للزوجة دور هام وكبير في الأحداث اليومية المتتالية. ويمكن للزوجة أن تكون عامل بناء أو عامل هدم، ولا يخفى علينا مدى تأثير الحالة النفسية على سلوك الشخص.

فعندما تندب الزوجة حظها في كل مصيبة صغيرة كانت أم كبيرة، تحدث لزوجها وتظل تلومه وتتوقع الأسوأ دائماً، هذه الزوجة مثل للزوجة السيئة.

من خلال ذلك تهدم حياة زوجها دون أن تشعر بذلك وتحطمه وتقلل من حماسته، وتدفعه نحو الإخفاق في حياته العملية، وكان الأجدر بها أن تبشّر زوجها بالخير دائماً، وتعينه بحثه على الصبر على ما فقد وتبعث فيه الأمل على المستقبل وتدفعه بالنظر إلى الأمام وعدم النظر إلى الخلف وتشعره بأن كل مصيبة تكون هينة ما لم تكن في الدين.

والدنيا يوم لك ويوم عليك، فإن كان عليك فغداً لك، ثم إن الصبر على المصائب والبلاء فيه غفران للذنوب. هذه هي الزوجة الصالحة التي تبشر بالخير دائما.

وحريٌّ بنا أن بإحدى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلّم السيدة خديجة رضي الله عنها وهي تبشره بالخير عندما جاءها خائفاً بعد أن نزل عليه الوحي أول مرة وهو يتصبب عرقاً، وهو يقول: زملوني زملوني"، فتزمله وتطمئنه، وتهون عليه، وتخفف عنه وقع ما حدث له، وهول ما رأى، وحين يقول لها: "لقد خشيت على نفسي، تطمئنه وتبشره وتقول له: " لا والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقوي الضعيف، وتعين على نوائب الحق" (الحديث متفق عليه).

وتذهب إلى ابن عمها ورقة بن نوفل ويحكي له الحبيب صلى الله عليه وسلّم ما حدث فيبشره ورقة بأن ذلك وحي من الله تعالى، وهو الوحي الذي نزل على موسى عليه السلام.

وبذلك تطمئن نفس النبي صلى الله عليه وسلّم ويهدأ. أما لو كانت امرأة أخرى غير "خديجة" فلربما قالت له: وما أقعدك وحدك في ذلك الغار المهجور. ألم يكن أولى بنك أن تتعبد حيث يوجد الناس. وعند الحرم الشريف.. الخ وهذا ما يمكن أن تقوله زوجة جاهلة منفرة جزعة مثل كثير من الزوجات الجاهلات.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهمّ لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك، ولا ربّ غيرك.



وقال الشاعر الطغرائي:
أُعللُ النفسَ بالآمال أرقُبها
ما أضيقَ العيشَ لولا فُسحَةُ الأمل 

 

لذلك عليك أيتها الزوجة المسلمة أن تبشري بالخير والتفاؤل وحسن الظن بالله عز وجل، وأن تطمئني زوجك دائماً وأن تقفي إلى جانبه في الأزمات، وقوفاً إيجابياً يرفع من معنوياته ولا يحطمها.