من أسرار القرآن

د‏.‏ زغلـول النجـار

(271‏ ـ ب‏)‏قتل أصحاب الأخدود‏(‏البروج‏:4)‏

هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في مطلع سورة البروج‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وآياتها اثنتان وعشرون‏(22)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لاستهلالها بقسم من الله ـ تعالي ـ يقول فيه‏:‏ والسماء ذات البروج‏.‏

ويدور المحور الرئيسي لهذه السورة المباركة حول قضية العقيدة الإسلامية‏,‏ شأنها في ذلك شأن كل السور المكية‏,‏ مركزة علي حادثة أصحاب الأخدود كنموذج لتجبر أهل الباطل علي أهل الحق‏,‏ ولثبات أهل الحق علي إيمانهم بالله الواحد الأحد‏,‏ الفرد الصمد‏,‏ مهما بلغت فتن الباطل وأهله‏,‏ انطلاقا من اليقين الراسخ بأن خالق الخلق وموجد الوجود كله هو رب هذا الكون ومليكه‏,‏ وأنه لا سلطان لمخلوق بجوار سلطان الله العزيز الحميد الذي أقسم بعظيم قدرته‏,‏ وبطلاقة إرادته علي معاقبة كل من يؤذي عبدا من عباده الموحدين‏,‏ وهذا القسم الإلهي المطلق يشمل الزمان والمكان إلي قيام الساعة‏.‏

هذا‏,‏ وقد سبق لنا استعراض سورة البروج‏,‏ وما جاء فيها من ركائز العقيدة‏,‏ والإشارات العلمية والتاريخية‏,‏ ونركز هنا علي ومضة الإعجاز التاريخي في وصف حادثة أصحاب الأخدود‏..‏

من جوانب الإعجاز التاريخي في ذكر القرآن الكريم حادثة أصحاب الأخدود

أولا‏:‏ رواية رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ للواقعة‏:‏
في شرح هذه الواقعة أخرج الإمام مسلم عن صهيب أن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ قال‏:‏ كان ملك فيمن كان قبلكم‏,‏ وكان له ساحر‏,‏ فلما كبر قال للملك‏:‏ إني قد كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر‏,‏ فبعث إليه غلاما يعلمه‏,‏ فكان في طريقه‏,‏ إذا سلك‏,‏ راهب‏,‏ فقعد إليه وسمع كلامه‏,‏ فأعجبه‏,‏ فكان إذا أتي الساحر مر بالراهب وقعد إليه‏,‏ فإذا أتي الساحر ضربه‏,‏ فشكا ذلك إلي الراهب‏,‏ فقال‏:‏ إذا خشيت الساحر فقل‏:‏ حبسني أهلي‏,‏ وإذا خشيت أهلك فقل‏:‏ حبسني الساحر‏.‏ فبينما هو كذلك إذ أتي علي دابة عظيمة قد حبست الناس‏,‏ فقال‏:‏ اليوم أعلم ألساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرا فقال‏:‏ اللهم‏!‏ إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة‏,‏ حتي يمضي الناس‏,‏ فرماها فقتلها‏,‏ ومضي الناس‏,‏ فأتي الراهب فأخبره‏,‏ فقال له الراهب‏:‏ أي بني‏!‏ أنت اليوم أفضل مني‏,‏ قد بلغ من أمرك ما أري‏,‏ وإنما ستبتلي‏,‏ فإن ابتليت فلا تدل علي‏.‏ وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء‏,‏ فسمع به جليس للملك كان قد عمي‏,‏ فأتاه بهدايا كثيرة‏,‏ فقال‏:‏ ما هاهنا لك أجمع‏,‏ إن أنت شفيتني‏,‏

