[size=32]من هم أهل البيت في النصوص الشرعية ؟
أولا : كلمة أهل البيت في اللغة العربية تطلق ويراد بها من يعولهم رب البيت ممن هم فيه
ثانيا : من هم الذين يعولهم الله رب البيت الحرام , أليس هم الذين آمنوا به وعلى رأسهم الأنبياء ؟ , لا شك في ذلك , المؤمنين بالبيت الحرام ( المسجد الحرام ) واتخذوه قبلة لهم وحرصوا على عمارته والطواف به يعني عُماره أو سُكانه أو أصحابه أو أوليائه , هم أهله فعلا لأنهم على ملة إبراهيم وتهوي أفئدتهم إليه استجابة لدعوة إبراهيم هذا هو المقصود بأهل البيت - فأي أمة خلت من الأمم السابقة كانت تؤمن بجميع الأنبياء واتخذت الكعبة التي جعلها الله البيت الحرام قبلة لها كما اتخذها نبيهم وحرصت على عمارة هذا البيت كما حرص نبيهم فهؤلاء هم أهل البيت
ولا ينبغي أن نحصر معنى أهل البيت على فئة بعينها من المؤمنين كأزواج أو أقارب النبي ( أصحاب الكساء ) , بسبب سوء تحديدنا لهوية البيت , فلو أصبنا في تحديد هوية البيت ما انقسمت الأمة إلى سنة وشيعة , فلا يذهب إنسان عاقل إلى أن بيت النبي المادي ( مسكنه ) هو المقصود في النصوص الشرعية , وأن أفراد أسرته وأقاربه هم المعنيين بأهل البيت , إن أفراد أسرته ( أزواجه وأصحاب الكساء ) هؤلاء بلا شك هم أهل بيت النبي المادي ( منزله ) لا نختلف في ذلك , ولكن في نفس الوقت هم أوائل أهل بيت النبي الروحي ( الكعبة ) , وهم أوائل المؤمنين برسالة النبي وبالبيت الحرام فهم عند النبي أولى بالتطهير من غيرهم لأنهم أهل بيته الروحي وفي نفس الوقت خاصته يعني أهل بيته المادي , ولذلك دعا الله أن يذهب عنهم الرجس ويطهرهم تطهيرا
إن أهل البيت الروحي ( المسجد الحرام ) هم جميع المؤمنين به في أي مكان وفي أي زمان وأولهم أهل بيت النبي المادي ( أزواجه وأصحاب الكساء ) , والبيت الروحي هو الأهم وهو الأولى وهو المنوط بتربية أنفس البشر , ونحن نعلم جميعا بأن المساجد في الأرض كلها بيوت الله الروحية التي تتلقى فيها أنفس العباد التربية الروحية , ولذلك هي الأهم من بيوت البشر المادية والجانب الروحي هو الأولى والأهم وهو المشار إليه في الكتاب والسنة لأصحاب العقول النيرة , أما مسكن النبي ( منزله ) لا يتعدى سوى أنه مقر الغذاء المادي لجسده ولأفراد أسرته و أقاربه , وليس هذا البيت المادي بالأهمية والفضل والمنزلة عند الله ورسله من ذالك البيت الروحي الذي هو قبلة جميع المؤمنين بالله رب البيت - هذه بعض الأدلة :
الدليل الأول :
- رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)
في هذه الآية هل يقصد سيدنا نوح عليه السلام أن يدعوا الله بالمغفرة لكل من دخل منزله الذي يسكن فيه هو وأسرته ( البيت المادي ) مؤمنا ؟!!!!! , أم أنه يدعوا الله بالمغفرة لكل من دخل بيته الروحي ( الكعبة ) قبلة جميع أهل التوحيد الأنبياء والذين اتبعوهم إلى يوم الدين , فهو بيت نوح الروحي كما هو بيت جميع الأنبياء قبله وبعده حتى محمد (ص) وبيت جميع المؤمنين الذين اتبعوهم إلى يوم القيامة , بهذا التأويل يستقيم الأمر ويُبطل ما ذهب إليه الأخوة الشيعة من أن البيت يُراد به بيت الرسول المادي ( يعني منزله )
الدليل الثاني :
- قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73) فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74)
إذا كان الله سبحانه وتعالى عهد إلى إبراهيم أن يطهر بيته للطائفين و,,,,,,,,,,,, الخ , وهو الذي قام ببناء الكعبة قبلة المسلمين فكيف لا يكونوا من أهل ذلك البيت , أم أن المراد بكلمة البيت ( منزل إبراهيم عليه السلام ) !!! , البيت الحرام مطهر من قبل الله سبحانه وتعالى لأنه يعهد لأنبيائه بتطهيره , وإرادة التطهير في آية التطهير ( إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) والتي يستدلون بها الأخوة الشيعة فهي لأهل البيت ( المؤمنين ) , حيث لا بد للبيت الطاهر أن يكون أهله طاهرين ( والطهارة هي الخلو من الرجس )
الدليل الثالث :
- وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ .............................. إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)
