاي يده فكلمني لكمة شديدة ، وقال : مالك ولهذا ، أقبل على عملك. فقلت : لا شيء ، إنما سمعت

خبراً ، فأحببت أن أعلمه.

فلما أمسيت ، وكان عندي شيء من طعام ، فحملته وذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو بقباء ،

فقلت له : بلغني أنك رجل صالح ، وأن معك أصحاباً لك غرباء ، وقد كان عندي شيء من الصدقة فرأيتكم

أحق من بهذه البلاد ، فهاك هذا ، فكل منه.

قال : فأمسك ، وقال لأصحابه : كلوا. فقلت في نفسي : هذه خلة مما وصف لي صاحبي.

ثم رجعت ، وتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فجمعت شيئاً كان عندي ثم جئته به فقلت :

إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة ، وهذه هدية. فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأكل أصحابه ، فقلت :

هذه خلتان.

ثم جئت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يتبع جنازة علي شملتان لي وهو في أصحابه ، فاستدرت أنظر

إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف.

فلما رآني استدبرته عرف أني أتثبت في شي وصف لي ، فألقى رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم فعرفته ،

فانكببت عليه أقبله وأبكي.

فقال لي : تحول : فتحولت ، فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يا ابن عباس ، فأعجب رسول الله

(صلى الله عليه وسلم) ، أن يسمع ذلك أصحابه.

ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر وأحد.

ثم قال رسول الله : كاتب يا سلمان. فكاتبت صاحبي على ثلاث مئة نخلة أحييها له بالفقير وبأربعين أوقية.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأصحابه سلمان الفارسي Icon_sadأعينوا أخاكم) فأعانوني بالنخل ، الرجل بثلاثين ودية –

الودي : صغار الفسيل- ، والرجل بعشرين ، والرجل بخمس عشرة ، حتى اجتمعت الرجل بثلاثين ودية ،

والرجل بعشرين ، والرجل بخمس عشرة ، حتى اجتمعت ثلاث مئة ودية.

فقال سلمان الفارسي Icon_sadاذهب يا سلمان ففقر لها ، فإذا فرغت فائتني أكون أنا أضعها بيدي ) ففقرت لها وأعانني أصحابي ،

حتى إذا فرغت منها جئته وأخبرته ، فخرج معي إليها نقرب له الوديّ ، ويضعه بيده ، فوالذي نفس سلمان بيده

ما ماتت منه ودية واحدة. فأديت النخل ، وبقي علي المال ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بمثل بيضة

دجاجة من ذهب من بعض المغازي. فقال : ((ما فعل الفارسي المكاتب))؟ فدعيت له ،

فقال سلمان الفارسي Icon_sadخذها فأد بها ما عليك)) قلت:وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي؟ قال:خذها فإن الله سيؤدي بها عنك.

فأخذتها فوزنت لهم منها أربعين أوقية ، وأوفيتهم حقهم وعتقت ، فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

الخندق حراً ، ثم لم يفتني معه مشهد.

- عن عائذ بن عمرو أن أبا سفيان مر على سلمان وبلال وصهيب في نفر فقالوا : ما أخذت سيوف الله من

عنق عدو الله مأخذها. فقال أبوبكر تقولون هذا لشيخ قريش وسيدها ! ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم ،

فأخبره ، فقال سلمان الفارسي Icon_sadيا أبا بكر ! لعلك أغضبتهم ، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك)فأتاهم أبوبكر

فقال : يا إخوتاه أغضبتكم ؟ قالوا : لا يا أبابكر ، يغفر الله لك.

-عن أبي البختري قال: قيل لعلي : أخبرنا عن اًصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم)؟

قال : عن أيهم تسألون ؟ قيل : عن عبدالله ، قال : علم القرآن والسنة ثم انتهى ، وكفى به علماً عجز عنه.

قالوا : أبو موسى ؟ قال صبغ في العلم صبغة ، ثم خرج منه. قالوا : حذيفة ؟ قال : أعلم أصحاب محمد

بالمنافقين. قالوا : سلمان ؟ قال : أدرك العلم الأول ، والعلم الآخر ، بحر لا يدرك قعره ، وهو منا أهل

البيت. قالوا : فأنت يا أمير المؤمنين ؟ قال : كنت إذا سألت أعطيت ، وإذا سكت ابتديت.

- عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم ، تلا هذه الآية : (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم).

قالوا: يا رسول الله ! من هؤلاء ؟ قال : فضرب على فخذ سلمان الفارسي ثم قال :

(هذا وقومه ، ولو كان الدين عند الثريا لتناوله رجال من الفرس).

- عن أبي البختري قال : جاء الأشعث بن قيس وجرير بن عبدالله ، فدخلا على سلمان في خص فسلما وحيياه

، ثم قالا : أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : لا أدري. فارتابا قال : إنما صاحبه من دخل

معه الجنة. قالا : جئنا من عند أبي الدرادء ، قال : فأين هديته ؟ قالا : ما معنا هدية. قال : اتقيا الله ، وأديا

الأمانة ، ما أتاني أحد من عنده إلا بهدية ، قالا : لا ترفع علينا هذا ، إن لنا أموالا فاحتكم ، قال : ما أريد إلا

الهدية ، قالا : والله ما بعث معنا بشيء إلا أنه قال : إن فيكم رجلاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا

خلا به لم يبغ غيره ، فإذا أتيتماه ، فأقرئاه مني السلام.

