بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي الكرام لقد انتشر بين الناس تحية جديدة (( مرحبا.... هاي....باي....صباح الخير....مساء الخير...والكثير من الكلمات الدخيلة
يفترق الاصحاب لفترة وعند لقائهم يبدأ لقائهم ب مرحباً نرى صديقنا في الشارع لنقول له هاي ننهي لقائنا لنقول باي نقابل جيراننا واقاربنا لنقول مساء الخير وصباح الخير

فهل هذه الكلمات افضل من قول السلام عليكم هل هي حضارية هل نخجل من قول السلام عليكم امام الاصحاب هل وهل وهل

هل قول السلام عليكم ثقيلة على اللسان ............وكل ما سبق وغيره تبقى تحية الاسلام هي الشعار الاول هي من افضل ما علمنا اياه ديننا

لذلك اخوتي الكرام اردت هنا التحدث عن تحية الاسلام


السلام في الإسلام


قال الله I : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدخُلُوا بُيُوتاً غيرَ بُيُوتِكُم حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِهَا { النور: 27 وقال I: } فإذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً { النور: 61. وقالI : } وَإذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنها أَوْ رُدُّوها { النساء: 86.
وقال Y : } هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إبْرَاهيمَ المُكَرَمِينَ، إذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فقالوا: سَلاماً، قال: سَلامٌ { الذاريات: 24، 25.
أحبتي في الله :حديثنا اليوم عن فضيلة عظيمة من فضائل الإسلام , وعن أصل عظيم من أصول ديننا , ألا وهو فضيلة ( السلام )
والذي ينظر في تعاليم ديننا يرى أن من الحكمة في معظم العبادات ــ إن لم نقل في كلها ــ
إيجاد التحابب والألفة والتوادد بين المسلمين , فما شرعت صلاة الجماعة إلا لكي يجتمع المسلمون أهلُ الحي الواحد في بيت الله في اليوم خمس مرّات يسلمون على بعضهم ويتفقدون غائبهم , وشرعت صلاة الجمعة ليجتمع أهل البلد اجتماعاً أكبر من الأول , وشرع الحج ليجتمع المسلمون من شتى أنحاء الأرض أسودهم وأحمرهم غنيهم وفقيرهم عربيهم وأعجميهم ....
وشرعت الزكاة لبث روح الأخوة بين أغنياء المسلمين وفقرائهم , وشرع الصوم ليعرف المسلمون الأغنياء جوع إخوانهم الفقراء الجياع فيعطفوا وينفقوا عليهم .
وهكذا ترى أن شرائع الإسلام بمجموعها تهدف إلى زرع الإخوة والتوادد والتعاطف بين المسلمين جميعاً , ولهذه الغاية ولهذا الهدف شرع الله I السلام َ.الذي هو تحية الإسلام .
فالسلام شعيرة من شعائر الإسلام } ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ {
والسلام منحة ربانية، ونعمة من الله I، وكرامة خص بها أمة نبيه r فالسلام شعار لنا نحن المسلمين ميّزنا الله به عن باقي الأمم ولذلك يقول رسول الله r :
"ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين" رواه ابن ماجه بإسناد صحيح وابن خزيمة في صحيحه
والله I هو السلام الذي يسلِّم عباده ، ولا يعتريه سبحانه ما يلحق الخلق من العيب أو الفناء
فالسلام اسم من أسمائهU }هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ {
والملائكة تحيي بالسلام كما قال تعالى: {وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَى قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ}
والسلام هي دار المؤمنين في الجنة {لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
وهو من أسباب دخول الجنة،وأول ما يدخلون به الجنة
{تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً}
ومن معاني السّلام السّلامة والأمن والتّحيّة ، ولذلك قيل للجنّة : دار السّلام لأنّها دار السّلامة من الآفات كالهرم والأسقام والموت .
والسّلام أيضاً تحيّة أهل الجنّة . قال سبحانه : { وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ،
سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } .
وقد اختير هذا اللّفظ دون غيره ، لأنّ معناه الدّعاء بالسّلامة من الآفات في الدّين والنّفس ، ولأنّ في تحيّة المسلمين بعضهم لبعض بهذا اللّفظ عهداً بينهم على صيانة دمائهم وأعراضهم وأموالهم .