خصوص النزول لا يمنع عموم الحكم - يعني خصوص نزول الآية على أزواج النبي ليس هو المراد بل النساء المؤمنات
وحديث الكساء نفسه يؤكد أنّ الآية لم تنزل في أصحاب الكساء بل في نساء النبي عامته (المؤمنات) أتباعه ، وأولهم خاصته ( أزواجه وأصحاب الكساء ) بدليل أنّ النبي في حديث الكساء دعا لأصحاب الكساء بأن يذهب الله عنهم الرجس بقوله ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس ) , فإذا كانت الآية نزلت فيهم كما يدعي الأخوة الشيعة وقد أخبر الله فيها بإذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم فما الداعي إذن لدعاء كهذا من النبي (ص) ؟!! , والصواب هو أن النبي (ص) أراد من دعاءه هذا أن يضم الله عز وجل أصحاب الكساء وهم خاصته ( أهل بيته الذي يسكن فيه ) إلى جماعة المؤمنين التي يريد الله أن يُذهب عنهم الرجس من بين عموم الناس ويطهرهم تطهيرا وهم الذين آمنوا أي عامته ( أهل قبلته ) , واللاتي نزلت فيهن الآية رغم أن المُخاطب بها أزواجه , وهو إرادة التطهير ورفع الرجس , فالله تعالى يريد التطهير لعامة أهل البيت الروحي ( المسجد الحرام ) , والرسول (ص) يريد أن ينال التطهير خاصته أي أهل بيته المادي ( مسكنه )
الدليل الرابع :
- يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)
في هذه الآية من هم أهل المسجد الحرام إذ قال في الآية (وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ) ؟ - أليس هم المؤمنين أولياء ذلك البيت الحرام - أليس إخراج أهل المسجد الحرام عند الله أكبر من القتال في الشهر الحرام , أليس أهل هذا البيت ( المسجد الحرام ) هم الطائفين والقائمين والعاكفين والراكعين - أليس هم المذكورين في هذه الآية التي تلت أية التطهير مباشرة وهي ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) - الآية واضحة
ونفترض مثلا :
إذا كانت الآية أصلا نازلة بخصوص أحقية التطهير أن تكون في أهل البيت المادي لا الروحي ولكن خص بنزولها أزواج النبي , فقول النبي عن «علي وفاطمة والحسن والحسين» أنهم أهل بيته , لا يعني أن أزواجه ليس من أهل البيت ولا يستحقوا التطهير
وهذا يماثل تماما :
الآية النازلة بخصوص أحقية الإقامة أن تكون في المسجد الذي أسس على التقوى ولكن خص بنزولها مسجد قباء , فقول النبي عن «مسجده» أنه أسس على التقوى , لا يعني أن مسجد قباء ليس من المساجد التي أسست على التقوى ولا يستحق الإقامة فيه ,
ثم إن إرادة التطهير المراد بها جميع المؤمنين - والدليل :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ....................... مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)
ومن الأدلة في السنة النبوية أن المراد بأهل البيت هم أهل البيت الروحي ( المسجد الحرام ) وليس منزل الرسول (ص) :
ولو أن المراد بأهل البيت هم أهل بيت الرسول (ص) مسكنه , لما قال صلى الله عليه وسلم :
• عمرو بن العاص من صالحي قريش ونعم أهل البيت أبو عبد الله وأم عبد الله وعبد الله
• في حديث أن الجنة تشتاق إلى ثلاثة فقال (ص) : أنت منهم يا علي وعمار بن ياسر وسيشهد معك مشاهد بين فضلها عظيم خيرها وسلمان وهو منا أهل البيت وهو ناصح فاتخذه لنفسك
• عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال قتل قتيل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فصعد المنبر خطيبا فقال ما تدرون من قتل هذا القتيل بين أظهركم؟ ثلاثا , قالوا والله ما علمنا له قاتلا , فقال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو اجتمع على قتل مؤمن أهل السماء وأهل الأرض ورضوا به لأدخلهم الله جميعا جهنم , والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أكبه الله في النار ...... إذن القتيل من المؤمنين أهل البيت
• حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا فضل بن دكين حدثنا ياسين العجلي عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: - المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة.
