علي بن سالم باوجيه العمودي


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
( إدارة ناجحة ).. هذه المحصلة النهائية التي يريد أن يحققها أهل الإدارة ممن يدركون أهمية التخطيط والتنظيم فالتوجيه والرقابة ، ولتكون السطر الأهم الذي يلي نجاح تطبيق تلك المفاهيم..
( مشروع ناجح ) .. وهذه المحصلة النهائية التي يسعى أصحاب المشاريع للوصول إليها بدراسة جدوى المشروع ودراسة السوق والمنافسين وما الذي سيتميزوا به عن منافسيهم وغير ذلك..
وهكذا (طالب ناجح) ، (مهندس مبدع) ، (طبيب حاذق) ، (معلمة متميزة) ... في سائر المراحل والمجالات نجد أن كل الجهد المبذول هدفه أن يصل الفرد بعد ذلك إلى سطر أخير ومحصلة نهائية تصف تلك الحقبة الزمنية من حياته ..


أردت من مقدمتي هذه أن أصل إلى ( السطر الأخير !! ).
نعم..لألفت النظر إلى قضية مهمة ربما يتناساها الشخص مع زحام الحياة وكثرة مشاغلها ، أو لا يلقي لها أهمية كبرى ، مع أن الموضوع هو في النهاية حصيلة للحياة وتجاربها لعمر عشرين أو ثلاثين أو ستين عاماً.
إنها عزيزي القارى قضية ( السطر الأخير !! ).


وحتى نتعرف أكثر ما أقصده بالسطر الأخير ؟ ما رأيكم أن نتجول سوية في بعض الأمثلة المعاصرة من باب تقريب الصورة لا أكثر :


- كلنا قد سمع عن الشيخ العالم عبدالعزيز بن باز رحمه الله ، وكيف أمضى حياته والتي يمكن أن نلخص سطورها مابين همة عالية في تعليم الناس أمور دينهم وتوجيههم ، ومعايشة لأحوال المسلمين في كل مكان ، وحرص على النفع والخير لعموم المسلمين ، حتى كان بحق سطره الأخير في حياته – أحسبه والله حسيبه - (عــالــم ربــانـي).



- ولا أشك أن أحدنا لم يسمع عن الدكتور عبدالرحمن السميط – شفاه الله - ، و حياته العامرة بالبذل والعطاء ، فلو طلب منا أن نكتب عن أبرز سطور في حياته فسندون أنه أسلم على يديه الملايين ، وقام بتعليم مئات الألوف تعاليم الإسلام.. وأسطر كثيرة بارزة نلخصها في السطر الأخير – أحسبه والله حسيبه - أنه (رجـــل أمـــة).



و الأمثلة في ذلك كثيرة...


و هكذا هي الحياة .. ستمضي كل المراحل التي مرت بنا فيها ، الطفولة .. الدراسة .. الإنجازات .. العمل للدين .. حمل هم الأمة .. مشاريع متميزة .. ولن يتبقى إلا خلاصة حياتك التي سيتداولها الناس بعد موتك في أسطر معدودة إن كانت تستحق التدوال - وأظنك ستكون أحدهم بإذن الله - لتشكل في مجموعها سطرا أخيرا أسأل الله أن يكون نافعاً لك بعد موتك ..


نعم يامن تقرأ أحرفي .. إن بإمكان الواحد منا أن تكون له سطوراً ناصعة في حياته حين يتحرر من المبالغة في جلد الذات ، وضعف الثقة بالنفس ، وقيود الوهم لن أستطيع .. لن أستطيع..


عندها بإذن الله ستصعد نحو المعالي كاتباً في سطور حياتك الشخصية أنك أحد الكبار المتميزين في زمنهم .. فقط ابدأ من الان بوضع تصور لك عن الأسطر الأخيرة التي تريد أن تصل لها في حياتك .. واعمل لتحقيقها ، وابذل الجهد ، وقبل ذلك أخلص النوايا لله عز وجل ، وإسأله التوفيق .. وستصل بعون الله ومشيئته.
وكن رجلاً إن أتوا بعده*** يقولون مرّ وهذا الأثر
أسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلنا مفاتيح للخير ، مغاليق للشر ، وأن يحسن ختامنا أجمعين