أيها المسلمون الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
هناك ظاهرة خطيرة عند بعض المسلمين يلمسها المتأمل في أحوالهم المخالط لهم السامع لأحاديثهم المحدق في وجوههم تلك الظاهرة هي ضعفهم في الناحية العبادية وهزال الجانب الروحي فيهم وهو أمر نعتبره خطيرا ومضعفا لقوة المسلمين ومشيرا إلى ابتعادهم عن نهجهم الذي عرفوا به فالإسلام يؤكد في كثير من آيات القرآن على جانب الروح ومعاني العبادة ودوام الاتصال بالله تعالى واستحضار خشيته والإنابة إليه والوثوق بما عنده والاعتماد عليه ..
وكذلك جاءت السنة النبوية مؤكدة على هذه النواحي ضاربة الأمثال لتقريب معانيها إلى الأذهان.وبقدر تحقيق هذه المعاني عند المسلم تقوى روحه وتتفتح وتنشط طاقتها على حمل أعباء الدعوة والقيام بتكاليفها وتذوق طعم الإيمان وتزهد في الدنيا وتطمع بما عند الله وتهون عليها الشدائد وتنال الروح غذائها الطبيعي الذي لا حياة لها إلا به وإذا فاتت المسلم هذه المعاني هزلت روحه وإذا طال بها الهزال مرضت وإذا طال بها المرض ماتت والعياذ بالله.
[size=32]ومظاهر هزال الروح وضعفها كثيرة نذكر بعضها فيما يلي على سبيل المثال وللتحذير والتنبيه ليسارع المسلم إلى العلاج قبل استفحال الداء واستعصاء الشفاء والله هو الهادي إلى سواء السبيل. [/size]
أولاً: الشعور بقسوة القلب وخشونته
حتى ليحس الإنسان أن قلبه قد انقلب حجراً صلداً لا يرشح منه شيء, ولا يتأثر بشيء, ولا يرق لشيء وليس في قولنا هذا مبالغة ولا تهويل فقد اثبت القران أن القلب يقسو حتى يصبح كالحجارة, قال تعالى: ]ثم قست قلوبهم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة[ .

ثانياً: إنحباس الطبع وضيق الصدر
حتى كأن على الصدر ثقلاً كبيراً ينوء به ويكاد يلهث تعباً منه, والتأفف والتضجر من لا شيء والشعور بالقلق والضيق بالناس وعدم المبالاة بما يصيبهم من نكبات ومصائب, بل والشعور بكرههم.

ثالثاً: عدم التأثر بآيات القرآن
ولا بوعيده وتخويفه ولا في طلبه ونهيه ولا في وصفه ليوم القيامة فهو يسمع القرآن كما يسمع أي كلام آخر, بل ويضيق بسرعة كما يضيق بأي كلام آخر يسمعه من الغير. لا يستطيع أن يتلو القرآن لدقائق معدودة, وإذا سمعه لا ينصت إليه.

رابعاً: لا تؤثر به موعظة
ولا رؤية الأموات ولا الجنائز يحملها بنفسه, ولا الجثمان يواريه بيده في التراب. يسير بين القبور كما يسير بين الأحجار, ولا يهتم بمصيره ولا بموته.

خامساً: يزداد شغفه بملذات الدنيا
وتهيج فيه شهوات الجسد ويسرح في هذه الشهوات فكره ويستروح إليها. يحس بألم إذا رأى غيره نال شيئاً من حضوض الدنيا كالمال والجاه والمنصب والملبس الحسن والمسكن, ويعتبر نفسه مغبوناً وسيْء الحض لأنه لم ينل ما ناله غيره. ويحس بألم أكثر وانقباض أكبر إذا رأى صديقه أو أخاه نال شيئاً من هذه الحضوض, وقد يحسده ولا يحب دوام ما عليه أو لا يأسف إذا فاتته.

سادساً: ظلمة في روحه تنعكس على وجهه
يبصرها أصحاب الفراسات الإيمانية الذين يبصرون بنور الله. ولكل مؤمن نور بقدر إيمانه يرى به ما لا تراه العين, وقد تكون هذه الظلمة شديدة تنعكس بوضوح على وجهه فيراها أضعف أصحاب الفراسات الإيمانية, إذ يكفي لرؤيتها نور إيماني قليل. وقد تضعف هذه الظلمة فتنعكس هكذا ضعيفة على الوجه فلا يبصرها إلا أصحاب الفراسات الإيمانية القوية.

سابعاً: تكاسل عن أعمال الخير
وعن العبادات والتفريط بها وعدم الاهتمام بها, فالصلاة يؤديها مجرد حركات وقراءات وقيام وقعود ولا أثر فيها مطلقاً, بل يضيق بها كأنه في سجن يريد قضائها سريعاً. وفي كتاب الله في أوصاف المنافقين ]وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى[ وهل النفاق إلا هزال شديد في الروح إن لم يكن موتاً لها, بينما صاحب الروح النشيطة يتذوق حلاوة الصلاة ويستريح بها من متاعب الحياة, وفي قول الرسول صلى الله عليه وسلم لبلال (يا بلال أرحنا بالصلاة) ما يكفي للتدليل على صحة ما نقول.


ثامناً: غفلة هائلة عن الله تعالى
فلا يذكره بلسانه ولا يذكره وهو يرى مخلوقاته بل وقد يثقل عليه مجرد ذكر الله ويثقل عليه مجرد دعائه فلا يدعو. وإذا رفع يده فسرعان ما يقبض يده ويمضي إلى سبيله.





هذه بعض أعراض هزال الروح وضعفها ثم موتها ... فما العلاج؟!