الرسول (ص) ترك في الناس ( الكتاب + العترة ) :
3874- حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي أخبرنا زيد بن الحسن عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: - "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: يا أيها الناس اني تركت فيكم من إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي". وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن ارقم وحذيفة بن أسيد. هذا حديث غريب حسن من هذا الوجه. وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من أهل العلم.
[ 3316 ] حدثنا جعفر بن عون ثنا أبو حيان عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا أيها الناس إنما انا بشر يوشك ان يأتيني رسول ربي فأجيبه وأني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به فحث عليه ورغب فيه ، ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ثلاث مرات
[ 3312 ] أخبرنا ميمون بن إسحاق الهاشمي حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير حدثنا المفضل بن صالح عن أبي إسحاق عن حنش الكناني قال سمعت أبا ذر يقول وهو آخذ بباب الكعبة أيها الناس من عرفني فأنا من عرفتم ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق - هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
في الأحاديث الثلاثة السابقة - أولا إذا كان الخطاب موجه للناس , فهل يراد بكلمة بيتي منزل ( مسكن ) النبي (ص) ؟ , أم المراد أعم وأشمل من ذلك ويقصد به الكعبة قبلته التي ولاه الله إياها - وثانيا يوجه الناس وهي كلمة واردة في الأحاديث مطلقة أي عموم الناس في بقاع الأرض أيا كانت ديانتهم , لكي لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل , بأنه ترك فيهم ما إن تمسكوا به فلن يضلوا - وهما كتاب الله ( القرآن ) وسنته القائمة في أهل بيته أهل قبلته أهل السنة أهل التوحيد
الرسول (ص) ترك في الناس ( الكتاب + والسنة ) :
[ 318 ] حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنبأ العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا إسماعيل بن أبي أويس وأخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ثنا جدي ثنا بن أبي أويس حدثني أبي عن ثور بن زيد الديلي عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع فقال ( قد يئس الشيطان بأن يعبد بأرضكم ولكنه رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا , يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم إن كل مسلم أخ المسلم , المسلمون إخوة ولا يحل لامرىء من مال أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس , ولا تظلموا ولا ترجعوا من بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )
[ 20123 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ثنا جدي ثنا بن أبي أويس ثنا أبي عن ثور بن زيد الديلي عن عكرمة عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع فقال يا أيها الناس أني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه
[ 20124 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس ثنا عبد الكريم بن الهيثم أنبأ العباس بن الهيثم ثنا صالح بن موسى الطلحي عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أني قد خلفت فيكم ما لن تضلوا بعدهما ما أخذتم بهما أو عملتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض
من الأحاديث السابقة - هل هناك فرق بين العترة والسنة ؟ :
في الأحاديث السابقة والتي يستدل بها الشيعة , أولا خطاب الرسول موجه لجميع الناس بصرف النظر عن دين أو عرق أو لون أو مكان أو زمان لأنه جاء رحمة للعالمين , فهو يخاطب الناس جميعا على وجه الأرض ( يهود ونصارى ومجوس وبوزيين وهندوس ولا دينيين ولا أدريين وملحدين و .................. الخ ) ولذلك الله سبحانه وتعالى قال له :
- قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ........
- قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (49)
- رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا
- يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآَمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (170)
ولذلك هو خاطب جميع الناس حيث قال ( يا أيها الناس ) ولم يقل يا أيها الذين آمنوا - لأن الرسول (ص) جاء للناس لئلا يكون لهم على الله حجة بعده , حيث استخلف فيهم كتاب الله وسنته الموجودة في عترته أهل بيته الروحي ( الذين آمنوا ) , فلو خاطب النبي (ص) الذين آمنوا فقط وقال ( يا أيها الذين آمنوا ) لانصرف معنى أهل بيته إلى أهل بيته المادي ( أزواجه وأصحاب الكساء ) لكنه قال يا أيها الناس - إذن الخطاب شامل وعام لكل الناس وليس للمؤمنين فقط , ولئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل , كما أنه لو كان الرسول (ص) قال يا أيها الذين آمنوا ولم يقل يا أيها الناس , لكان لغير المؤمنين الحجة على الله والله منزه عن النقائص سبحانه وتعالى
ثم قال النبي (ص) : تركت فيكم الثقلين أو الخليفتين :
1- أولهما ( كتاب الله )
2- الثاني : تارة ذكر عترتي / وتارة ذكر سنتي - وكلاهما صحيح لأن سنته قائمة في عترته أهل بيته ( المؤمنين )
وسواء الأول أو الثاني كلاهما استخلفهما الرسول (ص) في الناس , لأنه قال يا أيها الناس تركت فيكم أو تارك فيكم خليفتين ( الكتاب + السنة ) وهذه السنة موجودة في عترتي أهل بيتي الروحي وهم المؤمنين - فهم ( أهل السنة - أهل التوحيد - أهل الحديث )
فالكتاب والسنة تركهما الرسول (ص) واستخلفهما لكل الناس , لئلا يكون لهم على الله حجة , وبالتالي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه
خلاصة الموضوع :
أهل البيت : هم المؤمنين ( الأنبياء والذين أمنوا )
هذا والله تعالى أعلم
[/size]
أولا : كلمة أهل البيت في اللغة العربية تطلق ويراد بها من يعولهم رب البيت ممن هم فيه
ثانيا : من هم الذين يعولهم الله رب البيت الحرام , أليس هم الذين آمنوا به وعلى رأسهم الأنبياء ؟ , لا شك في ذلك , المؤمنين بالبيت الحرام ( المسجد الحرام ) واتخذوه قبلة لهم وحرصوا على عمارته والطواف به يعني عُماره أو سُكانه أو أصحابه أو أوليائه , هم أهله فعلا لأنهم على ملة إبراهيم وتهوي أفئدتهم إليه استجابة لدعوة إبراهيم هذا هو المقصود بأهل البيت - فأي أمة خلت من الأمم السابقة كانت تؤمن بجميع الأنبياء واتخذت الكعبة التي جعلها الله البيت الحرام قبلة لها كما اتخذها نبيهم وحرصت على عمارة هذا البيت كما حرص نبيهم فهؤلاء هم أهل البيت
ولا ينبغي أن نحصر معنى أهل البيت على فئة بعينها من المؤمنين كأزواج أو أقارب النبي ( أصحاب الكساء ) , بسبب سوء تحديدنا لهوية البيت , فلو أصبنا في تحديد هوية البيت ما انقسمت الأمة إلى سنة وشيعة , فلا يذهب إنسان عاقل إلى أن بيت النبي المادي ( مسكنه ) هو المقصود في النصوص الشرعية , وأن أفراد أسرته وأقاربه هم المعنيين بأهل البيت , إن أفراد أسرته ( أزواجه وأصحاب الكساء ) هؤلاء بلا شك هم أهل بيت النبي المادي ( منزله ) لا نختلف في ذلك , ولكن في نفس الوقت هم أوائل أهل بيت النبي الروحي ( الكعبة ) , وهم أوائل المؤمنين برسالة النبي وبالبيت الحرام فهم عند النبي أولى بالتطهير من غيرهم لأنهم أهل بيته الروحي وفي نفس الوقت خاصته يعني أهل بيته المادي , ولذلك دعا الله أن يذهب عنهم الرجس ويطهرهم تطهيرا