فضل السلام
(1) أول فضيلة من فضائل السلام , أن السلام سبب لدخول الجنة ,
عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r : لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم رواه مسلم.
عن عبد الله بن سلام قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة جئتُ ، فلما تبينتُ وجهه عرفتُ أن وجهه ليس بوجه كذاب . فكان أولَ ما قال : (أيها الناس أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وصلوا بالليل والناس نيام ؛ تدخلوا الجنة بسلام)
للاستزادة : قصة إسْلامُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ
وَكَانَ حَبْرًا عَالِمًا ، قَالَ لَمّا سَمِعْتُ بِرَسُولِ اللهِ rعَرَفْتُ صِفَتَهُ وَاسْمَهُ وَزَمَانَهُ الّذِي كُنّا نَتَوَكّفُ لَهُ فَكُنْت مُسِرّا لِذَلِكَ صَامِتًا عَلَيْهِ حَتّى قَدِمَ رَسُولُ اللهِ r الْمَدِينَةَ ، فَلَمّا نَزَلَ بقُباءٍ ، أَقْبَلَ رَجُلٌ حَتّى أَخْبَرَ بِقُدُومِهِ وَأَنَا فِي رَأْسِ نَخْلَةٍ لِي أَعَمَلُ فِيهَا ، وَعَمّتِي خَالِدَةُ ابْنَةُ الْحَارِثِ تَحْتِي جَالِسَةٌ فَلَمّا سَمِعْتُ الْخَبَرَ بِقُدُومِ رَسُولِ اللهِ r كَبّرْتُ فَقَالَتْ لِي عَمّتِي ، حَيْنَ سَمِعَتْ تَكْبِيرِي : خَيّبَك اللهُ وَاَللهِ لَوْ كُنْتَ سَمِعْتَ بِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ قَادِمًا مَا زِدْت ،
قَالَ فَقُلْت لَهَا:أَيْ عَمّةُ هُوَ وَاَللهِ أَخُو مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ ، وَعَلَى دِينِهِ بُعِثَ قَالَ فَقَالَتْ:
أَيْ ابْنَ أَخِي ، أَهُوَ النّبِيّ الّذِي كُنّا نُخْبَرُ أَنّهُ يُبْعَثُ مَعَ نَفْسِ السّاعَةِ ؟ قَالَ فَقُلْت لَهَا : نَعَمْ . قَالَ فَقَالَتْ فَذَاكَ إذًا . قَالَ ثُمّ خَرَجْتُ إلَى رَسُولِ اللهِ r فَأَسْلَمْتُ ثُمّ رَجَعْتُ إلَى أَهْلِ بَيْتِي ، فَأَمَرْتُهُمْ فَأَسْلَمُوا
قَالَ وَكَتَمْتُ إسْلَامِي مِنْ يَهُودَ ثُمّ جِئْتُ رَسُولَ اللّهِ r فَقُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ يَهُودَ قَوْمٌ بُهْتٌ وَإِنّي أُحِبّ أَنْ تُدْخِلَنِي فِي بَعْضِ بُيُوتِك ، وَتُغَيّبَنِي عَنْهُمْ ثُمّ تَسْأَلُهُمْ عَنّي ، حَتّى يُخْبِرُوك كَيْفَ أَنَا فِيهِمْ قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلامِي فَإِنّهُمْ إنْ عَلِمُوا بِهِ بَهَتُونِي وَعَابُونِي . قَالَ فَأَدْخَلَنِي رَسُولُ اللهِ r فِي بَعْضِ بُيُوتِهِ وَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَكَلّمُوهُ وَسَاءَلُوهُ ثُمّ قَالَ لَهُمْ أَيّ رَجُلٍ الْحُصَيْنُ بْنُ سَلامٍ فِيكُمْ ؟ـ [وكان اسمه الحصين فسماه رسول الله r عبدَ الله ]
