بسم الله الرحمن الرحيم
وأصلي وأسلم على قائدي ومعلمي وحبيبي وقرة عيني محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وبعد ..
أحبتي في الله هناك الكثير من سير الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير منا لم يسمع عنها .. بسبب كونها قصص قصيرة وسريعة وفي نفس الوقت من السهل حفظها وتذكرها .. لقد أهمل الناس هذه القصص بسبب زحمة الأحداث والمعارك والغزوات والبعثات والروايات المعروفة عند الكل .. أحببت أن أتطرق لبعض هذه القصص كونها ربما تلقى إقبالا من عامة الناس وفي نفس الوقت من السهل حفظها وتذكرها ,, بعض ضعاف الإيمان قد يصيبهم الملل عندما يسمع محاضرة أو ندوة دينية وهذا ما حدث في إحدى المناسبات وهي مناسبة حفل زفاف أقيم في ليلة ماطرة حضرها لفيف من الأقارب والأصدقاء ومن بعض المدعوين .. أراد أحدهم أن يقول حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم فقام رجل كبير في السن غاضبا فقال : ما هذا حتى في مناسبات الأفراح قال الله وقال الرسول ؟؟؟؟ لقد ذقنا ذرعا من تلك الأحاديث .. فنهره الكثير من الحاضرين عندها غادر الرجل المكان ولم يعد .. وفي اليوم التالي رأى الناس حادثا مروعا في الطريق العام وعند رؤية من في المركبة اتضح انه متوفى نتيجة اصطدامه بشاحنة محملة بأسياخ الحديد ورؤوا سيخ من الحديد قد دخل في فمه والآخر في رقبته وفي صدره .. أتدرون من هو المتوفى ؟ هو الرجل الذي خرج من حفل الزفاف غاضبا بعد أن أنكر على من قال الله وقال الرسول وهذا جزاء من جنس العمل ،
هذه المقدمة والآن تعالوا معي لنعيش الأحداث التي وقعت للرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه
..
القصة الأولي وهو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمشي في الوادي والمعروف أن الوادي هو المكان الذي يقع بين جبلين وعادة ما يكون مكان منخفض وكان من عادته عليه الصلاة والسلام ينام في فترة القيلولة .. نام عليه السلام وفتح عينيه فوجد فوق رأسه أحد كفار قريش واضع سيفه في رقبته الشريفة وكان واقفا والرسول صلى الله عليه وسلم مضجعا متوسد صخرة فقال الكافر : الآن يا محمد من يجيرك مني ؟ معتقدا أن لا أبا بكر ولا عمر ولا احد من أصحابه فقد هو والرسول عليه السلام الأعزل من أي سلاح .. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : الله .. فاهتزت الأرض من تحته وسقط السيف من يده فما كان من الرسول عليه الصلاة والسلام إلا أن اخذ السيف فقال له ( والآن يا عدو الله من يجيرك مني ) فقال المشرك : عفوك ورضاك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إذا تسلم ؟ فقال له الرجل:لا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :إذا لا تجير علينا قوما ـ أي إذا قاتلنا قوم لا تقاتلنا معهم ـ قال الرجل:نعم فتركه الرسول عليه السلام .
مزاحه مع زوجاته :
كان عليه السلام رغم مشاغل الدعوة الكثيرة لديه متسعا من الوقت ليتمازح مع من حوله .. حيث كان يتسابق مع أم المؤمنين عائشة كان يسبقها مرة وتسبقه مرة .. وكان يشرب الماء من نفس مكان موضع فمها ..
من عادات المسلمين قبل كل غزوة أو معركة يرقصون رقصة الحرب وهم يهرولون على شكل دائرة مجموعة من المسلمين ويهزون أسيافهم إلى أعلى وكان الرسول ينظر إليهم من النافذة ومن خلفه أم المؤمنين عائشة تنظر إليهم متخذة الرسول صلى الله عليه وسلم ساترا لها وهو يقول : هل انتهيت .. هل انتهيت وهي ترد عليه : ليس بعد .. ليس بعد
مزاحه مع أصحابه :
في غزوة الخندق كان الرسول ومعه أصحابه وهم يحفرون الخندق وأخرج الإمام البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم يحفرون في يوم بارد ، فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ): اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة .. فاغفر للأنصار والمهاجرة )
فقالوا مجيبين: نحن الذين بايعوا محمداً
على الجهاد ما بقينا أبداً ..
مزاحه مع العامة :
كان النبي صلى الله عليه وسلم يداعب أصحابه ويقابلهم بالابتسامة وكان لا يقول إلا حقاً وإن كان مازحاً. وفي يوم من الأيام جاءت امرأة عجوز من الصحابيات إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت له: يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة، فداعبها صلى الله عليه وسلم قائلاً: إن الجنة لا تدخلها عجوز، فانصرفت العجوز باكية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للحاضرين: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول : إنَّا أنشأناهن إنشاءً فجعلناهن أبكاراً أي أنها حين تدخل الجنة سيعيد الله إليها شبابها وجمالها.. رواه الترمذي
وحدث أن امرأة جاءت تسأل عن زوجها فقال لها النبي : زوجك الذي في عينيه بياض
فبكت وظنت أن زوجها عمي...فعلمت أن العين لا تخلو من بياض .
أكتفي بهذا القدر أحبتي في الله وأسأل الله أن أكون قد وفقت لإيصال الجانب الآخر من حياة المصطفي صلى الله عليه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..