الأعمال التي تثقل الميزان يوم القيامة..! 2_curالأعمال التي تثقل الميزان يوم القيامة..! 2_cul
هناك أعمال يثقل بها الميزان يوم القيامة ، فطوبى لمن ثَقُل ميزانه في ذلك..
ومن الأعمال التي جاءت بها الأدلة ما يلي:
1- حسن الخاتمة.
وهو أثقل الأعمال في الميزان، ولكم احتجنا لهذا العمل في كثير من شؤون حياتنا - نسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق إنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا هو -، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ "
2- قول: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: "كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ " .
3- قول: الحمد لله.
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لله تَمْلأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ الله وَالْحَمْدُ لله تَمْلآنِ - أَوْ تَمْلأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ " .
4- قول: لا إله إلا الله.
ويستدل لذلك بحديث البطاقة الذي تقدَّم قريبًا، وفيه "فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ، وَالْبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ، فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ، وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ " .
ومن ذلك أيضًا؛ ما رواه أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يقُولُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ احتبسَ فَرَسًا في سَبِيلِ اللهِ، إيمانًا بِاللهِ، وتَصْدِيقًا بِوَعْدِهِ، فَإنَّ شِبَعَهُ، وَرِيَّهُ، ورَوْثَهُ، وبَوْلَهُ في مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ "
و"شبعه" بكسر أوله أي ما يشبع به، و"ريه" بكسر الراء وتشديد الياء ما يرتوي به، " ورَوْثَهُ، وبَوْلَهُ " يريد أن ما يخرج من الأرواث، والأبوال مأجور عليه، لا أنها بعينها توزن.
وبعد الميزان .. نصل إلى نهاية هذا اليوم العصيب، وانتظار النتيجة، والتأهب للمآل، والقرار -
نسأل الله حسن المآل ودار الأبرار.
وهل هو ميزان واحد، أو موازين كثيرة؟
الآيات جاء لفظ الميزان فيها مجموعًا، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ[الأنبياء: ٤٧].




وجاء لفظ الميزان في السُّنة مفردًا، كالحديث السَّابق: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُد"؛ فهل هو ميزان واحد، أو عدة موازين؟
قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله: " واختلف العلماء؛
هل هو ميزان واحد، أو متعدد؟
فقال بعضهم: متعدد حسب الأمم،
أو الأفراد، أو الأعمال؛
لأنه لم يرد في القرآن إلا مجموعًا، وأما إفراده في الحديث فباعتبار الجنس.
وقال بعضهم:
هو ميزان واحد؛
لأنه ورد في الحديث مفردًا،
وأما جمعه في القرآن فباعتبار الموزون،
وكلا الأمرين محتمل -
والله أعلم"