آل العارف / القدس الشريف
• عارف العارف أصدر أول جريدة عربية بعد خضوع فلسطين للإحتلال البريطاني أسماها " سوريا الجنوبية " إيمانا منه بوحدة الأردن وفلسطين .
• عارف العارف مكث عامين أسيرا لدى الروس تعلم خلالهما اللغتين الروسية والألمانية . وكان يتقن اللغات التركية ، والفرنسية والعبرية والإنجليزية إلى جانب لغته الأم العربية .
• عارف العارف حصل على الدكتوراه في الإقتصاد السياسي من جامعة إسطنبول .
• عارف العارف من مؤسسي جمعية النهضة الفلسطينية والجمعية العربية الفلسطينية دفاعا عن القضية الفلسطينية .
• عارف العارف فرََََََّّّ من أسر الروس مع واحد وعشرين أسيرا عربيا ليلتحقوا بالثورة العربية الكبرى ، وسلكوا طريق منشوريا فاليابان فالصين فالهند إلى أن وصلوا بعد عدة أشهر إلى بلدانهم .

عارف العارف 
شغل الدكتورعارف العارف منصب السكرتير العام لحكومة الرئيس حسن خالد أبو الهدى الصيادي المشكـَّـلة في 26/6/1926م منتدبا من حكومة الانتداب البريطاني في فلسطين ، ثم شغل منصب وزير الأشغال العامة في حكومة الرئيس هزاع المجالي المشكـَّـلة في 15/12/1955م والتي استقالت في 20/12/1955م أي بعد ستة أيام من تشكيلها .
وينتمي الوزير عارف العارف إلى عائلة مقدسية كان أبناؤها يتداولون أرفع المراكز في المؤسسات المقدسية ، وكان الوزير عارف العارف رئيسا لبلدية القدس في فترة من الفترات لعدة مرات ، وقد ولد في القدس في عام 1892م وأتم دراسته الابتدائية فيها ، ثم سافر وهو ما يزال فتى صغير إلى إسطنبول ليكمل دراسته الثانوية فيها ، ثم أكمل فيها دراسته الجامعية وتخرج من جامعتها التي كانت تسمى آنذاك " دار الفنون " في عام 1914م ، وكان أثناء دراسته في إسطنبول يعمل في جريدة تركية تصدر فيها إسمها " بيام " ، وعندما حصل على درجة الدكتوراه من جامعة إسطنبول في الاقتصاد السياسي انتدب للعمل في ديوان الترجمة في وزارة الخارجية العثمانية التي كانت الأمور فيها قد آلت إلى حزب الاتحاد والترقي التي كانت على علاقات وطيدة بالصهيونية العالمية وبالمحافل الماسونية .
ولعل أبرز المحطات في مسيرة حياة الدكتور عارف العارف قصة أسره في روسيا ، فعندما كان يدرس في جامعة إسطنبول اندلعت الحرب بين الأتراك والروس ، فعمدت حكومة الإتحاديين إلى تجنيد طلاب الجامعات وإرسالهم إلى جبهة الحرب مع روسيا بعد تدريبهم وكان عارف العارف واحدا من الآلاف الذين زجَّ بهم في تلك الحرب ، وكان من حسن طالعه أن يكون واحدا من أحد عشر عسكريا بقوا أحياءا بعد أن أباد الروس كتيبة كاملة من الجيش التركي ، فوقع أسيرا وأمضى فترة أسره في سيبريا في ظروف لا يتحملها إلا أولو العزم من الرجال وبقي أسيرا من عام 1915م إلى عام 1917م حين هرب مع عدد من الأسرى العرب ليلتحق بالثورة العربية الكبرى التي أعلنها الملك الشريف الحسين بن علي على حكومة الاتحاد والترقــَّـي التي أبدت حقدا عنصريا ضد كل الأجناس التي لا تنتمي إلى العنصر التركي التي كانت تحت سلطة الدولة العثمانية .
وفي أثناء مكوثه في معسكرالأسر الذي أقيم على مقربة من مدينة " تراسنويارسك " الروسية ( 1915 – 1917م ) استطاع عارف العارف تعلم عدة لغات من لغات الأسرى الذين أزدحم بهم السجن ، فتعلم الألمانية واتقنها ، كما تعلم الروسية من مخالطته للحراس الروس ، وكان يتقن أيضا اللغة التركية ، والفرنسية والعبرية والإنجليزية إلى جانب لغته الأم العربية .
واستغرقت رحلة فرار عارف العارف مع واحد وعشرين أسيرا عربيا من معسكر الأسر الروسي عدة أشهر قبل أن يصل إلى القدس ، فقد اضطرَّ العارفورفاقه إلى سلوك طريق منشوريا فاليابان فالصين فالهند إلى أن وصلوا إلى البحر الأحمر حيث تفرَّقوا من هناك إلى بلادهم .