فقال الغلام‏:‏ إني لا أشفي أحدا‏,‏ إنما يشفي الله‏,‏ فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك‏,‏ فأمن بالله‏,‏ فشفاه الله‏,‏ فأتي الملك فجلس إليه كما كان يجلس‏,‏ فقال له الملك‏:‏ من رد عليك بصرك؟ قال‏:‏ ربي‏,‏ قال‏:‏ أولك رب غيري؟ قال‏:‏ ربي وربك الله‏,‏ فأخذه فلم يزل يعذبه حتي دل علي الغلام‏,‏ فجيء بالغلام‏,‏ فقال له الملك‏:‏ أي بني‏!‏ قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل‏,‏ فقال‏:‏ إني لا أشفي أحدا‏,‏ إنما يشفي الله‏,‏ فأخذه فلم يزل يعذبه حتي دل علي الراهب‏,‏ فجيء بالراهب‏,‏ فقيل له‏:‏ ارجع عن دينك‏,‏ فأبي فدعا بالمنشار‏,‏ فوضع المنشار في مفرق رأسه‏,‏ فشقه به حتي وقع شقاه‏,‏ ثم جيء بجليس الملك فقيل له‏:‏ ارجع عن دينك فأبي‏,‏ فوضع المنشار في مفرق رأسه‏,‏ فشقه به حتي وقع شقاه‏,‏ ثم جيء بالغلام فقيل له‏:‏ ارجع عن دينك‏,‏ فأبي‏,‏ فدفعه إلي نفر من أصحابه فقال‏:‏ اذهبوا به إلي جبل كذا وكذا‏,‏ فاصعدوا به الجبل‏,‏ فإذا بلغتم ذروته‏,‏ فإن رجع عن دينه‏,‏ وإلا فاطرحوه‏.‏ فذهبوا به فصعدوا به الجبل‏,‏ فقال الغلام‏:‏ اللهم‏!‏ اكفنيهم بما شئت‏,‏ فرجف بهم الجبل فسقطوا‏,‏ وجاء يمشي إلي الملك‏,‏

فقال له الملك‏:‏ ما فعل أصحابك؟ قال‏:‏ كفانيهم الله‏,‏ فدفعه إلي نفر من أصحابه فقال‏:‏ اذهبوا به فاحملوه في قرقور‏,‏ فتوسطوا به البحر‏,‏ فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه‏,‏ فذهبوا به‏,‏ فقال‏:‏ اللهم اكفنيهم بما شئت فانكفأت بهم السفينة فغرفوا‏,‏ وجاء يمشي إلي الملك‏,‏ فقال له الملك‏:‏ ماذا فعل أصحابك؟ فقال‏:‏ كفانيهم الله‏,‏ ثم قال للملك‏:‏ إنك لست بقاتلي حتي تفعل ما آمرك به‏,‏ قال الملك‏:‏ وما هو؟ قال الغلام‏:‏ تجمع الناس في صعيد واحد‏,‏ وتصلبني علي جذع‏,‏ ثم خذ سهما من كنانتي‏,‏ ثم ضع السهم في كبد القوس‏,‏ ثم قل‏:‏ باسم الله‏,‏ رب الغلام‏,‏ ثم ارمني‏,‏ فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني‏.‏ فجمع الملك الناس في صعيد واحد‏,‏ وصلب الغلام علي جذع‏,‏ ثم أخذ سهما من كنانته‏,‏ ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال‏:‏ باسم الله‏,‏ رب الغلام‏,‏ ثم رماه فوضع السهم في صدغه‏,‏ فوضع الغلام يده في صدغه في موضع السهم‏,‏ فمات‏,‏ فقال الناس‏:‏ آمنا برب الغلام‏,‏ آمنا برب الغلام‏,‏ آمنا برب الغلام‏,‏ فأبي الملك فقيل له‏:‏ أرأيت ما كنت تحذر؟ قد‏,‏ والله‏!‏ نزل بك حذرك‏,‏ قد آمن الناس‏.‏ فأمر الملك بالأخدود بأفواه السكك فخدت وأضرم النيران‏.‏

وقال‏:‏ من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها‏,‏ أو قيل له‏:‏ اقتحم‏,‏ ففعلوا حتي جاءت امرأة ومعها صبي لها‏,‏ فتقاعست أن تقع فيها‏,‏ فقال لها الغلام‏:‏ يا أمه‏!‏ اصبري‏,‏ فإنك علي الحق‏(‏ صحيح مسلم‏:‏ المعجم‏3005/17).‏

ثانيا‏:‏ رواية المؤرخين عن الواقعة‏:‏
تروي لنا كتب التاريخ أنه في القرن السادس الميلادي حكم بلاد اليمن أحد ملوك حمير باسم ذو نواس‏,‏ وكان كافرا مشركا‏,‏ متجبرا متغطرسا‏,‏ وإن نسب نفسه إلي الديانة اليهودية‏.‏ وكان من شدة عدوانيته أنه أراد إكراه الناس من حوله علي اعتناق دينه المحرف والقائم علي عبادته هو من دون الله الخالق البارئ المصور‏.‏ علما بأن اليهودية بعد أن تم تحريفها قامت علي العنصرية المقيتة التي لا تقبل أحدا من غير الأصول اليهودية التي يعتقدون بعلوها فوق غيرها من الأعراق انطلاقا من دعواهم الكاذبة بأنهم شعب الله المختار‏,‏ وأبناء الله وأحباؤه‏,‏ وأن باقي البشر عبارة عن حيوانات خلقت في هيئة آدمية حتي يكونوا لائقين للقيام بخدمة اليهود‏.‏

