{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ }

{وَالْعَـدِيَـتِ ضَبْحاً * فَالمُورِيَـتِ قَدْحاً * فَالْمُغِيرَتِ صُبْحاً * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً * إِنَّ الإِنسَـنَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ * أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِى الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِى الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ}.


وَالْعَـدِيَـتِ ضَبْحاً : الخيل التي تعدو بفرسانها المجاهدين في سبيل الله تعالى إلى العدو من الكفار , المشتاقين لله تعالى ورسوله (ضبحا) الضبح صوت أنفاس الخيل إذا عدت .

فَالمُورِيَـتِ قَدْحاً : هي الخيل حين توري النار فيخرج الشرر بحوافرها إذا ضربت بها الأرض الشديدة والحجارة كالقدح بالزناد .

فَالْمُغِيرَتِ صُبْحاً : أي التي تغير على العدو وقت الصباح .

فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً : النقع الغبار الذي أثارته الخيل في وجه العدو عند الغزو .

فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً :صرن بعدوهن وسط الأعداء بعد هزيمتهم قد اجتمعن بذلك المكان جمعاً .

إِنَّ الإِنسَـنَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ : الكنود الكفور للنعمة الكثير الجحد لها .

وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ : يشهد على نفسه بالجحد والكفران لظهور أثره عليه .

وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ : المعنى أنه لحب المال قوي مجد في طلبه وتحصيله متهالك عليه .

أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِى الْقُبُورِ : أي نثر ما في القبور من الموتى وأخرجوا.

وَحُصِّلَ مَا فِى الصُّدُورِ : أي مُيز وبُين ما فيها من الخير والشر .

إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ : أي ينبغي للإنسان أن يعلم أن رب المبعثوين بهم خبير لا تخفى عليه منهم خافية في ذلك اليوم وفي غيره ويجازهم في ذلك اليوم أي فإذا علموا ذلك فلا ينبغي أن يشغلهم حب المال عن شكر ربهم وعبادته والعمل ليوم النشور .