قَالُوا:سَيّدُنَا وَابْنُ سَيّدِنَا ، وَحَبْرُنَا وَعَالِمُنَا . قَالَ فَلَمّا فَرَغُوا مِنْ قَوْلِهِمْ خَرَجْتُ عَلَيْهِمْ فَقُلْت لَهُمْ يَا مَعْشَرَ يَهُودَ اتّقُوا اللهَ وَاقْبَلُوا مَا جَاءَكُمْ بِهِ فَوَاَللهِ إنّكُمْ لَتَعْلَمُونَ إنّهُ لَرَسُولُ اللهِ تَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَكُمْ فِي التّوْرَاةِ بِاسْمِهِ وَصِفَتِهِ فَإِنّي أَشْهَدُ أَنّهُ رَسُولُ اللهِ r وَأُومِنُ بِهِ وَأُصَدّقُهُ وَأَعْرِفُهُ فَقَالُوا : كَذَبْت ثُمّ وَقَعُوا بِي ، قَالَ فَقُلْت لِرَسُولِ اللهِ r أَلَمْ أُخْبِرْك يَا رَسُولَ اللهِ أَنّهُمْ قَوْمٌ بُهْتٌ أَهْلُ غَدْرٍ وَكَذِبٍ وَفُجُورٍ قَالَ فَأَظْهَرْت إسْلامِي وَإِسْلامُ أَهْلِ بَيْتِي ، وَأَسْلَمَتْ عَمّتِي خَالِدَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ فَحَسُنَ إسْلامُهَا .
(2) والسلام حق من حقوق المسلمين بعضهم على بعض
وقد أخرج مسلم أن رسول الله - r- قال: ( حق المسلم على المسلم ست؛ إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس وحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه )؛ فبيّن - r- في هذا الحديث وغيره أن التحية حق للمسلم على المسلم ينبغي موافاته به كلما لقيه أو راسله أو كاتبه أو دخل مجلسه أو منزله.
حكم البدء بالسّلام وحكم الرّدّ :
السّلام سنّة مستحبّة ،وهو سنّة على الكفاية إن كان المسلمون جماعةً بحيث يكفي سلام واحد منهم ، ولو سلّموا كلّهم كان أفضل .
وذهب بعض الفقهاء إلى أنّ الابتداء بالسّلام واجب . لحديث أبي هريرة أنّ رسول اللّه r قال :
« حقّ المسلم على المسلم ستّ قيل : ما هنّ يا رسول الله ؟ قال : إذا لقيته فسلّم عليه......
وأمّا ردّ السّلام فإن كان المسلَّم عليه واحداً تعيّن عليه الرّدّ أي وجب عليه ، وإن كانوا جماعةً كان ردّ السّلام فرض كفاية عليهم ، فإن ردّ واحد منهم سقط الحرج عن الباقين ، وإن تركوه كلّهم أثموا كلّهم ، وإن ردّوا كلّهم فهو النّهاية في الكمال والفضيلة عن عليّ t أنّ النّبيّ r قال :
« يجزئ عن الجماعة إذا مرّوا أن يسلّم أحدهم ، ويجزئ عن الجلوس أن يردّ أحدهم » .
أقول قولي هذا وأستغفر الله .....................




[size=32]أحب من الدنيا ثلاث[/size]
[size=32] لسان ذاكر وقلب خاشع[/size]
[size=32] وجسد على البلاء صابر[/size]
[size=32]لا تموت رخيصا لا تموت بشهوة[/size]
[size=32] ولكن[/size]
[size=32] موت عظيما تبكي عيك الدنيا[/size]
السلام - السلام في الإسلام  79