قال : فأي هدية كنت أريد منكما غير هذه ؟ وأي هدية أفضل منها ؟

- عن طارق بن شهاب عن سلمان قال : إذا كان الليل ، كان الناس منه على ثلاث منازل : فمنهم من وله

ولا عليه ، ومنهم من عليه ولا له ، ومنهم من لا عليه ولا له ! فقلت : وكيف ذاك ؟ قال : أما من له ولا عليه

فرجل اغتنم غفلة الناس وظلمة الليل فتوضأ وصلى ، فذاك له ولا عليه ، ورجل اغتنم غفلة الناس وظلمة الليل

فمشى في معاصي الله ، فذاك عليه ولا له ، ورجل نام حتى أصبح ، فذاك لا له ولا عليه.

- قال طارق : فقلت : لأصحبن هذا. فضرب على الناس بعث ، فخرج فيهم ، فصحبته وكنت لا أفضله في

عمل ، إن أنا عجنت خبز وإن خبزت طبخ ، فنزلنا منزلاً فبتنا فيه ، وكانت لطارق ساعة من الليل يقومها ،

فكنت أتيقظ لها فأجده نائماً ، إلا أنه كان إذا تعار من الليل قال وهو مضطجع : سبحان الله ، والحمدلله ،

ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير.

حتى إذا كان قبيل الصبح قام فتوضأ ثم ركع أربع ركعات. فلما صلينا الفجر قلت : يا أبا عبدالله ! كانت لي

ساعة من الليل أقومها وكنت أتيقظ لها فأجدك نائماً ، قال : يا ابن أخي ! فإيش كنت تسمعني أقول ؟ فأخبرته ،

فقال : يا ابن أخي تلك الصلاة ، إن الصلوات الخمس كفارات لما بينهن ما اجتنبت المقتلة ، يا ابن أخي عليك

بالقصد فإنه أبلغ.

- عن أبي وائل قال : ذهبت أنا وصاحب لي إلى سلمان ، فقال : لولا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ،

نهانا عن التكلف ، لتكلفت لكم. فجاءنا بخبز وملح. فقال صاحبي : لو كان في ملحنا صعتر.

فبعث سلمان بمطهرته ، فرهنها فجاء بصعتر ، فلما أكلنا ، قال صاحبي : الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا ،

فقال سلمان : لو قنعت لم تكن مطهرتي مرهونة.

- عن أنس قال : دخل سعد وابن مسعود على سلمان عند الموت ، فبكى فقيل له : ما يبكيك ؟

قال : عهد عهده إلينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، لم نحفظه.

قال سلمان الفارسي Icon_sadليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب).

وأما أنت يا سعد فاتق الله في حكمك إذا حكمت ، وفي قسمك إذا قسمت ، وعند همك إذا هممت.

قال ثابت : فبلغني أنه ما ترك إلا بضعة وعشرين درهم نفيقة كانت عنده.

- مات سلمان في خلافة عثمان بالمدائن.

- قال العباس بن يزيد البحراني : يقول أهل العلم : عاش سلمان ثلاث مئة وخمسين سنة ،

فأما مئتان وخمسون ، فلا يشكون فيه.

ومجموع أمره وأحواله ، وغزوه ، وهمته ، وتصرفه ، وسفه للجريد ، وأشياء مما تقدم ينبئ ، بأنه ليس بمعمر

ولا هرم. فقد فارق وطنه وهو حدث ، ولعله قدم الحجاز وله أربعون سنة أو أقل ، فلم ينشب أن سمع بمبعث

النبي (صلى الله عليه وسلم) ، ثم هاجر ، فلعله عاش بضعاً وسبعين سنة.

وما أراه بلغ المئة. فمن كان عنده علم ، فليفدنا. وقد نقل طول عمره أبو الفرج بن الجوزي وغيره.

وما علمت في ذلك شيئاً يركن إليه.

- عن ثابت البناني قال : لما مرض سلمان ، خرج سعد من الكوفة يعوده ، فقدم ، فوافقه وهو في الموت

يبكي ، فسلم وجلس ، وقال : ما يبكيك يا أخي ؟ ألا تذكر صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

ألا تذكر المشاهد الصالحة.

قال:والله ما يبكيني واحدة من اثنتين:ما أبكى حباً بالدنيا ولا كراهية للقاء الله. قال سعد :فما يبكيك بعد ثمانين ؟

قال : يبكيني أن خليلي عهد إلي عهداً قال سلمان الفارسي Icon_sadوليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب ) وإنا خشينا أنا

قد تعدينا. رواه بعضهم عن ثابت ، فقال : عن أبي عثمان ، وإرساله أشبه ، قاله أبو حاتم ، وهذا يوضح ذلك

أنه من أبناء الثمانين.

- قال الذهبي : وقد ذكرت في تاريخي الكبير أنه عاش مئتين وخمسين سنة ، وأنا الساعة لا أرتضي ذلك

ولا أصححه.