بسم الله الرحمن الرحيم

أخي المسلم: إنه ومع الأسف الشديد، يوجد من مسلمي هذا العصر، من يجهل حقيقة الرافضة، فيعدهم إخوانا، ويحسبهم أنصارا، ويطمئن لهم، ويأمن جانبهم، ويصدق أقوالهم وادعاءاتهم، ويعتقد أن الفرق بيننا وبينهم، فرق خفيف ويسير، وأن الخلاف معهم ليس إلا على أمور فرعية فقهية، وربما خدع البعض بما يجري من محاولات للتقريب بين أهل السنة وطائفة الرافضة، طائفة الرفض والشر.



أخي المسلم : لاشك أنك تعرف أن دولة إيران هي قاعدة الرافضة، وأن لهم وجودا في جزيرة العرب ودول الخليج وغيرها، لذا كان لزاما علينا ، التنبه لهم، والحذر منهم، وخصوصا أنهم في هذا العصر، قد صار لهم نشاط كبير، وجهود كثيرة، في محاولة نشر مذهبهم، فينبغي أخذ الحيطة، ويجب العمل على نشر مذهب أهل السنة في كل بلد، وبكل طريقة نافعة مجدية، والحقيقة المرة هي: أن الرفض قد ".. أطل على كل بلد من بلاد الإسلام وغيرها، بوجهه الكريه، وكشر عن أنيابه الكالحة، وألقى حبائله أمام من لا يعرف حقيقته، مظهرا غير ما يبطن، ديدن كل منافق مفسد ختال، فاغتر به من يجهل حقيقته..."(1)، وخدع به من لا يعرف عقيدته، بل إن الرافضة في هذا العصر، قد انتشروا في أماكن كثيرة، وفي بلدان عديدة، قريبة وبعيدة ، مسلمة وكافرة، ثم إنه قد صار لهم حكم ودولة، وسلطة وقوة، وأظهروا بالأقوال حرصهم على الدين، وعلى نصرة المستضعفين من المسلمين وحاولوا التقرب لأهل السنة، والتودد إليهم، وجهدوا في سبيل كسب ودهم وثقتهم، وإخفاء الحقيقة عنهم، حقيقة مذهبهم، وعقائدهم، ومكرهم وخداعهم، وحقدهم الأسود على أهل السنة، وإن شئت معرفة حقيقة هذا القول، فانظر إلى كل دولة حكمها الرافضة، أو تقلدوا فيها مناصب عالية، سواء فيما مضى من الزمان أو في عصرنا الحاضر ، انظر إلى أحوال أهل السنة فيها ، لاشك أنك ستجد أن هؤلاء الرافضة الأشرار الفجار، قد ساموهم سوء العذاب (2).

ومن أجل هذا الخطر المحدق، والأمر المقلق، وجب التنبيه والتحذير، وكذا التعريف ببعض عقائد القوم، وأقوال أئمة السلف الصالح فيهم، لئلا يغتر بهم من لا يعرفهم، ولكي يفيق ويستيقظ من كان مخدوعا بضلالاتهم، وكذبهم ومكرهم وخداعهم.

ولله در القائل فيهم:

فلم أر ودهم إلا خداعا ولم أر دينهم إلا نفاقا(3)



أخي المسلم: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته- عن الرافضة: "... فإنهم (4) أعظم ذوي الأهواء جهلا وظلما ، يعادون خيار أولياء الله تعالى بعد النبيين، من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه، ويوالون الكفار والمنافقين من اليهود والنصارى والمشركين، وأصناف الملحدين، كالنصيرية، والإسماعيلية، وغيرهم من الضالين..." (5). وقال: "... كانوا من أعظم الناس عداوة للمسلمين، ومعاونة للكافرين،" وهكذا معاونتهم لليهود أمر شهير، حتى جعلهم الناس لهم كالحمير.."(6).

أخي المسلم: احذر كل الحذر أن تصدق الجعجعة الإعلامية للرافضة، فلا يخدعنك تباكيهم على المسجد الأقصى، وإظهارهم الجزع والحزن والألم لما يقع للمسلمين، واعلم أنهم في حقيقة الأمر، وواقع الحال، أعداء لأهل السنة، أولياء للكفار، لا يتورعون أبدا عن إشعال نار الفتنة بين المسلمين، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-: "... واعلم أن الصحابة- رضي الله عنهم-، كانوا أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، وأن أصل كل فتنة وبلية هم الشيعة ومن انضوى إليهم، وكثير من السيوف التي سلت في الإسلام إنما كانت من جهتهم، واعلم أن أصلهم ومادتهم منافقون، اختلقوا الأكاذيب، وابتدعوا آراء فاسدة، ليفسدوا بها دين الإسلام، ويستزلوا بها من ليس من أولي الأحلام... " (7).

