الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده .
وبعد: فهذا قول مختصر في تعريف الشرك _ أعاذنا الله منه _وأقسامه وأنواعه أستفدتها من خلال النظر في كتب أهل العلم ومجالستهم .

المسألة الأولى: في تعريف الشرك
الشرك :وهو صرف شيء من حقوق الله لغير الله .
وقيل : هو تسوية غير الله، بالله، فيما هو من خصائص الله .
والتسوية نوعان :
1- تسوية في الاعتقاد :وهو شرك أكبر .
ويكون في الربوبية : كمن أعتقد أن هناك خالقا يخلق من العدم
والالوهية:كمن اعتقد أن هناك من يستحق أن يصرف له العبادة مع الله
والاسماء والصفات.:كمن أعتقد أن هناك من يسمع البعيدات سوى الله .

2- تسوية في اللفظ دون الاعتقاد : وهذا شرك أصغر : مثل الحلف بغير الله .
فالحلف خاص بالله فمن حلف بغير الله من غير اعتقاد التسوية بقلبه وقع في الشرك الأصغر .

المسألة الثانية: أقسام الشرك وأنواعه .
ينقسم الشرك بحسب اعتباره إلى أقسام :
القسم الاول : باعتبار ما يجب لله ،
فهو على ثلاثة أقسام :
شرك في الربوبية وشرك في الالوهية وشرك في الاسماء والصفات
1-الشرك في الربوبية: وهو صرف شيء من أفعال الله لغيره.
وهو نوعان :
أ- شرك تعطيل : وهو تعطيل خصائص الربوبية وانكار ان يكون الله رب العالمين .
ومن الامثلة عليه : شرك فرعون فإنه قال " {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ, أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِباً}
وكمثل شرك أهل وحدة الوجود الذين يقولون أن الخالق عين المخلوق ، ولم يفرقوا بين رب وعبد.

ب _ شرك تمثيل : وهو تسوية المخلوق بالخالق في شيء من خصائص الربوبية .
أو نسبتها إلى غيره عز وجل .
ومن ألامثلة عليه : شرك عباد القبور الذين الذين يزعمون أن أرواح الأولياء تتصرف بعد الموت فتقضي الحاجات وتفرج الكروبات .

2- الشرك في الالوهية :وهو صرف شيء من أفعال العباد لغير الله .
ومن أنواعه :
أ-شرك الدعاء : وهو دعاء غير الله فيما لايقدر عليه إلا الله .

ب- شرك الشفاعة :وهو التقرب الى المعبودات الباطلة مع الزعم أنها تشفع لعند الله وتقرب منه زلفا .

ج- شرك النية والارادة والقصد : وهو أن يأتي بأصل العبادة رياء أو لاجل الدنيا وتحصيل أغراضها ،وهذا العمل لايصدر من مؤمن .

فائدة : الرياء أما أن يكون :
٭ رياء بالعمل : وهو أن يأتي بأصل العبادة لأجل تحصيل الدنيا وليست لله . فهذا شرك أكبر
٭ رياء في العمل : وهو أن يأتي بأصل العبادة لله ثم يطرأ عليها الرياء فيحسنها ويزينها لأجل الناس . فهذا شرك أصغر .

د - شرك الطاعة : وهو أن يتخذ مشرعا سوى الله تعالى أو يتخذ شريكا لله في التشريع، فيرضى بحكمه ويدين به في التحليل والتحريم عبادة وتقربا وقضاء وفصلا في الخصومات

.ه- شرك المحبة : وهو اتخاذ الانداد من الخلق يحبهم كحب الله فيقدم طاعتهم على طاعته ويلهج بذكرهم ودعائهم

و- شرك الخوف : وهو الخوف من غير الله أن يؤثر فيه أو يصيبه بما لايقدر عليه الا الله .

3- الشرك في الاسماء والصفات :وهو صرف شئ من أسماء الله وصفاته لغيره .
وأنواعه :
أ- شرك التمثيل : وهو أن يثبت لله صفاتا كصفات المخلوقين .

ب- شرك التعطيل:وذلك بتعطيل الصانع عن كماله المقدس، كشرك الجهمية الغلاة الذين أنكروا أسماء الله عز وجل وصفاته.

ج- شرك الأنداد: وهو إثبات صفات الله تعالى للمخلوقين.


القسم الثاني :تقسيم الشرك بإعتبار قدره .
هو بهذا الاعتبار ينقسم الى قسمين :
1- شرك أكبر : وهو صرف شيء من حقوق الله لغير الله.

2- شرك أصغر : وقد اختلف اهل العلم في تعريف اختلافا كبير .
فقيل : هو صرف شيء من حقوق الله لغيره مما لايخرج به العبد من الملة
وقيل : ما أتي في النصوص أنه شرك ، ولم يصل إلى حدّ الشرك الأكبر.

وهناك بعض الضوابط التي تميز الشرك ألاصغر عن الاكبر :
الأول : صريح النص من النبي صلى الله عليه وسلم ، كقوله " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر"

الثاني : أن يأتي نكرة " إن الرقى والتمائم والتولة شرك "

الثالث : ما يفهمه الصحابه من النص أنه أصغر ، فهم أعلم الناس بنصوص الكتاب والسنة.

و الشرك الاصغر نوعان :
ألاول : شرك أصغر في الاعمال :
كالرياء في العمل : وهو أن يعمل العمل لله لكنه يحسنه ويزنه ليمتدحه الناس .
والرقى الشركية والتمائم الشركية .

الثاني : شرك أصغر في الأقوال :
كالاستسقاء بالانواء والنجوم : بأن يجعلها سببا في نزول المطر ولايعتقد تأثيرها بذاتها.
والحلف بغير الله .والتشريك بين الله وخلقه بالواو

القسم الثالث: باعتبار ظهوره وخفائه
وينقسم إلى قسمين :
1- شرك جلي : وهو الظاهر للعيان من أعمال الشرك

2- شرك خفي : وهو الغائب عن العيان وقد يكون شركا أكبر كالريا بالعمل وخوف السر ،ويكون شركا أصغر كالريا في العمل .

والله أعلم وأحكم
__________________
العلم النافع: هو مايثبت عقيدة ويدفع شبهة ، ويدعو الى عمل مقرب الى الجنة ومباعد عن النار، ويكسب خلقا حميدا ويمحو طبعا قبيحا .