وانطلاقا من عدوانية ذي نواس شن عددا من الحروب علي جيرانه‏,‏ وكان من أبرزهم زعيم باسم ذي الشنائر انتصر عليه وقتله‏,‏ وبالتالي وطد ذو نواس ملكه في صنعاء‏,‏ وفرض معتقداته المحرفة علي كل اليمن‏.‏ ثم بلغه أن رسالة التوحيد التي دعا إليها نبي الله المسيح عيسي ابن مريم ـ عليهما السلام ـ قد وصلت إلي أهل نجران‏,‏ وقد آمن بها غالبية الناس حتي من كان منهم علي دين اليهود‏,‏ وعلي أثر هذا الخبر قرر ذو نواس أن ينكل بالذين آمنوا تنكيلا شديدا حتي ينفضوا عن إيمانهم بالله ـ تعالي ـ ويعودوا إلي معتقداته المحرفة‏,‏ وبالفعل جهز جيشا جرارا‏,‏ وخرج علي رأسه إلي نجران فحاصرها حصارا شديدا حتي استسلم أهلها‏,‏ فأرعبهم بقواته التي استباحت الأرض ومن عليها‏,‏ ثم جمع زعماء المدينة وخيرهم بين الردة عن الإيمان بالله أو القتل حرقا بالنيران‏,‏ فرفض غالبية المؤمنين الردة إلي الشرك بالله ـ تعالي ـ فأمر ذو نواس بحفر أخدود عميق علي هيئة حفرة مستطيلة كبيرة ملئت بالحطب وأضرمت فيها النيران حتي تأججت‏.‏ ثم جاء ذو نواس وزبانيته من الحاشية والجنود وجلسوا علي حافة هذا الأخدود المتأجج بالنيران‏,

ثم نودي علي كل مؤمن ومؤمنة‏,‏ ليساوموا كل فرد منهم علي دينه‏,‏ ومن يرفض يلقي وسط النيران حيا ليموت أمام تهليل وضحكات ذو نواس وزبانيته‏,‏ وتشفيهم بإحراق عباد الله المؤمنين بالنيران في أعماق الأخدود‏,‏ وفي ذلك يقول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ‏:‏

والسماء ذات البروج‏*‏ واليوم الموعود‏*‏ وشاهد ومشهود‏*‏ قتل أصحاب الأخدود‏*‏ النار ذات الوقود‏*‏ إذ هم عليها قعود‏*‏ وهم علي ما يفعلون بالمؤمنين شهود‏*‏ وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد‏*‏ الذي له ملك السماوات والأرض والله علي كل شيء شهيد‏*(‏ البروج‏:1‏ ـ‏9).‏

والآيات تثبت اللعنات والطرد من رحمة الله علي أصحاب الأخدود‏(‏ وهم ذو نواس وزبانيته‏)‏ وجواب القسم محذوف وتقديره‏:‏ إن كفار ومشركي قريش سوف تلحقهم لعنة أصحاب الأخدود لتشابه مواقفهم من الحق وأهله‏.‏

وبعد هذه الجريمة البشعة التي اقترفها ذو نواس وزبانيته سلط الله ـ تعالي ـ عليهم جيشا حبشيا بقيادة أبرهة الأشرم الذي غزا اليمن انتقاما لما تعرض له أهل نجران‏,‏ واستمرت الحرب عامين كاملين‏,‏ ولما يئس ذو نواس من تحقيق أي قدر من النصر نزل بجواده إلي البحر الأحمر منتحرا غارقا كي لا يقع في الأسر بأيدي أعدائه‏.‏

وبعد انتصار أبرهة الأشرم علي ذي نواس وجنده حكم اليمن باسم ملك الحبشة‏,‏ وبني بها عددا من الكنائس كان أهمها القليس بصنعاء‏,‏ كما قام بترميم سد مأرب بعد تصدعه‏,‏ وكان آخر الترميمات له‏.‏ وكان أبرهة الأشرم هو الذي قام بمحاولة فاشلة لغزو مكة المكرمة من أجل هدم الكعبة المشرفة لتحويل أنظار العرب وأموالهم إلي الأسواق التجارية في صنعاء وإلي كنيسة القليس‏.‏