إن أهل البيت الروحي ( المسجد الحرام ) هم جميع المؤمنين به في أي مكان وفي أي زمان وأولهم أهل بيت النبي المادي ( أزواجه وأصحاب الكساء ) , والبيت الروحي هو الأهم وهو الأولى وهو المنوط بتربية أنفس البشر , ونحن نعلم جميعا بأن المساجد في الأرض كلها بيوت الله الروحية التي تتلقى فيها أنفس العباد التربية الروحية , ولذلك هي الأهم من بيوت البشر المادية والجانب الروحي هو الأولى والأهم وهو المشار إليه في الكتاب والسنة لأصحاب العقول النيرة , أما مسكن النبي ( منزله ) لا يتعدى سوى أنه مقر الغذاء المادي لجسده ولأفراد أسرته و أقاربه , وليس هذا البيت المادي بالأهمية والفضل والمنزلة عند الله ورسله من ذالك البيت الروحي الذي هو قبلة جميع المؤمنين بالله رب البيت - هذه بعض الأدلة :
الدليل الأول :
- رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)
في هذه الآية هل يقصد سيدنا نوح عليه السلام أن يدعوا الله بالمغفرة لكل من دخل منزله الذي يسكن فيه هو وأسرته ( البيت المادي ) مؤمنا ؟!!!!! , أم أنه يدعوا الله بالمغفرة لكل من دخل بيته الروحي ( الكعبة ) قبلة جميع أهل التوحيد الأنبياء والذين اتبعوهم إلى يوم الدين , فهو بيت نوح الروحي كما هو بيت جميع الأنبياء قبله وبعده حتى محمد (ص) وبيت جميع المؤمنين الذين اتبعوهم إلى يوم القيامة , بهذا التأويل يستقيم الأمر ويُبطل ما ذهب إليه الأخوة الشيعة من أن البيت يُراد به بيت الرسول المادي ( يعني منزله )
الدليل الثاني :
- قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73) فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74)
إذا كان الله سبحانه وتعالى عهد إلى إبراهيم أن يطهر بيته للطائفين و,,,,,,,,,,,, الخ , وهو الذي قام ببناء الكعبة قبلة المسلمين فكيف لا يكونوا من أهل ذلك البيت , أم أن المراد بكلمة البيت ( منزل إبراهيم عليه السلام ) !!! , البيت الحرام مطهر من قبل الله سبحانه وتعالى لأنه يعهد لأنبيائه بتطهيره , وإرادة التطهير في آية التطهير ( إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) والتي يستدلون بها الأخوة الشيعة فهي لأهل البيت ( المؤمنين ) , حيث لا بد للبيت الطاهر أن يكون أهله طاهرين ( والطهارة هي الخلو من الرجس )
الدليل الثالث :
- وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ .............................. إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)
خصوص النزول لا يمنع عموم الحكم - يعني خصوص نزول الآية على أزواج النبي ليس هو المراد بل النساء المؤمنات
وحديث الكساء نفسه يؤكد أنّ الآية لم تنزل في أصحاب الكساء بل في نساء النبي عامته (المؤمنات) أتباعه ، وأولهم خاصته ( أزواجه وأصحاب الكساء ) بدليل أنّ النبي في حديث الكساء دعا لأصحاب الكساء بأن يذهب الله عنهم الرجس بقوله ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس ) , فإذا كانت الآية نزلت فيهم كما يدعي الأخوة الشيعة وقد أخبر الله فيها بإذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم فما الداعي إذن لدعاء كهذا من النبي (ص) ؟!! , والصواب هو أن النبي (ص) أراد من دعاءه هذا أن يضم الله عز وجل أصحاب الكساء وهم خاصته ( أهل بيته الذي يسكن فيه ) إلى جماعة المؤمنين التي يريد الله أن يُذهب عنهم الرجس من بين عموم الناس ويطهرهم تطهيرا وهم الذين آمنوا أي عامته ( أهل قبلته ) , واللاتي نزلت فيهن الآية رغم أن المُخاطب بها أزواجه , وهو إرادة التطهير ورفع الرجس , فالله تعالى يريد التطهير لعامة أهل البيت الروحي ( المسجد الحرام ) , والرسول (ص) يريد أن ينال التطهير خاصته أي أهل بيته المادي ( مسكنه )