وبعد عودته من الأسر واستقراره في القدس اندمج عارف العارف بالعمل الوطني مع رجالات الحركة الوطنية الفلسطينية الذين كان يذكي حماسهم للعمل الوطني ما كانوا يشعرون به من خيبة أمل بعد انقشاع حلمهم بتحقيق الاستقلال لفلسطين وبقية البلدان العربية بسبب غدر الإنجليز بالشريف الحسين بن علي ونكثهم لعهودهم التي قطعوها له بمساعدة العرب على توحيد بلادهم تحت ظل دولة عربية موحدة بزعامته مما أدى بدلا من أن تستقل إلى وقوعها تحت سيطرة المستعمرين الإنجليز الذين كانوا يجاهرون بدعم المخططات الصهيونية لإقامة وطن لليهود في فلسطين على حساب شعبها العربي ، وعندما اندلعت أول اضطرابات بين العرب واليهود في موسم النبي موسى عليه السلام وسقط فيها عدد من القتلى اليهود ، سارع الإنجليز إلى القبض على عارف العارف بتهمة التحريض على الاضطرابات ، ولكنه تمكن من الفرار من سجن الإنجليز برفقة الحاج أمين الحسيني ، ولم تلبث محكمة عسكرية إنجليزية أن حكمت عليهما بالسجن لمدة عشر سنوات حكما غيابيا ، ويقال إن الحكم كان بالإعدام ثم خفض إلى السجن لعشر سنوات .
وعندما أعلن هيربرت صموئيل المندوب السامي البريطاني في فلسطين وهو من أصل يهودي وكان يتبنى الطروحات الصهيونية العفو عن رجالات الحركة الوطنية الفلسطينية الذين أدانتهم محاكم إنجليزية بجرائم سياسية ، استثنى من العفو كلا من الحاج أمين الحسيني وعارف العارف اللذين كانا في حينه في سوريا يعملان للقضية الفلسطينية من خلال " الجمعية العربية الفلسطينية " التي أسَّساها مع عدد من رجالات الحركة العربية الوطنية والتي كان عارف العارفسكرتيرها العام ، ولما أحكم المستعمرون الفرنسيون السيطرة على سوريا وأسقطوا الحكومة العربية الفيصلية لجأ عارف العارف إلى شرقي الأردن ثم عاد إلى القدس بعد صدور عفو عنه ، وأسس فيها في عام 1920م مع الحاج أمين الحسيني ورفيق التميمي ومحمد عزة دروزه ومعين الماضي " جمعية النهضة الفلسطينية " ليعملوا من خلالها للقضية الفلسطينية .
وفي عام 1921م خيَّره المستعمرون الإنجليز بين قبول الوظيفة في حكومة الانتداب أو النفي خارج فلسطين ، فاشترط عليهم لقبول الوظيفة ليبقى في وطنه قريبا من الأحداث أن يبقى على قناعته بمبادئه السياسية والوطنية فوافقوه على شرطه ، فعمل في الوظيفة سبعا وعشرين عاما من عام 1921م إلى عام 1948م ، شغل خلالها مناصب مختلفة منها قائمقام جنين ونابلس ويافا وبيسان ، وفي عام 1926م انتدبته حكومة الانتداب ليعمل في حكومة إمارة شرقي الأردن التي كانت تسمى " حكومة الشرق العربي " سكرتيرا عاما للحكومة لمدة ثلاث سنوات .
ولعل أثمن ما قدمه الوزير عارف العارف للقضية العربية والإسلامية بشكل عام وللقضية الفلسطينية بشكل خاص ما كان يبديه من جلد وكفاءة وصبر في تدوين الأحداث التي كانت تمر بها قضية فلسطين والقضايا العربية والإسلامية ، حتى ليكاد يكون من أكثر رجالات الحركة العربية الوطنية اهتماما جادا بتوثيق الأحداث وتسجيلها ، ولا تزال ، وستبقى مؤلفاته الموسوعية المرجعية عن القضية الفلسطينية بشكل خاص المرجع الأهم في دراسة أوضاع القضية الفلسطينية وأوضاع الأمة العربية منذ بدايات الصراع الإسلامي / العربي / الفلسطيني . 