ثالثا‏:‏ رواية الآثاريين عن الواقعة‏:‏
يقول الآثاريون إن الأخدود مدينة أثرية مهمة تقع في منطقة نجران في قرية تعرف باسم القابل إلي الجنوب من وادي نجران‏,‏ وإن عظام ورماد الذين أحرقوا علي أيدي ذي نواس من عباد الله المؤمنين لا تزال موجودة في هذا الأخدود حتي اليوم شاهدة علي صدق الواقعة‏.‏ ومن الثابت أن دين الله ـ تعالي ـ كان قد وصل إلي أهل اليمن علي زمن نبي الله سليمان ـ عليه السلام ـ الذي عاش في الفترة من‏(985‏ إلي‏932‏ ق‏.‏م‏)‏ وكان حكمه في الفترة من‏(969‏ إلي‏932‏ ق‏.‏م‏).‏

كذلك تدل دراسة الآثار في بقايا مملكة سبأ بجنوب اليمن علي وجود ذكر للملكة بلقيس‏(1000‏ ـ‏950‏ ق‏.‏م‏)‏ التي حكمت تلك المملكة وسافرت إلي مدينة القدس للقاء نبي الله سليمان ـ عليه السلام ـ الذي أسلمت علي يديه كما جاء في القرآن الكريم‏(‏ سورة النمل‏:22‏ ـ‏44).‏

وبناء علي إسلام ملكة سبأ آمن شعبها بالله الخالق البارئ المصور‏,‏ وانتشر التوحيد في أرض اليمن بعد أن كان أهلها يعبدون الشمس من دون الله‏.‏ وكانت مملكة سبأ أقدم الممالك العربية اليمنية‏.‏ وجاء ذكر الملكة بلقيس في بعض النقوش التي خلفها الملك سرجون ملك آشور‏(720‏ ـ‏705‏ ق‏.‏م‏),‏ كما جاء ذكر عاصمة ملكها مأرب في تلك النقوش‏.‏

وكانت صلة ملكة سبأ بنبي الله سليمان ـ عليه السلام ـ سببا في عودة التوحيد إلي شبه الجزيرة العربية من جديد‏,‏ بعد أن كان أهلها قد انحرفوا عن ملة كل من أنبياء الله هود وصالح وإبراهيم وولده إسماعيل ـ عليهم السلام ـ‏,‏ ولذلك عبدوا الأصنام والأوثان والنجوم والكواكب وغيرها‏.‏

ومن هنا أيضا شاع التوحيد الذي دعا إليه كل من أنبياء الله موسي وهارون‏,‏ وداود‏,‏ وسليمان في عدد من الجيوب في الجزيرة العربية‏,‏ وكان من أهمها أرض اليمن‏.‏ كما يشاع بأن اثنين من أبناء نبي الله سليمان قد حملا دين الله ـ سبحانه وتعالي ـ إلي بلاد الحبشة‏,‏ ومن هنا كانت صلة الأحباش بأهل اليمن‏.‏ وكان ملوك الدولة الحميرية في اليمن علي دين نبي الله موسي ـ عليه السلام ـ وكانوا يعرفون باسم‏(‏ التبابعة‏)‏ لأن اللقب‏(‏ تبع‏)‏ كان يطلق علي كل ملك من ملوكهم‏,‏ وكان أول التبابعة هو حسان بن أسعد بن أبي كرب الذي عاش في القرن العاشر قبل الميلاد‏,‏ وجعل كلا من مأرب‏(‏ حيث السد المشهور‏)‏ وظفار عاصمتين لملكه‏,‏ وينسب إليه أنه كان أول من أمر بكسوة الكعبة المشرفة‏.‏

هذا الاستعراض النبوي والتاريخي والآثاري يؤكد علي صدق الإشارة القرآنية إلي أصحاب الأخدود‏,‏ وثابت تاريخا أن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ لم يزر منطقة نجران أبدا‏,‏ فضلا عن أن أحدا من معاصريه لم يكن يعلم بتفاصيل قصة أصحاب الأخدود‏,‏ وورودها في كل من كتاب الله وسنة رسوله ـ صلي الله عليه وسلم ـ هو صورة من صور الإعجاز التاريخي في الكتاب والسنة تشهد لكل ذي بصيرة بأن القرآن الكريم لا يمكن أن يكون صناعة بشرية‏,‏ بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله‏,‏ وحفظه بعهده الذي قطعه علي ذاته العلية في نفس لغة وحيه‏(‏ اللغة العربية‏)‏ علي مدي الأربعة عشر قرنا الماضية دون أن يضاف إليه أو أن ينتقص منه حرف واحد‏,‏ وتعهد ربنا ـ تبارك وتعالي ـ بهذا الحفظ تعهدا مطلقا حتي يبقي القرآن الكريم شاهدا علي الخلق أجمعين إلي يوم الدين بأنه كلام الله الخالق‏,‏ وشاهدا للنبي الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة‏,‏ فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين‏,‏ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏.‏