الدليل الرابع :
- يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)
في هذه الآية من هم أهل المسجد الحرام إذ قال في الآية (وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ) ؟ - أليس هم المؤمنين أولياء ذلك البيت الحرام - أليس إخراج أهل المسجد الحرام عند الله أكبر من القتال في الشهر الحرام , أليس أهل هذا البيت ( المسجد الحرام ) هم الطائفين والقائمين والعاكفين والراكعين - أليس هم المذكورين في هذه الآية التي تلت أية التطهير مباشرة وهي ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) - الآية واضحة
ونفترض مثلا :
إذا كانت الآية أصلا نازلة بخصوص أحقية التطهير أن تكون في أهل البيت المادي لا الروحي ولكن خص بنزولها أزواج النبي , فقول النبي عن «علي وفاطمة والحسن والحسين» أنهم أهل بيته , لا يعني أن أزواجه ليس من أهل البيت ولا يستحقوا التطهير
وهذا يماثل تماما :
الآية النازلة بخصوص أحقية الإقامة أن تكون في المسجد الذي أسس على التقوى ولكن خص بنزولها مسجد قباء , فقول النبي عن «مسجده» أنه أسس على التقوى , لا يعني أن مسجد قباء ليس من المساجد التي أسست على التقوى ولا يستحق الإقامة فيه ,
ثم إن إرادة التطهير المراد بها جميع المؤمنين - والدليل :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ....................... مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)
ومن الأدلة في السنة النبوية أن المراد بأهل البيت هم أهل البيت الروحي ( المسجد الحرام ) وليس منزل الرسول (ص) :
ولو أن المراد بأهل البيت هم أهل بيت الرسول (ص) مسكنه , لما قال صلى الله عليه وسلم :
• عمرو بن العاص من صالحي قريش ونعم أهل البيت أبو عبد الله وأم عبد الله وعبد الله
• في حديث أن الجنة تشتاق إلى ثلاثة فقال (ص) : أنت منهم يا علي وعمار بن ياسر وسيشهد معك مشاهد بين فضلها عظيم خيرها وسلمان وهو منا أهل البيت وهو ناصح فاتخذه لنفسك
• عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال قتل قتيل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فصعد المنبر خطيبا فقال ما تدرون من قتل هذا القتيل بين أظهركم؟ ثلاثا , قالوا والله ما علمنا له قاتلا , فقال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو اجتمع على قتل مؤمن أهل السماء وأهل الأرض ورضوا به لأدخلهم الله جميعا جهنم , والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أكبه الله في النار ...... إذن القتيل من المؤمنين أهل البيت
• حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا فضل بن دكين حدثنا ياسين العجلي عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: - المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة.
الرسول (ص) ترك في الناس ( الكتاب + العترة ) :
3874- حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي أخبرنا زيد بن الحسن عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: - "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: يا أيها الناس اني تركت فيكم من إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي". وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن ارقم وحذيفة بن أسيد. هذا حديث غريب حسن من هذا الوجه. وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من أهل العلم.