يقول القحطاني (8)- رحمه الله-:

لا تعتـقـد ديـن الـروافض إنهـم أهـل المحـال وحزبـة الشيطـان

ويقول:

إن الروافض شر من وطئ الحصى مـن كـل إنـس ناطق أو جـان

ويقول شيخ الإسلام: "…وأما الرافضة، فأصل بدعتهم زندقة وإلحاد، وتعمد الكذب فيهم كثير، وهم يقرون بذلك، حيث يقولون، ديننا التقية وهو أن يقول أحدهم بلسانه خلاف ما في قلبه، وهذا هو الكذب والنفاق، ويدعون مع هذا أنهم هم المؤمنون دون غيرهم من أهل الملة، ويصفون السابقين الأولين بالردة والنفاق، فهم في ذلك كما قيل: (رمتني بدائها وانسلت)، إذ ليس في المظاهرين للإسلام أقرب إلى النفاق والردة منهم، ولا يوجد المرتدون والمنافقون في طائفة أكثر مما يوجد فيهم ..."(9)، وقال: "... وقد علم أنه كان بساحل الشام جبل كبير، فيه ألوف من الرافضة، يسفكون دماء الناس، ويأخذون أموالهم وقتلوا خلقا عظيما وأخذوا أموالهم، ولما انكسر المسلمون سنة غازان، أخذوا الخيل والسلاح والأسرى، وباعوهم للكفار النصارى بقبرص، وأخذوا من مر بهم من الجند وكانوا أضر على المسلمين من جميع الأعداء..." (10).

وقال -رحمه الله-: ".. فما أذكره في هذا الكتاب من ذم الرافضة، وبيان كذبهم وجهلهم، قليل من كثير مما أعرفه منهم، ولهم شر كثير لا أعرف تفصيله.." (11).

وقال أسكنه الله فسيح جناته-: "والعلماء دائما يذكرون أن الذي ابتدع الرفض، كان زنديقا ملحدا ، مقصوده إفساد دين الإسلام، ولهذا صار الرفض مأوى الزنادقة الملحدين من الغالية والمعطلة، كالنصيرية والإسماعيلية ونحوهم، وأول الفكرة آخر العمل، فالذي ابتدع الرفض كان مقصوده إفساد دين الإسلام، ونقض عراه، وقلعه بعروشه آخرا، لكن صار يظهر منه ما يكنه من ذلك، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، وهذا معروف عن ابن سبأ وأتباعه، وهو الذي ابتدع النص في علي (12)، وابتدع أنه معصوم، فالرافضة الإمامية هم أتباع المرتدين وغلمان الملحدين، وورثه المنافقين، وإن لم يكونوا أعيان المرتدين الملحدين... " (13).

وقال- رحمه الله تعالى-: ".. والرافضة من أجهل الناس بدين الإسلام، وليس للإسلام منهم شيء يختصون به، إلا ما يسر عدو الإسلام ويسوء وليه، فأيامهم في الإسلام كلها سود، وأعرف الناس بعيوبهم وممادحهم، أهل السنة"(14).

وقال: "... ولو ذكرت بعض ما عرفته منهم بالمباشرة ونقل الثقات، وما رأيته في كتبهم، لاحتاج ذلك إلى كتاب كبير... " (15).

وقال:"...الرافضة ليس لهم سعي إلا في هدم الإسلام، ونقض عراه ، وإفساد قواعده.... "(16).

وقال- رحمه الله تعالى-: ".. والله يعلم أني مع كثرة بحثي وتطلعي إلى معرفة أقوال الناس ومذاهبهم، ما علمت رجلا له في الأمة لسان صدق، يتهم بمذهب الإمامية، فضلا عن أن يقال: إنه يعتقده في الباطن..."(17).

أخي المسلم: إني أرجو أن لا أطيل الكلام كثيرا، وأسأل الله أن ينفع بما ذكرت وما سأذكر ، ولذا فسأقتصر على بعض العقائد عندهم، والعاقل خصيم نفسه، والحق أبلج، والهداية من رب العالمين.

هذي الحقائق أرويها وأسردهـا وأسـأل الله عونا كي أجليها
وأكشف الستر عن شر يراد بنا فافهم هديت لما أوردته فيها

أخي المسلم: نصرة للحق، وقياما ببعض الواجب، ونصحا للأمة وإيقاظا للنائمين، وتنبيها للغافلين، كتبت هذه المذكرة، وسطر القلم هذه الكلمات، التي أسأل الله جل وعلا أن ينفع بها، وأن يجعلها في ميزان الحسنات، فاللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.


هذا والله اعلم وصلى الله وسلم على نبيه محمد