القرآن وما نزل منه بمكة

عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة ، أما إقامته بالمدينة عشرًا فهذا ممّا لا خلاف فيه، وأمّا إقامته بمكة بعد النبوّة فالمشهور ثلاث عشرة سنة لأنه صلى الله عليه وسلم أُوحِيَ إليه وهو ابن أربعين سنة وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة على الصحيح.
والقرآن منه مكي ومنه مدني، فالمكي ما نزل قبل الهجرة أي بمكة، والمدني ما نزل بعد الهجرة سواء كان بالمدينة أم بغيرها من أي البلاد حتى ولو كان بمكة أو عرفة.
والسفير بين الله تعالى ومحمد صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام، كما قال تعالى: ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الاْمِينُ لله عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ) (الشعراء: 193، 194)، وقال: ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ ) (التكوير: 19 - 22) الآيات.
وقد تحداهم الله تعالى بأن يأتوا بسورة من مثله، فعجزوا، فالقرآن معجزة رسول الله الباقية إلى يوم القيامة، وقد احتوى على العلوم الكثيرة والأخبار الصادقة عن الغيوب الماضية والآتية والأحكام العادلة.
ونزل القرآن بلغة قريش وقريش خلاصة العرب، وللقرآن أسماء كثيرة منها: الفرقان والتنزيل والحديث الخ.، ومعناه: القراءة، قال ابن عباس: القرآن والقراءة واحد.
ويشتمل على 114 سورة، أطولها (البقرة) ونزل من القرآن بمكة اثنتان وثمانون سورة ونزل تمام بعضها بالمدينة وكان أول ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ الَّذِى خَلَقَ ) ثم: ( ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ) (الطارق: 1)، ثم: ( وَالضُّحَى ) (العلق: 1)، ثم: ( ييَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ) (المزمل: 1)، ثم: ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ) (المدثر: 1)، ثم فاتحة الكتاب، ثم تبت، ثم: ( إِذَا الشَّمْسُ كُوّرَتْ ) (التكوير: 1)، ثم: ( سَبِّحِ اسْمَ رَبّكَ الاَعْلَى ) (الأعلى: 1)، ثم: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ) (الليل: 1)، ثم: ( وَالْفَجْرِ ) (الفجر: 1)، ثم: ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) (الشرح: 1)، ثم: ( الرَّحْمَنِ ) (الرحمن: 1)، ثم: ( وَالْعَصْرِ ) (العصر: 1)، ثم: ( إإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) (الكوثر: 1)، ثم: ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ) (التكاثر: 1)، ثم: ( أَرَءيْتَ الَّذِى يُكَذّبُ بِالدّينِ ) (الماعون: 1)، ثم: ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ) (الفيل: 1)، ثم: ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ) (النجم: 1)، ثم: ( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) (عبس: 1)، ثم: ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (القدر: 1)، ثم: ( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ) (الشمس: 1)، ثم: ( وَالسَّمَآء ذَاتِ الْبُرُوجِ ) (البروج: 1)، ثم: ( وَالتّينِ وَالزَّيْتُونِ ) (التين: 1)، ثم: ( لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ ) (قريش: 1)، ثم: ( الْقَارِعَةُ ) (القارعة: 1)، ثم: ( لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ) (القيامة: 1)، ثم: ( وَيْلٌ لّكُلّ هُمَزَةٍ ) (الهمزة: 1)، ثم: ( وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفًا ) (المرسلات: 1)، ثم: ( ق وَالْقُرْءانِ الْمَجِيدِ ) (قلله: 1)، ثم: ( لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ) (البلد: 1)، ثم: ( وَالسَّمَآء وَالطَّارِقِ ) (الطارق: 1)، ثم: ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ) (القمر: 1)، ثم: ( ص وَالْقُرْءانِ ذِى الذّكْرِ ) (ص: 1)، ثم الأعراف، ثم
سورة الجن، ثم سورة يس، ثم: ( تَبَارَكَ الَّذِى نَزَّلَ الْفُرْقَانَ ) (الفرقان: 1)، ثم حمد الملائكة، ثم سورة مريم، ثم سورة طه، ثم طسم الشعراء، ثم طسم القصص، ثم سورة بني إسرائيل، ثم سورة يونس، ثم سورة هود، ثم سورة يوسف، ثم الحجر، ثم الأنعام، ثم الصافات، ثم لقمان، ثم حم المؤمن، ثم حم السجدة، ثم حم عسق، ثم الزخرف، ثم سبأ، ثم تنزيل الزمر، ثم حم الدخان، ثم حم الشورى، ثم حم الأحقاف، ثم والذاريات، ثم: ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ) (الغاشية: 1)، ثم سورة الكهف، ثم سورة النحل، ثم: ( إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحًا ) (نوح: 1)، ثم سورة إبراهيم، ثم: ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ ) (الأنبياء: 1)، ثم: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) (المؤمنون: 1)، ثم الرعد، ثم والطور، ثم: ( تَبَارَكَ الَّذِى بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) (الملك: 1)، ثم: ( الْحَاقَّةُ ) (الحاقة: 1)، ثم: ( سَأَلَ سَآئِلٌ ) (المعارج: 1)، ثم: ( عَمَّ يَتَسَآءلُونَ ) (النبأ: 1)، ثم: ( وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ) (النازعات: 1)، ثم: ( إِذَا السَّمَآء انفَطَرَتْ ) (الانفطار: 1)، ثم سورة الروم، ثم العنكبوت.
وعن ابن عباس أنه قال: كان القرآن ينزل مفرقًا لا ينزل سورة سورة فما نزل أولها بمكة أثبتناها بمكة، وإن كان تمامها بالمدينة وكذلك ما نزل بالمدينة وأنه كان يعرف فصل ما بين السورة والسورة إذا نزل بسم الله الرحمن الرحيم فيعلمون أن الأولى قد انقضت وابتدئ بسورة أخرى.