[ 3316 ] حدثنا جعفر بن عون ثنا أبو حيان عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا أيها الناس إنما انا بشر يوشك ان يأتيني رسول ربي فأجيبه وأني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به فحث عليه ورغب فيه ، ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ثلاث مرات
[ 3312 ] أخبرنا ميمون بن إسحاق الهاشمي حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير حدثنا المفضل بن صالح عن أبي إسحاق عن حنش الكناني قال سمعت أبا ذر يقول وهو آخذ بباب الكعبة أيها الناس من عرفني فأنا من عرفتم ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق - هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
في الأحاديث الثلاثة السابقة - أولا إذا كان الخطاب موجه للناس , فهل يراد بكلمة بيتي منزل ( مسكن ) النبي (ص) ؟ , أم المراد أعم وأشمل من ذلك ويقصد به الكعبة قبلته التي ولاه الله إياها - وثانيا يوجه الناس وهي كلمة واردة في الأحاديث مطلقة أي عموم الناس في بقاع الأرض أيا كانت ديانتهم , لكي لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل , بأنه ترك فيهم ما إن تمسكوا به فلن يضلوا - وهما كتاب الله ( القرآن ) وسنته القائمة في أهل بيته أهل قبلته أهل السنة أهل التوحيد
الرسول (ص) ترك في الناس ( الكتاب + والسنة ) :
[ 318 ] حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنبأ العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا إسماعيل بن أبي أويس وأخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ثنا جدي ثنا بن أبي أويس حدثني أبي عن ثور بن زيد الديلي عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع فقال ( قد يئس الشيطان بأن يعبد بأرضكم ولكنه رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا , يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم إن كل مسلم أخ المسلم , المسلمون إخوة ولا يحل لامرىء من مال أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس , ولا تظلموا ولا ترجعوا من بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )
[ 20123 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ثنا جدي ثنا بن أبي أويس ثنا أبي عن ثور بن زيد الديلي عن عكرمة عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع فقال يا أيها الناس أني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه
[ 20124 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس ثنا عبد الكريم بن الهيثم أنبأ العباس بن الهيثم ثنا صالح بن موسى الطلحي عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أني قد خلفت فيكم ما لن تضلوا بعدهما ما أخذتم بهما أو عملتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض
من الأحاديث السابقة - هل هناك فرق بين العترة والسنة ؟ :
في الأحاديث السابقة والتي يستدل بها الشيعة , أولا خطاب الرسول موجه لجميع الناس بصرف النظر عن دين أو عرق أو لون أو مكان أو زمان لأنه جاء رحمة للعالمين , فهو يخاطب الناس جميعا على وجه الأرض ( يهود ونصارى ومجوس وبوزيين وهندوس ولا دينيين ولا أدريين وملحدين و .................. الخ ) ولذلك الله سبحانه وتعالى قال له :
- قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ........
- قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (49)
- رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا
- يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآَمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (170)
ولذلك هو خاطب جميع الناس حيث قال ( يا أيها الناس ) ولم يقل يا أيها الذين آمنوا - لأن الرسول (ص) جاء للناس لئلا يكون لهم على الله حجة بعده , حيث استخلف فيهم كتاب الله وسنته الموجودة في عترته أهل بيته الروحي ( الذين آمنوا ) , فلو خاطب النبي (ص) الذين آمنوا فقط وقال ( يا أيها الذين آمنوا ) لانصرف معنى أهل بيته إلى أهل بيته المادي ( أزواجه وأصحاب الكساء ) لكنه قال يا أيها الناس - إذن الخطاب شامل وعام لكل الناس وليس للمؤمنين فقط , ولئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل , كما أنه لو كان الرسول (ص) قال يا أيها الذين آمنوا ولم يقل يا أيها الناس , لكان لغير المؤمنين الحجة على الله والله منزه عن النقائص سبحانه وتعالى
ثم قال النبي (ص) : تركت فيكم الثقلين أو الخليفتين :
1- أولهما ( كتاب الله )
2- الثاني : تارة ذكر عترتي / وتارة ذكر سنتي - وكلاهما صحيح لأن سنته قائمة في عترته أهل بيته ( المؤمنين )
وسواء الأول أو الثاني كلاهما استخلفهما الرسول (ص) في الناس , لأنه قال يا أيها الناس تركت فيكم أو تارك فيكم خليفتين ( الكتاب + السنة ) وهذه السنة موجودة في عترتي أهل بيتي الروحي وهم المؤمنين - فهم ( أهل السنة - أهل التوحيد - أهل الحديث )
فالكتاب والسنة تركهما الرسول (ص) واستخلفهما لكل الناس , لئلا يكون لهم على الله حجة , وبالتالي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه
خلاصة الموضوع :
أهل البيت : هم المؤمنين ( الأنبياء والذين أمنوا )
هذا والله تعالى أعلم
[/size]