وكان الدكتور عارف العارف يتمتع بقدرات صحافية مكنته من ممارسة مهنة الصحافة حتى في أحلك الظروف ، ففي أثناء وجوده في الأسر في روسيا أصدر مجلة هزلية للترويح عن الأسرى العرب أطلق عليها اسم " ناقة الله " ، وربما استفاد من تحرير مجلته من الخبرة التي استفادها أثناء عمله في جريدة " بيام " التركية أثناء دراسته الجامعية في استانبول (1914) ، وبعد هروبه من الأسر واستقراره في القدس أصدر الدكتور عارف العارف بالاشتراك مع الصحافي حسين البديري في 8 /9 1919 م جريدة أطلقا عليها اسم " سوريا الجنوبية " وطفقا من خلالها يروجون المبادئ الوطنية وفي مقدمتها الدعوة لاستقلال بلدان سوريا الجنوبية ( الأردن وفلسطين) ، والدعوة لتوحيد جناحي سوريا الطبيعية ، سوريا الشمالية ( سوريا ولبنان ) وسوريا الجنوبية ( الأردن وفلسطين ) لتكون وحدة سوريا الطبيعية نواة لوحدة عربية كاملة توحد جميع بلدان الوطن العربي ، بالإضافة إلى قيامهما بإذكاء الروح الوطنية ضد المستعمرين الإنجليز والفرنسيين وضد المخططات الصهيونية لإقامة وطن لليهود في فلسطين ، وكانت جريدة " سوريا الجنوبية " أول جريدة عربية تصدر في القدس بعد سقوط فلسطين تحت سيطرة المستعمرين الإنجليز بعد خروج الأتراك منها ، وكانت جريدة "سوريا الجنوبية " تنطق باسم " النادي العربي " الذي كان العارف من مؤسسيه ، والذي كان أقرب أن يكون حزبا سياسيا من كونه ناديا رياضيا وثقافيا ، وكان شعار النادي عبارة من كلمتين هما " أرضنا لنا ". 

 

ومن أبرز ما تركه الوزير عارف العارف للمكتبة العربية هذه المؤلفات : 
كتاب القضاء بين البدو ( 1933م ) ، كتاب تاريخ بئر السبع ( 1934م) ، كتاب تاريخ غزة ( 1943م ) ، كتاب الموجز في تاريخ عسقلان ( 1943م ) ، كتاب تاريخ الحرم القدسي ( 1947م) ، كتاب المسيحية في القدس ( 1951م) ، كتاب الموجز في تاريخ القدس ( 1953م)، كتاب تاريخ قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك (1955م) ، كتاب رؤياي ( الطبعة الأولى 1943 – الطبعة الثانية 1957م ) ، كتاب النكبة – الجزء الأول ( 1956م)، الجزء الثاني ( 1957م) ، الجزء الثالث (1958م) ، الجزء الرابع ( 1959م ) ، الجزء الخامس (1960م) ، كتاب النكبة في صور ( 1960م) ، كتاب المفصل في تاريخالقدس ( 1961م) ، كتاب سجل الخلود (1961م) ، بالإضافة للعديد من الكتب بلغات أجنبية .
وقد قام مركز الأبحاث الفلسطيني بجمع العديد من كتابات الوزير عارف العارف ونشرها في إصدارات حملت الأسماء التالية : 
من أوراق عارف العارف ، مآخذي على الحكم الإسرائيلي ، مأساة وادي اللطرون ، الدور والمنازل العربية التي هدمت في فلسطين ، غزة نافذة على الجحيم ، مأساة البدو في قطاع غزة ، الفدائيون ، المبعدون عن بلادهم ، وسائل الإعلام ، المعذبون في السجون ، الهيئة الإسلامية ، أحداث الساحرة ، المساعي السلمية ، الحرب الأهلية في عمان ، الجيش الأردني ، الدول العربية مصر وسوريا والأردن ، الشهداء الخالدون ، اللاجئون ، المحكومون في السجون ، أحداث رفح ومأساة البدو من أهلها ، مأساة قريتي أقرت وكفر برعم .
نسب آل العارف
يورد كتاب ( معجم العشائر الفلسطينية ) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب أسماء ست عائلات فلسطينية تحمل إسم عارف دون إعطاء تفاصيل عن أصولها وجذورها وتتوزع في حوسان ودير العصون وبرقة ويعبد والشجاعية وأبو ديس ، ويورد إسمي عائلتين تحملان إسم العارف إحداهما في الدهيشة والأخرى في القدس الشريف ويذكر أن الوزير عارف العارف ينتمي إليها ، ولكن دون إعطاء معلومات عن جذورها .
ويكتفي كتاب ( قاموس العشائر في الأردن وفلسطين ) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري بإيراد إسم عالة تحمل إسم عارف دون إعطاء معلومات عن جذورها أو مكان سكنها .
وتحدث كتاب ( بلادنا فلسطين ) لمؤلفه المؤرخ مصطفى مراد الدبَّاغ في مواضع كثيرة عن الوزير عارف العارف ومواقفه الوطنية وإنجازاته الأدبية والصحفية ، ولكنه لم يتحدث عن أصول عائلته .